[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

مسحلو القاعدة يصلون اطراف عدن والداخلية تحذر من هجمات

وأكد شهود عيان انتشار عشرات المسلحين من «أنصار الشريعة» في منطقة فقم وفي منطقة سواحل عمران، غرب مديرية البريقة بمحافظة عدن الجنوبية. وقال مواطنون لـ«الشرق الأوسط»: «مسلحو (القاعدة)، كتبوا شعاراتهم ورفعوا أعلامهم السوداء، على عدد من المنازل والمقرات الحكومية هناك». وتعتبر مديرية البريقة من أهم المواقع الحيوية في اليمن، حيث توجد فيها أقدم وأكبر مصفاة نفط، كما يوجد فيها أكبر معسكرات المنطقة العسكرية الجنوبية، وهو معسكر «صلاح الدين». وبالتزامن مع ذلك، كشفت وزارة الداخلية اليمنية عن «مخطط إرهابي لاستهداف منشآت حيوية ومرافق حكومية مهمة في عدد من محافظات الجمهورية من قبل تنظيم القاعد». وقالت الوزارة في بيان لها: «تنظيم القاعدة يخطط للقيام بعمليات إرهابية باستخدام سيارات مفخخة»، وشددت على أنها «تتعامل مع هذا التهديد بصورة جدية»، حيث اتخذت «عددا من الإجراءات والتدابير الأمنية لمجابهة هذا المخطط الإرهابي» الذي وصفته بأنه «يعكس حالة هستيرية وخشية حقيقية لدى تنظيم القاعدة في أعقاب نجاح الانتخابات الرئاسية والمضي قدما في تنفيذ المبادرة الخليجية».

وفي مديرية خنفر بمحافظة أبين، قتل سبعة عناصر مفترضة لتنظيم القاعدة في غارات جوية شنتها طائرات أميركية من دون طيار، على مواقع لهم مساء أول من أمس، بحسب مصدر عسكري، وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الطائرات التي يعتقد أنها انطلقت من بارجة أميركية، قصفت أحد معسكرات «القاعدة» أسفل جبل خنفر، وقتلت 7 أشخاص، فيما أكد قيادي من جماعة «أنصار الشريعة» سقوط قتلى جراء الغارات الجوية، لكنه أوضح أن عددهم «ثلاثة فقط». وفي السياق نفسه، نشرت جماعة «أنصار الشريعة» مقطع فيديو لأميرها في أبين ويدعى «أبو حمزة المرقشي جلال بلعيد»، ويظهر الفيديو الذي نشر أمس على موقع «يوتيوب»، بلعيد وهو يقدم محاضرة لجنود وضباط، تحتجزهم الجماعة منذ أكثر من سبعة أيام، وتطالب بمبادلتهم بعناصرها، المعتقلين لدى السلطات اليمنية، وخاطب بلعيد الجنود بقوله: «هل علي عبد الله صالح يطبق شرع الله؟ وهل عبد ربه منصور هادي يطبق الشريعة؟ الأمن بيد الأميركان، والدستور فرنسي، ونحن لم نأت إلى بيوتكم فأنتم من أتيتم إلى حدود إمارتنا في زنجبار».

في سياق آخر، نفى مصدر رفيع في مكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأنباء التي تحدثت عن اقتحام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مقر دار الرئاسة، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأنباء عارية من الصحة»، مؤكدا أن «الرئيس هادي يمارس مهامه من مقر الرئاسة، وقد استقبل أمس، وفودا أوروبية ودولية بشكل اعتيادي». وكان الموقع الإلكتروني لحزب الإصلاح المشارك في حكومة الوفاق الوطني، اتهم صالح باقتحام مقر الرئاسة بصنعاء أمس أثناء وجود الرئيس هادي فيه. وقال موقع «الصحوة نت»: «صالح اقتحم دار الرئاسة من باب خلفي ودخل إلى إحدى صالات دار الرئاسة واستقبل فيها عددا من المشائخ والقادة العسكريين ممن لا يزالون يدينون بالولاء له». وتصاعدت الأزمة السياسية بين الأطراف اليمنية بعد عودة صالح للواجهة السياسية عبر حزبه المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه، حيث ترأس صالح أمس اجتماعا مشتركا لأمانة حزبه وأمناء التحالف الوطني المتحالف معه، وأقر الاجتماع، بحسب موقع حزب المؤتمر «المؤتمر نت»، «تشكيل لجنة دائمة الانعقاد من الأمناء المساعدين للمؤتمر وأمناء عموم أحزاب التحالف لمتابعة التطورات على الساحة أولا بأول». وقال صالح في كلمته: «اليمن يمر بمرحلة دقيقة تستلزم تضافر الجهود النضالية»، مشددا على أهمية تفعيل مكونات التحالف الاستراتيجي بين المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني. مؤكدا على «الدور الطليعي للمؤتمر في إنجاز المهام التاريخية المنوطة بالقوى السياسية، خاصة دعم جهود القيادة السياسية الجديدة في تنفيذ المبادرة الخليجية، وكذا الالتزام بتنفيذ ما تبقى منها خلال المرحلة المقبلة».

وحذر مراقبون من عودة صالح إلى الواجهة السياسية وعودة مربع العنف إلى البلاد بسبب ذلك، وقال رئيس «المركز اليمني لقياس الرأي العام» حافظ البكاري إن «صالح قد استنفد ما لديه من أداء سياسي، وأي أداء سياسي قادم له، سيكون معيقا ومضرا في المرحلة الانتقالية». وأضاف البكاري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «يجب إبعاد صالح من المشهد السياسي ومن حزبه»، وتابع: «نعرف أن الثورة الشعبية قامت ضد شخص علي عبد الله صالح رمزا للنظام، وأعتقد أن عودته للواجهة السياسية عبر حزب المؤتمر الشعبي، ستكون مسيئة له ولحزبه، وإن حدث ذلك، فأتوقع أن يواصل العبث، فإذا كان يعبث وهو على رأس السلطة ومسؤول وحاكم ولديه صلاحيات سابقا، فكيف سيكون العبث وهو خارج ذلك؟». قائلا إنه «على الجميع أن لا يعول على حسن النوايا لصالح، ويجب أن يعامل بحذر». مشيرا إلى أن «المبادرة الخليجية أعطت لحزب المؤتمر مشروعية للاستمرار قوة سياسية، وعليه أن يتخلص من الارتهان لصالح الذي جعل نفسه صاحب القول الفصل في أي قرار للحزب وأصبح واجهة سياسية لأسرة صالح».

زر الذهاب إلى الأعلى