[esi views ttl="1"]
arpo27

عارف الصبري: الأمريكيون والأوروبيون تقاسموا ملفات اليمن كهيكلة الجيش والدستور وغيبوا العلماء (حوار)

أثار الكتاب الذي أصدره القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح وعضو البرلمان في اليمن عارف الصبري مؤخرا تحت عنوان (مؤتمر الحوار الوطني، عمار أم دمار)؛ أثار لغطا واسعا في الأوساط الإعلامية والسياسية، ما دعا حزب الإصلاح إلى إصدار من الكتاب..

كما أثار الكتاب غضب العديد من الاكاديميين والقيادات السياسية والفكرية المعروفة امثال الدكتور ياسين سعيد نعمان، امين عام الحزب الاشتراكي اليمني، الذي رد على الكتاب بمقال مطول بعنوان (تهافت المقال عن فساد الاستدلال).

وفي هذا الحوار مع صحيفة "إيلاف" ينشره نشوان نيوز بالتزامن يتحدث عارف الصبري عن جدوى إصدار الكتاب في هذه المرحلة تحديدا، وأسباب تهرب الإصلاح من تبني ماجاء فيه، ولماذا غضب الدكتور ياسين سعيد نعمان منه، والجدل الذي حدث بعد إصداره، وأشياء لها علاقة بالحوار الوطني والوضع العام في اليمن.

عناوين فرعية:
* جمال بن عمر اعلن ان قوام الحوار 240 مشاركا مقسمة بالتساوي، وبعد اصدار كتابي ارتفع العدد إلى 565 مشاركا في الحوار الوطني
* كثيرٌ من الخطباء أصبحوا يخطبون الجمعة من كتابي "مؤتمر الحوار.. عمارٌ أم دمار"
* اكثر الدكتور ياسين في مقاله من الفلسفة وحوّل القضية إلى تنظير وترف فكري.!
* د. ياسين عجز عن الدفاع عن نفسه فلجأ إلى الهجوم، ومقاله زاد الكتاب انتشارا
* الذي يحسن الظن بالأمريكان والألمان والفرنسيين يُسيء الظن بالله إلا اذا كان يتصور أنها جمعيات خيرية..!!
* تقاسم الأمريكان والأوربيون ملفات اليمن من هيكلة الجيش إلى الدستور والحوار والعلماء مابين غائب ومغيب..!!
* كتابي يتطابق تماما مع مبادئ التجمع اليمني للإصلاح المدونة في نظامه الأساسي

نشوان نيوز ينشر نص الحوار :

* نرحب بك شيخ عارف في هذا الحوار الذي يأتي بعد مادار من لغط كبير حول كتابكم الذي اصدرتموه مؤخرا (الحوار عمار أم دمار)، ومؤخرا صدر بيان على لسان مصدر مسئول في الأمانة العامة للإصلاح أن الكتاب لا يعبر عن الحزب وإنما يعبر عن رأي شخصي لك، ما الفرق بين ما طرحته انت ورأي وفكر الإصلاح؟
- بسم الله الرحم الرحيم ومرحبا بكم.. ثقافة ومنهج الإصلاح لايحددها عضو في هذا الحزب ولا مصدر في الأمانة العامة، ثقافة ومنهج الإصلاح يحددها النظام الأساسي، وأعتقد أن ماورد في كتابي يتطابق تطابقا تاما مع مبادئ الإصلاح المدونة في نظامه الأساسي.

* إذن ما الذي دعا الإصلاح إلى إصدار هذا البيان؟
- هذا السؤال يوجه إلى الاخوة الذين أصدروا البيان.

* هذا يدعو إلى سؤال آخر، من يدير سياسة الإصلاح بما أنه أصدر البيان من دون أن تعلم من هو، وأنت عضو كبير في الإصلاح؟
- قرارات الإصلاح تصدر عن مؤسساته الرسمية وليس بالضرورة أن يطلع كل عضو على هذه القرارات، لكن البيان الذي صدر مؤخرا تحت اسم صرح مصدر بالأمانة العامة، لم يحدد من هو هذا المصدر.

* لكنه في الأخير مصدر رسمي بالأمانة العامة للإصلاح؟
- أيا كان فأنا أريد من القارئ أن يحاكم كتابي إلى النظام الأساسي، مع العلم أنني عرضت الكتاب قبل طباعته على مجموعة كبيرة من كبار العلماء داخل الإصلاح وخارجه ممن أثق بهم، وعرضته على مجموعة من السياسيين المتمرسين، وملاحظاتهم التي جاءتني استوعبتها في الكتاب، ومن جهة أخرى فقد دعوت من يخالفني إلى مناظرة علنية في أي مسجد أو في مقر أو في فضائية، ولم يأتني جواب من أحد، لأني أعلم أن ما جاء فيه يتفق مع المنهجية الصحيحة في التلقي والاستدلال.

* لم يأتك جواب من الإصلاح، لكنه جاءك من الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقال مطول، أكد فيه أن كتابك يعتمد على ماأسماه بإعادة القوى التقليدية تصدر المشهد؟
- الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقاله؛ أكثر من الفلسفة وحوّل القضية إلى تنظير وترف فكري، متعاليا على واقع الشعب والمخاطر الحقيقية التي تهدد اليمن في دينه ووحدته وأمنه واستقراره، مؤيدا بذلك ماقلته عنه في كتابي، وقد كان يكفيه أن يعلن صراحة أنه مع حوار وطني تحت سقف الشريعة، ومجددا فإن الباب لايزال مفتوحا وأتوجه إليه بسؤال مباشر: هل أنت وحزبك مع وطن مرجعيته الوحيدة الشريعة الإسلامية ولتكن الإجابة واضحة ومحددة بنعم أو لا.؟!

* من أين بنيت واستنبطت هذه الفكرة؟
- بنيت هذا الأمر على ما ذكره في كلمته التي ألقاها بعد صدور بيان هيئة علماء اليمن الذي طالبنا فيه أن ينعقد الحوار تحت سقف الشريعة الإسلامية وحدها، فكان رد الدكتور ياسين أن الشريعة الإسلامية لايمكن أن تكون مرجعية للحوار بقوله: "لسنا مع حديث عن ثوابت لايشملها الحوار، الحوار مفتوح سياسيا وأيديولوجيا ومعرفيا لكل الآراء المطروحة"، فتصوروا أن يقول الدكتور ياسين هذا الكلام، أنه لاثوابت، ويأتي هذا الأمر بعد مطالبة العلماء بأن ينعقد المؤتمر تحت مرجعية الشريعة الإسلامية، وهو في مقاله الذي كتبه مؤخرا لم ينكر هذا الكلام الذي نُسب إليه.

* "مقاطعا" ربما قصد الدكتور بأننا مجتمع مسلم، لايشترط أن نعلن أن الشريعة الإسلامية مرجعيتنا؟
- مادمنا في مجتمع مسلم فماالمانع من النص على أن الشريعة الإسلامية هي المرجعية الوحيدة للحوار، لاسيما مع وجود من يطالب بحوار لاسقف له، ومن يُطالب بأن يكون الحوار سيد نفسه.

* هل معنى قولك أنه لم يتراجع عن موقفه السابق بحسب ما ذكرته في الكتاب؟
- نعم، لم يتراجع بل أكد ماذكرته، ومقاله الطويل يؤكد عدم تراجعه، ونحن لن نقبل من الدكتور ياسين ولا من غيره من أحزاب المشترك والمؤتمر، ومن كل الفئات الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني، إلا ان يعلنوها صراحة بأنه لاحوار ولامشروعية للحوار إلا في ظل الشريعة الإسلامية.

* قد تكون الثوابت التي قصدها الدكتور ياسين، هي الثوابت السياسية بمعنى المطالبات السياسية، وليست المطالبات بإلغاء الشريعة؟
- كلام الدكتور ياسين جاء بعد صدور بيان العلماء الذي طالب بأن ينعقد الحوار تحت سقف الشريعة الإسلامية، ومن جهة أخرى فإن الشريعة الإسلامية منهج حياة ينظم جميع شؤون الحياة السياسية وغير السياسية وكل مجالات الحياة محكومة بشرع الله تعالى.

* هل أفهم أن كلام الدكتور ياسين في اللجنة المركزية، كان أشبه بالرد على بيان العلماء؟
- نعم، وله أن ينفي ذلك كموقف صريح يعلن فيه بأنه مع حوار وطني مرجعيته الوحيدة الشريعة الإسلامية، وعند ذلك سنحمد له هذا الموقف وسنعلنه للناس بل ونقبله في رأسه.

* من خلال متابعاتكم، هل لمستم ما يخالف الشريعة أصلا في أدبيات ووثائق الحوار وموضوعاته؟
- لاشك هناك العديد من المخالفات..
أولاً إغفال النص على أن الشريعة هي المرجعية للحوار، والإلزام باحترام حقوق الإنسان وفق القانون الإنساني الدولي الذي يخالف في كثير من مقرراته نظام الشريعة الإسلامية.
ثانيا: غياب القوى المؤثرة والفاعلة في الحوار وتمثيل قوى ذات مشاريع ضيقة، وقوى خارجة على الدولة وأشخاص يسبون الله وآخرون يطالبون بعدم التحاكم إلى الإسلام.
ثالثا: هناك تدخلا غريبا سافرا في مؤتمر الحوار ووصاية واضحة على مجريات الحوار وغير ذلك مما هو مذكور في كتابي.

* أين موقف الإصلاح وأنت عضو في الإصلاح كحزب إسلامي مما يحدث؟
- موقف الإصلاح يُسأل عنه قيادته الرسمية لا أُسأل عنه أنا، نحن نقول إن الإصلاح حزب مؤسسات، وأي تساؤل يوجه إلى قيادته، أنا يعنيني أن أوضح الخطر الذي يهدد بلدي، وخطابي موجه للإصلاح والمؤتمر ولكل يمني.

* ما الذي دفعك لاصدار هذا الكتاب الذي أغضب الإصلاح؟
- الذي دفعني إلى إصدار الكتاب هو القيام بواجب البيان الذي لايجوز تأخيره عن وقت الحاجة، لأن مؤتمر الحوار بمعطياته الحالية هو البوابة لعلمنة اليمن وتقسيمها، وإجهاض الثورة الشعبية السلمية، وإسقاط كل التضحيات وإبقاء الدولة اليمنية بعد ثورتها في فلك النظام الدولي الذي تسيره وتستفيد منه مجموعة من الدول الكبرى المسيطرة على مقدرات أمم وشعوب العالم وفي مقدمتها الشعوب العربية والإسلامية.

* قبل إصدارك للكتاب هل وضحت لقيادة الإصلاح أو استشرتهم، هل وزعته قبل أن يطبع، هل وضحت لهم؟
- نعم، وضحت الأمر لكثير من القيادات في الإصلاح وفي غير الإصلاح، أنا عضو في مجلس النواب، تحدثت إلى الكثير من زملائي بالمجلس، تحدثت مع علماء، تحدثت مع كثير من السياسيين والقيادات الحزبية هنا وهناك، ثم أصدرت الكتاب لأن ديننا في خطر وبلدنا ووحدتنا في خطر وأمننا واستقرارنا في خطر، وحتى لاتجرنا المماحكات الحزبية والسياسية وتصفية الحسابات إلى أن ندفع الضريبة في ديننا وأمننا واستقرارنا.

* بالنسبة لموقف الإصلاح، هل تعتقد أن الإصلاح مضغوط عليه إلى درجة أن يتبرأ من هذه المواقف؟
- قيادة الإصلاح هي الجهة التي تعبر عن موقف الإصلاح.

* أنت تعرف حقيقة المصالح والمفاسد، هل يُعذر الإصلاح من هذا المدخل؟
- لهم تقديرهم، والحديث على المصالح والمفاسد كلا يقدرها من زاويته، أنا أقدرها من زاويتي، وكل واحد يقدرها من زاويته وله رؤيته.

* في المقابل الدكتور ياسين طرح وأشار أن أحد قيادات المؤتمر الشعبي العام أشاد بالكتاب وقال إنه معك، وكأنك تمثل متنفذو النظام السابق؟
- لعل هذه القصة كما وصفها في مقاله من اختلاق الدكتور ياسين.

* يعني لايوجد مؤتمري في البرلمان رحب بكتابك كما ذكر الدكتور ياسين؟
- بهذه الصورة التي طرحها الدكتور لايوجد أحد، لكن لا شك أن الكتاب لاقى قبولا كبيرا عند كثير من الشخصيات العلمية والسياسية والفكرية ومن مختلف الجماعات والأحزاب بما في ذلك أعضاء من المؤتمر في مجلس النواب، وحتى أن كثيرا من الخطباء أصبحوا يخطبون الجمعة من كتابي..!!.

* الآن الدكتور ياسين طرح تصورا أن لديك اتصال بالنظام السابق، فيما كنت من المناهضين له، وكان صوتك كبيرا في مناهضة النظام السابق، هل تشعر أن هناك من يطمس دوركم في صناعة الثورة، والمشاركة فيها؟
- لست في موطن الاتهام حتى أدافع عن نفسي، مواقفي معروفة من النظام السابق كما أن مواقفي معروفة من الحزب الاشتراكي اليمني، ومواقفي في الشأن العام تعبر عنها مؤلفاتي وإصداراتي، كما أنها واضحة في بيانات هيئة علماء اليمن التي أنا موقع عليها.

* ما الذي تفهمه أنت حينما تم تناول كتابك بهذه الصورة؟
- لعل الدكتور ياسين عجز عن الدفاع عن نفسه فلجأ إلى الهجوم، على اعتبار أن خير وسيلة للدفاع هو الهجوم، ومع ذلك فإن مقاله لم يزد الكتاب إلا قبولا وانتشارا بإذن الله تعالى، وقد قرأه الكثير من قيادات الإصلاح ومن غيرهم واثنوا عليه، وقال لي بعضهم أنه لم يخرج عن النظام الأساسي للإصلاح.

* لكن في ذات الوقت لايزال الكثير من شباب وقيادات الإصلاح خصوصا التيار السياسي منزعج من مواقفك، وبالأخص هذا الكتاب ما أدى إلى إصدار ذلك البيان؟
- أيا كان هذا الأمر، أنا لست وكيلا على الناس، لكنني أدعو الجميع ألا يتخذوا موقفا مسبقا من الكتاب، وأدعوهم إلى قراءته قراءة متأنية، فمن كان من أهل العلم فسيعرف الحقيقة، ومن أشكل عليه أمرٌ في الكتاب فليسأل عنه من قرأه ممن يثق بعلمه ودينه.

* أوضح الدكتور ياسين أنك أكثرت في كتابك حول أهل الحل والعقد، وأنهم أهل اليد والقدرة، وقال إنهم يقاومون التغيير ووضعوا البلد على طريق الحرب؟
- الدكتور ياسين انتهج منهج الذي يقرأ الآية فيقول "ولا تقربوا الصلاة"، دون أن يقرأ "وانتم سكارى"، كان على الدكتور ياسين أن يقرأ الآية كاملة.. الحوار الوطني سُمي بهذا الاسم بمعنى أنه يمثل الوطن، ولاشك أنه لايمكن أن يستوعب جميع اليمنيين في الحوار، إذن لابد أن يتحاور المرضيون، الذين يفزع الناس إليهم، فمن هم هؤلاء؟ يعبر عنهم العلماء والفقهاء والساسة بأهل الحل والعقد، أي الذين يحلون ويعقدون، أي أن الناس يرجعون إليهم.....

