[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثانية والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثانية والعشرون

ذاتَ عَصْرٍ ذهبتُ أنا
وصحابي
لنرتعَ فوقَ الهضابِ القريبةِ،
أدركَنا اللَّيلُ..
حينَ رجعْنا وجدْنا المدينةَ
موصدةً
وذئابَ الظلامِ تحاصرُها
وَهْيَ عاكفةٌ تكتبُ الفَجْرَ..
ساعتَها طافتِ الرُّوحُ - ليلاً -
بأبوابِها السَّبعةِ الحجريّةِ،
ثَمَّةَ ضوءٌ
يحاولُ أنْ يعبرَ السُّورَ
أنْ يتوكَّأَ بالصوتِ
حاولتُ،
حاولَ كلُّ الرِّفاقِ الصعودَ عليهِ
فلم نستطعْ.. خذلتْنا أصابعُنا.
تلكَ رُؤْيا تهزُّ دمي
أيقظتْها مياهُ التذكُّرِ
أطلقَها منْ شظايا الظلامِ
جدارٌ قديمْ.

* * *
(قبلَ أنْ يُغْمِدَ الغزاةُ
خناجرَهم في أوردةِ الأحياءِ والمنعطفاتِ،
قبلَ أنْ تتوقَّفَ الغِزْلانُ الرَّقيقةُ
عنِ اللَّعِبِ على الطُّرُقاتِ البريّةِ؛
كانتْ أسوارُها الجبالَ،
وسيوفُها أوراقَ الوردِ،
وأغصانَ الرَّيحانِ.
لم تكنْ تخشى الظلامَ
أو تضعُ حرّاساً عندَ الأبوابِ،
ولم يكنِ الأرقُ ينتحبُ في عينيها
ولا صفّاراتُ الخوفِ تمزِّقُ براءةَ صمتِها..
بعدَ ذلكَ
صارتْ ترتعشُ منْ لونِ المغيبِ
وتوصدُ أبوابَها السَّبعةَ
في وجهِ آلافِ الذِّئابْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى