[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

جنود جرحى في أبين: حوصرنا من الساعة الـ6 صباحاً وحتى الـ8 واستنجدنا بقيادة اللواء دون جدوى

تعيش محافظة أبين جنوبي اليمن على صفيح ساخن منذ فترة ليست بالبسيطة؛ وأصبحت ساحة حربٍ مفتوحة بين “أنصار الشريعة” من جهة والجيش والقبائل من جهة أخرى؛ بينما يعيش البسطاء في مخيمات النزوح في لحج والبيضاء وعدن بعد أن شُردوا من أرضهم وديارهم.

يوم أمس قام مسلّحو “أنصار الشريعة” بالهجوم على مديرية لودر والتي تبعد عن زنجبار بحوالي 150 كيلومتراً من ثلاث جهات هي الغرب والجنوب والشرق وذلك عند الساعة الرابعة صباحاً؛ واشتبكوا مع عدد من الجنود الذين كانوا مرابطين في إحدى الكتائب العسكرية في جهة الشرق، وقد تبادل الجانبان إطلاق نار؛ إلا أن الجنود لاذوا بالفرار قبل أن يتدخّل شباب لودر لخوض المعركة التي انسحب على إثرها مسلّحو “أنصار الشريعة”..

وقال أحد مشائخ مديرية لودر لصحيفة "الجمهورية": إن عدد قتلى “أنصار الشريعة” يفوق خمسين قتيلاً؛ بينما قُتل من شباب لودر تسعة أشخاص, فضلاً عن الجرحى؛ فيما يتأكد من عدد قتلى الجيش؛ إلا أن من بين قتلى الجيش قائد الكتيبة والأركان التي كانت مرابطة في ذات المكان الذي تعرّض لهجوم المسلّحين، واستقبلت مستشفيات محافظة البيضاء أمس تسعة وثلاثين شخصاً ما بين قتيل وجريح.

وقال أحد سكان منطقة العين المتاخمة للودر: إن المسلّحين قاموا بقطع الخط المؤدى إلى نقطة العلم, والخط المؤدي إلى محافظة البيضاء قبل أن يقوموا بالاشتباك مع أهالي منطقة لودر, كما شوهدت أطقم تابعة ل “أنصار الشريعة” وهي تنقل جثث القتلى إلى مدينة زنجبار.

وقال المصدر المحلي ل “الجمهورية”: إن عدداً من “أنصار الشريعة” تسلّلوا إلى بعض المنازل القريبة من لودر محمّلين بقناصات تلاه بعد ذلك هجوم مباغت من قبل “أنصار الشريعة”.. مضيفاً: إن خمسة من “أنصار الشريعة” تحصّنوا في أحد المنازل القريبة من مكان الحدث واستخدموا الأطفال والنساء المتواجدين في المنزل دروعاً بشرية؛ ما جعل الطيران يتدخّل ويقصف بعض الأماكن التي كان يتواجد فيها مسلّحو “أنصار الشريعة”.

وأوضح عدد من الجنود الجرحى الذين أسعفوا إلى محافظة البيضاء ل “الجمهورية” أنهم حوصروا من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثامنة؛ وأنهم استنجدوا بقيادة اللواء 111 ولكن دون جدوى؛ ما دفعهم إلى الانسحاب وتسليم أسلحتهم لشباب لودر الذين قالوا إنهم واجهوا المسلّحين بكل شجاعة!!.

وأبدى عدد من الأهالي تخوّفهم من عودة المواجهات كون “أنصار الشريعة” لم ينسحبوا كثيراً عن المنطقة التي هاجموها, وأنهم يتمركزون في مسافات قريبة تصل إلى عشرة كيلومترات من مديرية لودر.
وكان المسلّحون قد تكبّدوا مساء الأحد الماضي خسائر كبيرة في الأرواح إثر قيام الجيش بالتصدّي لهجمات نفّذتها عناصر من يطلق عليهم “أنصار الشريعة” في شمال وشرق مدينة زنجبار بمحافظة أبين.. وأشارت المصادر إلى أن حصيلة قتلى يوم الأحد بين صفوف المسلّحين بلغت 14قتيلاً وجريحاً، حيث قتل “5” في شمال المراقد و”2” آخرين بالقرب من جولة الكوز التي تقع في مدخل مدينة زنجبار و”7” آخرين قُتلوا في وادي حسان؛ تم دفنهم في مدينة شقرة شرق زنجبار.. وأكدت المصادر أنه في ظل الهجوم المتصاعد من قبل الجيش فقد شوهد أمس توافد العشرات من المسلّحين بينهم أفغان وأفارقة قدموا من مديرية عزان بمحافظة شبوة للمشاركة في القتال ضد الجيش المرابط في جبهتي زنجبار والكود بمحافظة أبين. .

وفي سياق متصل؛ طالب جنود اللواء شلال المرابطة كتائبه على الشريط الساحلي في مديرية مودية رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بدعمهم بالمواد الغذائية التي لم تُصرف لهم منذ أربعة أشهر,

ومن جهة أخرى يطالب أيضاً نازحو أبين في محافظتي لحج وعدن الحكومة بضرورة الاهتمام بقضية نازحي أبين التي شرّدتهم الحرب عن ديارهم منذ 11 شهراً, والتوجيه بحسم المعركة وتعزيز الألوية المرابطة في أبين بقوة عسكرية كافية لتطهير محافظتهم من المسلّحين.

زر الذهاب إلى الأعلى