بخلاف الأبعاد الاستراتيجية المختلفة لخطة التطويق الإيراني للمنطقة، بقصد إضعاف الدول العربية، وتفجير أوضاعها من خلال مجموعة حروب بالوكالة، فإن ماجري قبل أيام علي الحدود اليمنية السعودية..
المقارنة قد لا تكون متطابقة.. ولكن التعدي الحوثي علي الأرض السعودية في نوفمبر يماثل تعديا قامت به حركة حماس علي الأرض المصرية في يناير .. دفعت بمؤداه نحو ألف نسمة من الغزاويين إلي عبور الحدود المصرية.. ولولا حكمة القيادة المصرية والطريقة اللينة التي تم بها التعامل مع الأمر لكانت قد سجلت في التاريخ (مأساة كبري).
تجنب هذه (المأساة) لايعني أن الأمن القومي لأي بلد يمكن استباحته.. تحت أي شعار.. حتي ولو كان من خلال الأشقاء.. وحتي لو كان من المسلمين الجيران.. فالحدود وضعت لكي تحترم.. والأرض التي تمثل سيادة دولة أخري - ولو كانت شقيقة - لايمكن انتهاكها.. خاصة إذا كان هذا الانتهاك يستهدف تآمرا علي الدولة المنتهكة.. كما فعل الحوثيون بتحفيز إيراني في السعودية.. وكما فعل الفلسطينيون بتحفيز إيراني في اتجاه مصر.. ولاينسي الجميع أن التعدي الفلسطيني انطوي علي مخاوف كامنة من التشجيع علي تطبيق سيناريو شرير يريد أن تتوسع غزة علي حساب أرضنا في سيناء.. وهو سيناريو إسرائيلي قديم ومعلن.
لم يكن من حق أي أحد أن يعلن اعتراضه علي الإجراءات السعودية العسكرية الصارمة تجاه الحوثيين.. ولكن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط حين قال: إن من سوف يتخطي خط الحدود المصري مرة أخري سوف تكسر رجله.. كان أن تعرض لحملة باطشة حاقدة.. هدفت إلي ابتزازه وتخوينه في حين أنه كان يقوم بمسئولياته مدافعا عن الأمن القومي لبلده.
لقد تكرر السيناريو المشجع علي انتهاك الحدود المصرية مرة جديدة في يناير ، إبان حرب غزة، وجرت محاولات اختبارية.. عبر عنها استشهاد ضابط مصري كان يقوم بواجبه علي الحدود في رفح - رحمه الله ولا يجب أن ننساه - غير أنه في هذه المرة كان هناك ما يؤكد لحركة حماس أن إجراء جديدا من هذا النوع سوف يقابل بما يجب وما يستحق.. فامتنعت عن الدفع إليه.. رغم أنه قد تم التمهيد لهذا من خلال حملة نوعية مكثفة ومركزة صوبت نحو مصر أقذع الاتهامات وصولا إلي الاتهام بالخيانة.. إلا أن كل من يعنيه الأمر تأكد أن (كسر الرجل) هو رد حقيقي وجاهز ولن يتم التورع عنه تحت أي مسمي.
- كسر الأعناق
السعودية لم تلجأ إلي (كسر الرجل) وحده.. بل طبقت عمليا (كسر الأعناق).. ومعها كل الحق فيما قامت به.. لأن عليها أن تحمي أرضها.. ولا يلومها في ذلك أي أحد.. خاصة إذا كانت تدرك أن هناك مخططا إيرانيا مرتبا استخدم فيه الحوثيون لكي يقوموا بعملية اختبارية دحرت في مهدها.. وإن لم تنف هذا المخطط. وإذا كانت مصر قد قيدت نوعا ما لأسباب إنسانية في التعامل المباشر مع المقتحمين الغزاويين.. لاسيما أن في ظهير الأمر مسألة الاحتلال الإسرائيلي.. فإن المبدأ الواجب تطبيقه دائما وفي أي حالة هو (كسر الرجل ) و(الأعناق).. لأن الهدف من اقتحام الحدود هو امتهان البلدان والعبث بأمنها.. لصالح مؤامرات مكشوفة.
لقد قصفت السعودية المتعدين الحوثيين بالطائرات.. وأمرتهم بالابتعاد عن الحدود عشرات الكيلومترات حتي يأمنوا من الملاحقة.. وتقول بعض الأرقام إن عدد المأسورين في تلك العمليات قد يقارب الثمانية آلاف.. وهذا طبيعي في ضوء أنه كان من المستهدف استدراج السعودية إلي نزاع تعاني منه اليمن منذ سنوات.. يقوم به متمردون يحظون برعاية نوعية مادية وسياسية من إيران.. إلي درجة أن طهران قد تجاوزت كل القواعد وطالبت السعودية بعدم التدخل في شئون اليمن بعد الأحداث الأخيرة كما جاء علي لسان متقي وزير الخارجية الفارسي.
عسكرياً، بدت السعودية لا تهدف فقط إلي عملية رادعة ضد عمليات التسلل المقصودة إلي أراضيها.. وإنما إلي تجنب استدراجها لحرب عصابات طويلة الأمد.. تجعل حرب الحوثيين علي جانبي الحدود اليمنية- السعودية.. ومن ثمّ فهي لجأت إلي الإجراء الأنجع.. لكي تدرأ هذا المخطط منذ اللحظة الأولي بأن قامت بإخلاء قري الحدود السعودية تماما من السكان.. لكي تمنع تخفي المتسللين بينهم.. ولكي تتجنب احتمالات استخدام السكان كدروع بشرية.. يختطفون أو يتم التحصن وراءهم في داخل الأراضي السعودية.
ومن الواضح أن الإجراء السعودي الحاسم قد تم الإعداد له بناء علي تصاعد التوتر في الجارة اليمن.. فضلا عن عمليات تسلل متنوعة حاول القيام بها الحوثيون مرارا.. هدفت أحيانا إلي الاستيلاء علي نقاط أمنية حدودية.. ومن المؤكد أن جميع الأنظار ترقب وتراقب عمليات الدعم الإيرانية المستمرة للتمرد الحوثي في اليمن.. عبر ميناء (عصب) في إريتريا.. حيث تفرغ سفن إيرانية شحنتها من الأسلحة للحوثيين في المياه الدولية.. ولذا لم يكن مستغربا أن يصاحب الردع السعودي البري والجوي.. عملية فرض حصار بحري علي الشواطئ الموازية للحدود اليمنية السعودية.
- ممرات مائية
الرؤية الاستراتيجية للموقف إقليميا، في ضوء المخطط الإيراني تؤدي إلي بضع ملاحظات: - أن إيران تسعي إلي إبقاء الممرات والمساحات المائية في منطقة الشرق الأوسط قيد توتر دائم.. يعوق عمليات التجارة ونقل البترول.. ويؤدي إلي أن تعاني الدول العربية مما هو أقرب إلي الحصار.. مادامت إيران نفسها تعاني من حصار تفرضه العقوبات الدولية.. وبما في ذلك إثارة القلاقل وربما التفجير في محيط الدول العربية التي تقف ضد إيران وداخل هذا المحيط.
- ليس صحيحا أن إيران سوف تنتظر إلي أن تتعرض لضربة ما أو إجراء دولي عنيف لدحض برنامجها النووي.. حتي تقوم باستخدام أوراق مرتبة من أجل أن تثير توترات متنوعة في الدول العربية خصوصا في الخليج.. هذا السيناريو أصبح واقعا بالفعل.. حتي لو لم تتعرض إيران لأي إجراء دولي عنيف أو قريب من أن يكون عنيفا.
- تمارس إيران أحد أهم العمليات المتوازية للحروب بالوكالة في وقت واحد.. وكل هذه العمليات تستهدف الأمن القومي العربي.. وتحظي في ذلك بدعم تنظيمات وجماعات قد لا تكون رفعت السلاح بعد.. لكنها تشجع عليه وتؤيد الأجندة الإيرانية بطرق مختلفة.
- الهدف الأهم للعمليات الإيرانية هو إضعاف الدول العربية في إطار ما تسعي إليه بخصوص إعادة توزيع النفوذ وأوراق القوة والأدوار إقليمياً.
- مبعثرة ومنسقة
في تفصيل ذلك نشير إلي وقائع مختلفة تقود إلي تحليلات تؤكد أن هناك خطة (مبعثرة) وفي نفس الوقت (منسقة) تنفذها إيران علي نطاق عربي واسع.. وهي في حالة تصعيد نوعي الآن.. مع اقتراب ساعات الاستحقاق فيما يخص البرنامج النووي الإيراني.. أو التفاوض مع إيران للوصول إلي صفقة ما علي المستوي الإقليمي مع الدول الكبري.
قراءة الخريطة تقول إن إيران إنما تلعب أدوارا متناسقة في البحار والممرات المائية المؤطرة للمنطقة العربية.. ففي البحر الأحمر، مادمنا بصدد الحديث عن تمرد الحوثيين، هناك عبث إيراني في أربع أو خمس نقاط متقاربة كلها في جنوب الممر الأهم في اتجاه قناة السويس وحركة البترول.. في الصومال واليمن والسودان وإريتريا.
ليس بعيدا عن هذا أن تكتشف الولايات المتحدة عمليات تهريب السلاح في بداية العام الحالي في اتجاه غزة عن طريق السودان.. في قوافل مطولة تم قصفها وصمتت السودان أن تعلن عنها.. وبررت للأشقاء أن تلك السفن إنما تهرب السلاح عبر خلجان غير مسيطر عليها وعبر صحاري بعيدة عن التواجد الأمني الناجع.
وليس بعيدا عن ذلك أن تتورط إيران في عملية تهريب سلاح.. استغلت الإتاحة البحرية لعمليات الشحن والتفريغ في ميناء دمياط.. حيث تم تحويل حاويات إلي سفينة أخري قامت بضبطها فيما بعد في مياه المتوسط البحرية الإسرائيلية التي قالت إن تلك الأسلحة كانت في طريقها إلي جنوب لبنان.
هذه الحالة في اتجاه البحر الأحمر تؤكد أمرين :
- الأول : فهم معني إصرار مصر علي الربط الدائم بين أمن البحر الأحمر وأمن الخليج.. في ضوء التوتر الحادث علي جانبي الخليج العربي مع تصاعد تفاعلات الأزمة الإيرانية دوليا.. وإصرار إيران علي أن تثير التوتر بخصوص سيادة دول مثل الإمارات والبحرين.
- الثاني: أن إيران التي تعمل منذ سنوات طويلة في اتجاه البحر المتوسط من خلال حزب الله في إيران.. وسعيا إلي ما عرف إعلاميا ومن خلال التصريحات المختلفة بالقوس الشيعي.. لا تتحرك فقط في هذا الاتجاه المتوسطي.. الذي يشمل أيضا علاقتها مع حماس في غزة.. وإنما هي ترسخ جهدا متراكما في اتجاه الممر الأدفأ والأخطر تأثيرا.. وهو البحر الأحمر.
ولابد أن الجميع قد توقف عند إعلان إيران عن تحريكها أسطولاً بحرياً من ميناء بندر عباس في اتجاه خليج عدن بالتحديد.. تحت ستار حماية السفن الإيرانية من عمليات القرصنة.. في هذا التوقيت بالذات.. ويوم الخميس الماضي.. وبعد تصاعد العمليات السعودية ضد الحوثيين.. ما يشير إلي توقعين.. الأول أنها تلوح بإمكانية الاشتباك المساند من أجل الحوثيين.. وهو احتمال قد يكون غير قريب لأنه ينطوي علي نتائج خطيرة جدا قد لا تحتملها.. والثاني أنها تمارس ضغطا عمليا علي مسرح العمليات خصوصا بعد التحرك البحري السعودي المساند للعمليات العسكرية البرية والجوية.. وفي الحالتين هناك إعلان أكيد بأن إيران إنما تريد نفوذا واقعيا في البحر الأحمر.. وليس فقط في الخليج.
- المتوسط والأحمر
ولايمكن الفصل بين الاستهداف البحري للمخطط الإيراني.. والاستهداف البري لنفس المخطط.. وعبر التلاصق بين مساري التحرك يمكن أن نسمي عديدا من المجموعات والأحزاب والمتمردين والتنظيمات التي تعمل بالوكالة لتحقيق الأهداف الإيرانية.. بشكل مباشر.. وبدعم لا يمكن إخفاؤه.. علي المستويين السياسي والعسكري.. فضلا عن المالي:
- جيش المهدي في العراق.. بخلاف تنظيمات أخري مختلفة.. وبغض النظر عن الاختلاف الملموس في منهج ابن عبدالعزيز الحكيم بعد وفاة أبيه في العراق.. فإن جماعته محسوبة علي إيران حيث أقام أبوه مالا يقل عن عاما.
- المتمردون الحوثيون في اليمن.. والذين حاولوا نقل عملياتهم العسكرية إلي السعودية.
- تنظيم القاعدة في اليمن.
- تنظيم حزب الله في لبنان.. وهو نفسه قام بعملية نوعية في مصر من خلال إحدي خلاياه..
تم ضبطها وهي قيد المحاكمة.. فيما يمكن وصفه بأنه عملية كسر رجل بالقانون.
- حركة حماس.
بخلاف هذه التنظيمات التي تستخدم السلاح في عمليات يقصد منها تحقيق المصلحة الإيرانية والتخديم علي أهدافها.. حتي لو تسترت حينا وراء أهداف داخلية كما هو الحال في اليمن.. وأهداف طائفية كما هو الحال في العراق ولبنان.. وأهداف تحررية كما هو الحال في فلسطين.. فإن المخطط الإيراني تتبعه تنظيمات وقوي جافة تقوم بأدوار سياسية متعددة.. وتخدم علي أهداف تلك التنظيمات المسلحة.. وبما في ذلك مجموعات تنشأ مؤقتا في بعض المناسبات.. ومنها:
- جماعات شيعية في البحرين.
- تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في مصر.. والذي قام بدور محبذ ومعضد لصالح الحوثيين في اليمن وطالب السعودية بوقف القتال.. ولم يدن تعدي الحوثيين علي الحدود السعودية.. وكان بدوره - أي هذا التنظيم - يمارس دورا محددا في عمليات التثوير والتأليب والتحريض علي الفوضي إبان اقتحام الحدود من قبل الغزاويين في يناير وإبان حرب غزة في يناير .
- مجموعات الحجيج التي تلوح إيران باستخدامها لأهداف سياسية في موسم الحج، وقد حذرت السعودية من ذلك.
- اتجاهات مساندة ومؤيدة في السودان ترتقي إلي تقديم ما يتخطي الدعم السياسي للأفعال الإيرانية.
- خنجر في الظهر
المستهدف الإيراني من هذا كله يتعلق بتحقيق أكثر من غرض:
- وضع خناجر في ظهور الدول العربية المختلفة.. خصوصا تلك التي تقف موقفا غير مواتٍ للسياسات الإيرانية.. ولاسيما التي تمثل لها حجر عثرة أمام اتساع نفوذها الإقليمي وسيادة أجندتها التوسعية.
- إضعاف الدول العربية بصورة أو أخري.. وإبقاؤها قيد التوتر الداخلي.. ما يؤدي إلي انكفائها علي ذاتها.. وعدم مواجهة التوسع الفارسي.. والرضا بالواقع الجديد.. حتي قبل أن تمتلك إيران القنبلة النووية.