* "مقاطعا" ربما وصفك لهم في الكتاب جعل الدكتور ياسين يقول هذا الرأي؟
- أبداً.. عندما عرّفت أهل الحل والعقد كانت عباراتي دقيقة، قلت (هم الفئة المتبوعة من أعيان الناس، وهم قادة الفئات المختلفة المعبرة عن النسيج العام للشعب اليمني، والتي يفزع إليها الشعب في المهمات والمصالح العامة، والذين يعبر رضاهم عن رضا الشعب، وسخطهم عن سخطه، وهم على وجه التحديد، من ناحية النوعية يجب أن يتمثل فيهم أهل العلم والفقه في الدين، وأهل اليد والقدرة، أهل العلم، لضمان شرعية القرار بموافقة الحكم الشرعي باعتبار الشريعة الإسلامية هي المرجعية الوحيدة لكل مسلم، وأهل اليد والقدرة لضمان تنفيذ القرار، ومن الناحية الجغرافية فينبغي أن يمثلوا كافة المناطق ومختلف الاتجاهات ليكون الرضا بقرارهم عاما وتفويض النظر إليهم إجماعا، هذا هو حديثي عن أهل الحل والعقد بهذه الصورة، على الذي يريد أن يفهم كلامي أن يفهم العبارة في سياقها، لا كما فعل الدكتور ياسين الذي أخرجها من سياقها ليوظفها توظيفا خاطئا.

* لكن الدكتور ياسين قال إنك عنيت بأهل اليد والقدرة أي أهل الثروة والسلاح؟
- أين هذا الكلام في كتابي، هذا كلام لا أساس له من الصحة.

* معروف أن أعضاء مؤتمر الحوار الآن 565 شخصا، قالت اللجنة الفنية أنه سيتم اختيارهم من كل فئات الشعب، إذن أين المشكلة؟
- قرار رئيس الجمهورية، وورقة بن عمر حددت الفئات المتحاورة بثمان فئات وهي المشترك وشركاؤه، المؤتمر وحلفاؤه، الحوثيون، الحراك، منظمات المجتمع المدني، المرأة، الشباب المستقل، القوى السياسية والأحزاب والفعاليات الأخرى، وابن عمر يقول في ورقته التي قدمها "أمامكم خياران، الأول أن يكون عدد المتحاورين 240 وتمثل كل فئة بالتساوي، يعني المشترك 30 والمؤتمر 30 والحوثيون 30 وهكذا، وفي كل الأحوال يجب أن تمثل المرأة بثلاثين في المائة من كل فئة، على هذا الحوثيون 30 والمشترك 30 والمشترك خمسة أحزاب يعني كل حزب يمثل بستة أعضاء في المؤتمر، يعني الإصلاح 6 والحوثيين 30، يعني اختلت معايير النسبية..

* "مقاطعا" هذا كان الرأي السابق ، لكنه تم تغييره إلى 565؟
- ما ذكرته هو ما جاء في ورقة جمال بن عمر وقد ذكرت ذلك موثقا.

* نحن نتحدث عن واقع يا سيدي، تم تغيير العدد والنسب فما الذي تبقى؟
- نعم، لم يتم تغيير النسب إلا بعد صدور الكتاب، وبعد حصول حركة انتقاد واسعة واستياء شعبي واسع من هذا التمثيل.

* هل تعتقد أن الكتاب سبب الضغط عليهم فتم رفع عدد المشاركين إلى 565؟
- لقد كان للكتاب بفضل الله تع إلى دور كبير في إحداث وعي شعبي وجماهيري كبير، ومع ذلك فلا تزال هذه النسب غير واقعية، ولاتمثل جميع الفئات، بل هناك تغييب متعمد لأهل الحل والعقد من أبناء اليمن كالعلماء والمشائخ والقضاة والعسكريين ورجال المال والأعمال والأكاديميين وغيرهم.

* الحوار سياسي ياشيخ، وقد تم اختيار القوى السياسية الفعالة التي ستتحاور أصلا، ثم إن الأكاديمي موجود داخل الحزب السياسي، العالم موجود في حزبه، وهكذا؟
- ومن قال لك ان السياسة تخرج عن شريعة الله، الإسلام دين ودولة، الإسلام مصحف وسيف، الدولة الإسلامية تقوم على ثلاثة أسس، الحاكمية المطلقة لله لأنه هو الخالق، والأمة مستخلفة في الأرض لإقامة دينه، والحاكم أجير ونائب عن الأمة لحراسة الدين وسياسة الدنيا بالدين، لا فصل عندنا بين السياسة والدين.

* لا أقصد أن هناك فصل، لكن الحوار سيتم من خلال التكتلات السياسية الحاضرة في البلد التي ستلتقي وتتفق على ما تراه مناسبا؟
- ليس هذا صحيحا.. في الحوار ستناقش قضايا كثيرة منها قضايا تخص المرأة وقضايا تخص الحقوق والحريات والتعديلات الدستورية، إذن بأي منظور وبأي مرجعية سنناقش هذه القضايا، وإلى أين نرجع عند الخلاف في وجهات النظر، الشريعة الإسلامية لها نظرتها في الحقوق والحريات وحقوق المرأة، والشريعة الإسلامية هي عدل الله بين عباده وهي مرجعية كل مسلم في كل شيء، قال تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"، وقال تع إلى "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله".

* هل تشك في أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ال(565) أن يفرطوا في الشريعة كما تقول؟
- بل أنا لا أثق بحوار يغيب فيه العلماء وأهل الحل والعقد الحقيقيين، ولا ينص فيه على أن الشريعة هي المرجعية الوحيدة للحوار.

*"مقاطعا" نحن بلد ديمقراطي، وهؤلاء يعبرون عن تياراتهم؟
- نحن في بلد مسلم، ولايجوز لمسلم أن يعبر عن تياره بما يخالف الشريعة الإسلامية قال تع إلى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".

* لطفا أنت الآن تتحدث عن مطالب أن يكون الحوار تحت الشريعة، لكن الدكتور ياسين في مقاله يقول "إن هذا مجرد استدلال فاسد يعكس فساد الرؤية والموقف المسبق الذي لايمكن أن يفهم إلا بأنه كيدي الدلالة حيث لامعنى هنا لحشر الشريعة في مبنى ومعنى الفكرة"، هو كان يتحدث أن الحوار مفتوح لكل الآراء، كيف اقتبست وفهمت أن مدلول كلامه، إخراج الشريعة؟
- قد ذكرتُ لك هذا سابقا، ومع ذلك أقول مع هذا كله، الدكتور في غنىً عن هذا الكلام الطويل وعن هذه الفلسفة، أنا أدعوه إلى كلمة واحدة وأرجو أن تكررها، وهي أن يخرج للناس ويقول "الحزب الإشتراكي اليمني لن يقبل بحوار إلا في ظل الشريعة".. هل أنا أطالبه الآن بأمر فيه غلط.

* هل ثمة ضرورة إلى أن يكون الحوار تحت سقف الشريعة؟
- ليست ضرورة بل فريضة، وهل يمكن للمسلمين أن يتحاورا بعيدا عن الشريعة، وشريعتنا كاملة شاملة وعادلة ورحيمة وهي السبيل للسعادة والخير للمسلمين في الدنيا والآخرة.

* هل تمثل الشريعة أي قيود على الحوار؟
- الشريعة هي مرجعية كل شيء في حياة المسلمين بما في ذلك الحوار.

* هنالك من يطرح أن موضوعات وقضايا الحوار لاعلاقة للشريعة بها؟
- بل للشريعة علاقة بها، فما من صغيرة ولا كبيرة إلا وللشريعة فيها حكم، إما مباح أو حلال أو حرام، أو مندوب أو مكروه أو مباح، قال تع إلى "مافرطنا في الكتاب من شيء"..

* القضية الجنوبية مثلا، كيف ستدخلها في الشريعة الاسلامية؟
- كل قضية للمسلمين يجب أن تحل في إطار الشريعة الإسلامية، وقضية اخواننا في المحافظات الجنوبية يجب أن تحل برد الحقوق إلى أصحابها، وإزالة المظالم ومحاسبة المفسدين وهذا ما تكفله الشريعة الإسلامية.

* الدكتور ياسين تحدث عن: هل كان اليمنيين قبل الوحدة غير مسلمين بما أنك تقول أن الوحدة فريضة وواجب؟
- هذا هو الاستدلال الفاسد، وهل قلتُ في كتابي أن الناس قبل الوحدة كانوا كفارا، حتى يأتي بهذا الكلام المفترى، أنا أقول لك أن الوحدة فريضة شرعية لأن الله سبحانه وتع إلى يقول "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا"، والنبي صلى الله عليه واله وسلم يقول "يدُ الله مع الجماعة"، والوحدة ليست مطلبا بين شطري اليمن فقط، بل هي مطلب بين جميع العرب والمسلمين، أنا أقول إن المسلمين لايزالوا جميعا في دائرة الإثم، لأنهم لم يوحدوا صفهم، فترك الوحدة يوقع الإنسان في الإثم ولاتخرجه من الملة.

* لربما تحدث الدكتور يس عن فساد الاستدلال أن هناك انتقاء واضح في كتابك؟
- ليس صحيحا، والله أن ما ذكرته عنه في كتابي هو كلامه، وهو ينكر أن هذا كلامه، وأما ماقلت عنه أنه يؤكد إلغاء الشريعة، فكان يغنيه أن يقول أنا أطالب بحوار تحت سقف الشريعة.

* هو قال إن هذا استدلال تحكمي منك؟
- لا إله إلا الله، وهل الذي يدعو الناس للحوار تحت سقف الشريعة يتحكم.

* الثوابت الست للحوار

* ثمة من يطرح انك والعلماء الذين يتحدثون عن الشريعة، عبارة عن منظري مسائل وأصحاب جدل وتتكلمون من برج عاجي وليس لكم حضور في الواقع، والدليل غيابكم عن مايجري، ليس لكم يد في قضية الحوار، ولستم ممثلين فيه؟
- سل الذي مثّل اليهود وغيب العلماء، أما هذا الكلام فهل الذي يبين شريعة الله يتكلم من برج عاجي، نحن نقول للناس هناك فرق بين بيان الحكم الشرعي وتطبيقه، فنقول نحن نبين ما يجب ونفعل مايمكن، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
أما البيان وظهور الأشياء على حقيقتها فلا تنازل عنه، وهذا ماقمت به في كتابي حيث قلت اننا نؤكد وندعو إلى الحوار ونعتبر أن الحوار هو المخرج الحقيقي للبلد مما هي فيه، لكن الحوار الذي ندعو إليه يجب أن يكون حوارا تحت الثوابت التالية:
الاول: حاكميه الشريعة المطلقة ومن ذلك قيام الحوار تحت سقفها وفي ظلها.
والثاني أن تقوم الدولة بتطبيق أحكام الشريعة لأن قيام الدولة بتطبيق أحكام الشريعة هو الطريق الامثل لوصول الحقوق إلى أهلها وإقامة العدل ورفع الظلم عن الناس.
والثالث الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره في ظل الدولة الموحدة.
والرابع رفع الوصاية الأجنبية وانتهاك السيادة الوطنية بأي شكل كان.
والخامس أن تقوم الدولة ببسط نفوذها على كل شبر في اليمن من المهرة إلى صعدة وتجريم من يقوم بمقاومة الدولة بالعنف أو القوة.
والسادس تمثيل كافة الفئات تمثيلا عادلا شاملا وأن يكون الممثلون ممن تتوفر فيهم صفات أهل الحل والعقد من الكفاءة والنزاهة والعدالة والإسلام والعقل والبلوغ.
ثم قلنا إن هذه النقاط الست كثوابت للحوار لا تقبل التجزئة أو الانتقاء.

* لكن بصدق هل أنتم مغيبون أم أنكم غائبون؟
- مغيبون وبعضنا غائبون.

* من المتحكم بالحوار الوطني من وجهة نظرك؟
- الدول الغربية هي التي تتقاسم الملفات اليمنية، فملف هيكلة الجيش بيد أمريكا، والتعديلات الدستورية بيد فرنسا، والحوار بيد ألمانيا، تقاسم الأمريكان والأوربيون هذه الملفات.

