[esi views ttl="1"]
رئيسية

تل أبيب تقلل فجأة من خطورة نووي طهران

فجأة يبدو أن "تهديد الوجود" الذي تمثله إيران قد انحسر من أفق اسرائيل. بدءاً بمقابلة مع احدى الصحف نشرت في 18 ايلول (سبتمبر) أكد فيها وزير الدفاع ايهود باراك أن إيران المسلحة نووياً لا تستطيع تدمير اسرائيل.

وتلا هذا تصريحات علنية مماثلة من الجنرال المسؤول عن جميع العمليات العسكرية.

حتى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، وهو من الصقور، يبدو الآن متردداً بشأن رغبة حكومته التي يلمح اليها منذ فترة طويلة في خوض حرب بدلاً من رؤية عدو يحصل على الوسائل اللازمة لتصنيع قنبلة.

وقال ليبرمان للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي الاثنين "لا سمح الله ليست هناك حاجة لمهاجمة اي شيء".

وفي حين يصر المسؤولون الاسرائيليون على أن "جميع" الخيارات تظل مطروحة للتعامل مع العدو اللدود لبلادهم لا تشكك الا قلة في أن باراك واضع الاستراتيجيات الاول إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تبنيا أسلوباً جديداً في الخطاب فيما تحيي القوى العالمية الكبرى المفاوضات مع طهران الخميس 1-10-2009.

وقال مسؤول ان الاسرائيليين الذين لا يملكون القوات اللازمة لالحاق ضرر دائم بالمواقع النووية الإيرانية يأملون في أن تنجح المحادثات الجديدة، وأن عدم حدوث هذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى تدخل عسكري بقيادة الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤول الاسرائيلي "آخر ما نريد أن نفعله الان هو تحويل الانتباه بعيداً عن دبلوماسية نوع التهديدات الذي تستطيع إيران أن تشير اليه كدليل على أنّ هم وليس نحن الطرف المعرض للخطر".

وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية.

وفي عام 1981 قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي، وفي عام 2007 شنت هجوماً مماثلاً ضد سوريا، لكن هناك مؤشرات على أنه حين ييعلق الامر بإيران فإن اعتبارات ما سيحدث تالياً تثير القلق.

ومن الممكن أن يؤدي هجوم اسرائيلي أحادي إلى أعمال انتقامية ضد الاصول الأمريكية بمنطقة الخليج، ما يخضع العلاقات المتوترة بالفعل بين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك اوباما لمزيد من التوتر، وإذا أوقفت إيران صادرات النفط فقد تجد اسرائيل نفسها مُلامة على أزمة عالمية جديدة.

ويقول مساعد لباراك ان مخاطر شن هجوم فردي ضد إيران أوضحها تقرير للامم المتحدة يندد بالحصيلة الضخمة من القتلى المدنيين في الحرب التي شنتها اسرائيل في كانون الثاني (يناير) على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس وهو الهجوم الذي قالت إسرائيل إنها شنته لوقف الهجمات الصاروخية التي ينفذها الفلسطينيون.

وقال مساعد لباراك "قبل العملية كانت الرسالة التي تلقيناها من العديد من اللاعبين الخارجين بما في ذلك حتى بعض المنظمات غير الحكومية: ادخلوا وافعلوا ما يجب أن تفعلوه للتعامل مع حماس، لكن بالطبع تم نسيان كل هذا بمجرد أن سكن الغبار".

واضاف "فكرة أن اسرائيل تستطيع القيام بالاعمال القذرة نيابة عن العالم تخضع لمراجعة جادة الدعم الكافي المتواصل غير موجود".

وفي التصريحات التي أدلى بها لاكثر الصحف اليومية مبيعاً يديعوت احرونوت قال باراك ان اسرائيل التي يفترض على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة بالشرق الاوسط تستطيع ردع أو صد اي هجوم مستقبلي من إيران مسلحة نووياً.

وقال "لا أظن أننا على شفا محارق جديدة"، ليناقض علناً ربط نتنياهو المتكرر بين إيران اليوم وألمانيا النازية عشية الحرب العالمية الثانية.

ولدى سؤاله عن المقابلة مع "يديعوت احرونوت" قال نتنياهو انه يتفق مع وجهة نظر باراك، ونفى مكتب رئيس الوزراء اجراء أي تغيير في الاستراتيجية الاسرائيلية بشأن إيران.

غير أن مسألة القلق من إيران التي هون من شأنها باراك الجنرال البارز المتقاعد ورئيس الوزراء السابق الذي يرأس حزب العمل المنتمي لتيار يسار الوسط في ائتلاف يقوده حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو لابد وأن تجد طريقها إلى المناقشات خلف الابواب المغلقة.

وحين كان وزيراً للدفاع في عهد ايهود اولمرت سلف نتنياهو كان باراك حذراً بشأن اشعال حرب، وقال مسؤول بمجلس الوزراء المصغر انذاك ان باراك كان معارضا لهجوم عام 2007 الذي دمر مفاعلا نوويا سوريا مزعوما ووصفه بالمتسرع.

ونفى مساعدو باراك هذا لكن مسألة أن الغارة الجوية نفذت بالفعل تشير على الاقل إلى قدرته على اخفاء الخلافات وإظهار الدعم.

وكانت سوريا التي وصفت الهدف بأنه مبنى عسكري غير مستخدم تبحث اجراء محادثات سلام مع اسرائيل انذاك وهو ما لعله ساعد في احتواء اي انتقام.

وعلى النقيض تعارض إيران بشدة الاعتراف بإسرائيل ولديها العديد من المنشآت النووية البعيدة والمحصنة مثلما هو الحال في محطة تخصيب اليورانيوم التي كشف عنها الاسبوع الماضي.

وقال مسؤول امني اسرائيلي ليس منحازاً لوزارة الدفاع "من المؤكد أن تفكير باراك عن إيران هو المسيطر في الوقت الحالي".

زر الذهاب إلى الأعلى