- تقوية المشروع الشيعي الشامل في المنطقة.. خاصة في شقه السياسي.. وبحيث تحول من مجرد هلال.. ممتد من الخليج إلي لبنان.. إلي دائرة تحيط بالجزيرة العربية.. (وصف الدائرة للكاتب السعودي محمد الرطبان في جريدة الوطن).. ويعضد ذلك الاستنفار الشيعي في دول الخليج.. والتبشير الشيعي في مختلف الدول العربية: حيث يحظي بالحفاوة في سوريا - ويتم شبه علني في السودان - وبمساندة رسمية في جزر القمر - وسرا في المغرب - وسرا أيضا في الأردن - وبخجل شديد في مصر.
- تصدير الثورة الإيرانية إلي المنطقة.. بما يؤدي إلي تقويض الاستقرار في الدول.. ما يسفر عن نمو الجماعات المؤيدة لإيران.. وبناء التحالفات معها.. واتساع نطاق الأجندة.. بالمال والفكر والمساندة اللوجيستية.
من المهم الإشارة هنا إلي أنه في ظل وجود نوع من التواطؤ من جماعات سنية بعينها مع المشروع الشيعي الفارسي.. فإن هناك قدرا هائلا من الوعي به في العراق والخليج ومصر والأردن ولبنان وغيرها.. ليس فقط علي المستوي الرسمي ولكن علي المستوي الشعبي.. وإذا ما كان هذا الوعي متجسدا بصورة أكبر في دول الخليج لتعلقه المباشر بالأمن القومي لتلك الدول.. فإن من اللافت أنه يتجلي بازدياد في دول أخري.. ومن المثير أن سوريا المتحالفة مع إيران صدر عن جماعة الإخوان فيها يوم الخميس بيان يناقض البيان الفضيحة الذي صدر عن جماعة الإخوان في مصر.. واعتبر ما يقوم به الحوثيون تنفيذا لمخطط إيراني حقيقي.
وقال البيان: إن هذا المخطط الأثيم يندرج تحت مخطط مرسوم يهدف إلي مزيد من التقسيم للدول العربية وللمسلمين.. واعتبر أن ما يجري في العراق ولبنان والشام يجب أن يري أن ما يحدث في اليمن ليس حلقة في الخلاء.. وإنما هو جزء من مخطط مرسوم غايته دق المسامير الديموجرافية (السكانية) والسياسية بغية تمزيقها وإثارة القلاقل فيها.
-مصر والسعودية
الدولتان العربيتان الكبيرتان.. مصر والسعودية هما المستهدف الأساسي من المخطط الإيراني.. سواء من حيث تكرار سيناريو حدودي في كلتا الدولتين - مع فوارق القياس - مرة بين غزة ورفح.. ومرة بين الحدود اليمنية وجبل دخان.. أو من حيث اتصالهما بأمن البحر الأحمر.. أو من حيث إصرارها علي الوقوف ضد عمليات التوتير الداخلية متعددة الأشكال.. في السعودية بالتثوير الشيعي وفي مصر بتعضيد الإخوان.. في السعودية من خلال دعم القاعدة.. وفي مصر من خلال خلية حزب الله.
وسوف يتصاعد هذا الصراع بالتأكيد.. ومن الواضح بالطبع أن هناك وضوحا في الرؤية لدي البلدين.. ومن الواضح أن مصر تقف بكامل المساندة إلي جانب السعودية.. ومن قبل إلي جانب اليمن.. ولا يمكن لأي مراقب أن يتجاهل الزيارات التي قام بها وزير الخارجية أبوالغيط ورئيس المخابرات عمر سليمان إلي كل من اليمن والسعودية قبل نحو ستة أسابيع.. ثم اللقاءات المكثفة التي انعقدت في القاهرة بين وزير خارجية مصر ووزيري خارجية اليمن والسعودية يوم الخميس الماضي.