* البعض يطرح أن هذا في إطار أن العالم أصبح قرية واحدة، والمسألة ليست سوى برامج وتبادل خبرات، ومعرفة ليس أكثر؟
- قد وصلتم إلى حسن الظن بأمريكا إلى هذه الدرجة!!، أمريكا التي قتلت أكثر من مليون طفل في العراق، وجرائمها لايكاد يخلو منها بلد إسلامي، الذي يحسن الظن بالأمريكان والألمان والفرنسيين يسيء الظن بالله، إلا اذا كنتم تتصورون أن أمريكا وفرنسا والمانيا جمعيات خيرية، أنا لازلت استحضر مافعلوا في العراق وأفغانستان وفلسطين، أنا لايسعني إلا قول ربي "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، هل تقبل أمريكا وفرنسا أن نتدخل في شؤونها الداخلية.

* معذرة أنت تتحدث عن السيادة، والتدخل الأجنبي، لكن ألا ترى أنه من بداية القرن والمنطقة العربية ترضخ تحت سيطرتهم ونفوذهم؟
- لامحالة، لكن هل علينا أن نستمر في هذا الضعف، حقيقة يجب علينا أن نتجاوز ضعفنا وأن نوحِّد صفنا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم، حتى تعود لنا كرامتنا وعزنا ومجدنا.

* ماهي خطواتكم العملية في مسألة الدعوة إلى فك الارتباط بالخارج ورهن الأمور به؟
- هذه مسألة مربوطة بالسنن الكونية، يقول الله جل وعلا "إن الله لايُغير مابقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم"، نحن كمسلمين علينا أن نحسن الصلة وأن نعتصم بحبل الله جميعا وأن نوحِّد صفنا كمسلمين ونحافظ على أخوتنا الإيمانية، ومن جهة أخرى علينا أن نبين الأخطاء التي تستهدف المسلمين، ومواجهتها بالوسائل المشروعة المكافئة.

* اليمن بهذا الوضع الذي يمر فيه من انقسام للجيش واختلال أمني، بالتالي سوف نخلق لنا عدوا جديدا، نحن في الأخير مسلمون وسنطبق الشريعة فعلا على الأرض، مشكلة المصطلحات قد تقودنا إلى معارك جانبية لاداعي لها؟
- لم تعد الآن مجرد مصطلحات، الآن يصرحون ويقولون الحوار سيد نفسه، ولايوجد ثوابت ولاسقف للحوار، أنت تقول العبرة بالتطبيق وليس بالمصطلحات، أقول لك ما الذي يمنع من المصطلح الصحيح إلا أننا تحت الوصاية، غدا إذا صارت هذه المطالب المخالفة للشريعة قرارات للحوار الوطني ستصبح ملزمة، وسيصبح من قاومها مجرما، وسيصبح محاكما بحجة التآمر على مدنية الدولة، يا أخي الكريم غيب المشروع الوطني وحضرت المشاريع الضيفة، ومثل في الحوار من لهم مواقف معادية للإسلام كما ذكرنا، مثلت قوى خارجة لا تلتزم ولاتخضع للدولة.

* ما الذي تنوون فعله في ظل أن الحوار يمضي دون النص على الشريعة؟
- سنقوم ان شاء الله تع إلى بالواجب الشرعي بالوسيلة الشرعية وفق قدراتنا وإمكاناتنا وكل قرار يصدر مخالفا للشريعة الإسلامية فلا مشروعية له ولايترتب عليه أي أثر شرعي أو قانوني.

* ما البديل من وجهة نظرك؟
- البديل للحوار هو الحوار.

* كيف.. هل تنوون مثلا بعمل حوار موازي للحوار الذي يجري؟
- لكل حادث حديث، نحن الآن بصدد أن نبين للناس ما يدور، ونوقظ الأمة، ثم في حينها سيجتمع العلماء والعقلاء ورجالات اليمن من مختلف الفئات لتدارس وضع اليمن، لأنه يهمنا جميعا وليس مرهونا بيد ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى