[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

إلى أصدقائي الذين رحلوا عام 1997م

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - إلى أصدقائي الذين رحلوا عام 1997م

فاتحة
يرحلونَ..
وتبقى روائحُهم
ومواقفُهم حيّةً
ومعلّقةً في فضاءِ القلوبْ،
في الشروقِ
تراهم إذا شعشعَ الضوءُ
تلمحُ أحزانَهم في جدارِ الغروبْ.
بعضُهم يترجَّلُ في أوَّلِ العمرِ
والآخرونَ يضيئونَ بالعمرِ
حتى يذوبْ.

إنّهم يسمعونَ حشرجاتِ موتِهم:
هلْ كانَ وحدَهُ
يعرفُ أنَّ اللهَ سوفَ يستدعيهِ
في وقتٍ مبكِّرٍ
أنَّ كتابَ العمرِ ناقصٌ
وأنَّ أوراقَ الحياةِ
قاربتْ على النَّفادْ.
ووحدَهُ الذي كانَ يرى أحلامَهُ الغرقى
فلا يئنُّ
أو يصرخُ،
وجهُهُ يطوفُ في فضاءِ اللهِ،
لا يكادُ يدركُ النَّزيفَ المرَّ
في الفؤادْ.

إلى الذي يأتي ولا يأتي:
يا أيّها الموتُ
الذي يأتي ولا يأتي
إلى حديقةِ العمرِ
فَيَنْقَضُّ على الوردِ،
وليتَهُ يأتي إذا ما استنجدَتْ
حدائقُ الشتاءِ منْ شيخوخَةِ اللَّيلِ
ومنْ ثلوجِ العمرِ
منْ رطوبةِ الرُّخامْ.
يا أيّها الموتُ
الذي يأتي إذا تساقطَ الندى
ولا يأتي إذا تساقطَ الملحُ على صدرٍ
تهشَّمَتْ جدرانُهُ
واتسعتْ جراحُهُ
وضَلَّ في الزِّحامْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى