[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

خبراء: سياسة واشنطن في اليمن ستضر بأمنها على المدى الطويل

حذر خبراء في السياسة الخارجية الأميركية، الرئيس باراك أوباما من أن سياسته المتبعة في اليمن والتي تقوم على شن غارات من طائرات بدون طيار ضد اهداف إرهابية، لا يمكن الاستمرار بها وقد تضر بأمن الولايات المتحدة على المدى الطويل.

وفي رسالة مثيرة للجدل، حول سياسة الولايات المتحدة في اليمن، ضمن حملتها ضد تنظيم "القاعدة"، قال خبراء ان اليمنيين يعتبرون ان الولايات المتحدة مهتمة فقط بشن عمليات شرسة ضد الارهاب.

الا أن الإدارة الاميركية ردت بأنها اعلنت أخيرا زيادة بقيمة مليوني دولار في المساعدات إلى اليمن، وشددت على ان المقاربة "متوازنة".

وجاء في الرسالة التي وقعها 27 خبيرا برعاية مجلس الأطلسي والمشروع من اجل الديمقراطية في الشرق الاوسط "برأينا ان الستراتيجية الاميركية الحالية تهدد اهدافنا للامن القومي على المدى الطويل".

واضاف الخبراء ان ستراتيجية تركز على الشؤون الاقتصادية والسياسية ستخدم الاستقرار في اليمن والمصالح الاميركية "افضل من التركيز بشكل كبير على جهود مكافحة الارهاب والتدخل العسكري المباشر".

كما "اننا نتقبل ان تتخذ الولايات المتحدة اجراءات ضد الذين يخططون لاعتداءات ضد مواطنيها، عند توفر معلومات استخباراتية مسبقة ومحددة، الا ان القضاء على اعضاء في مجموعات ناشطة من خلال غارات محددة الاهداف ليس حلا قابلا للاستمرار ولا يعالج الاسباب التي جعلت هذه القوى تجد ارضا خصبة في اليمن".

ولعبت واشنطن دورا اساسيا في العملية الانتقالية التي تنحى بموجبها الرئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح وتولى السلطة نائبه عبد ربه منصور هادي.

وكان اليمن معقل "القاعدة في شبه جزيرة العرب"، مكان انطلاق مخططات عدة تم احباطها ضد اهداف اميركية من بينها محاولة لإسقاط طائرة اميركية فوق ديترويت يوم عيد الميلاد في العام 2009.

وكان اوباما اعرب خلال قمة للحلف الاطلسي في شيكاغو في مايو الماضي عن "قلقه" ازاء "القاعدة" في اليمن بعد تفجير انتحاري لأحد عناصرها أدى إلى مقتل مئة جندي يمني.

الا ان الخبراء دعوا اوباما إلى الانتقال من "تركيز محدود" على مكافحة الارهاب إلى اعطاء الاولوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وكتب الخبراء في الرسالة "لا بد ان يعلم الشعب اليمني ان بلاده تعني اكثر من مجرد ساحة حرب بديلة".

ولكن معاوني أوباما شددوا على أن الستراتيجية الحالية والتي ركزت عليها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال زيارة إلى صنعاء العام الماضي، واسعة الأفق ومتوازنة.

وشددت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي ايرن بيلتون على ان الادارة تواجه تحديات اقتصادية وانسانية وامنية "خطيرة".

وقالت بيلتون "لقد دعمنا المرحلة الانتقالية في اليمن على الرغم من التحذيرات بأن القيام بذلك سيزعزع التعاون ضد الارهاب".

وأضافت "لقد شجعنا ودعمنا الإصلاحات الاقتصادية في اليمن والتي ستضع البلاد على طريق افضل"، و"لقد كنا في مقدمة الجهود من اجل المساعدة على الاصلاح في اليمن واعادة هيكلة الجيش كما زدنا مساعدتنا الانسانية والاقتصادية بشكل ملحوظ هذا العام".

ومن المقرر ان تقدم الولايات المتحدة مساعدة بقيمة 170 مليون دولار هذا العام إلى اليمن في زيادة واضحة عن تلك التي قدمتها العام الماضي وبلغت 106 ملايين دولار.

اما راجيف شاه المسؤول في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية "يو اس ايد" فقد قال خلال زيارة إلى زنجبار، حيث استعادت القوات الحكومية أخيرا السيطرة على معاقل ل¯"القاعدة" إن 52 مليون دولار من هذه المساعدة ستخصص لمشاريع انسانية سريعة.

ويرى المسؤولون ان المساعدة لن تعطي ثمارا ما لم يتم طرد الناشطين اولا ضمن سياسة "واضحة تقوم على التنظيف والسيطرة ومن ثم البناء".

الا انهم اقروا ضمنا ان هناك شعورا لدى اليمنيين بأن الولايات المتحدة تعطي الاولولية لمكافحة الارهاب.

كما اقروا بأن الظروف في اليمن معقدة وغير مستقرة إلى حد أنه من الصعب جدا التوصل إلى توازن سليم بسبب الأحداث غير المتوقعة.

زر الذهاب إلى الأعلى