[esi views ttl="1"]
arpo28

تحذيرات دولية من خطورة الفقر والفساد على الوضع في اليمن

يستمر اسم اليمن في تصدر وسائل الإعلام الدولية ومباحثات صناع القرار في العالم، ومع هذا الاهتمام تتجه الاوضاع في الداخل نحو مزيد من الصعوبات والاخفاق في التعامل مع القضايا التي يواجهها اليمن..

خصوصا قضية صعدة التي يعد قرار وقف الحرب فيها معلقا وقابلا للانفجار في أي لحظة ، وكذا قضية الجنوب التي تشهد مزيدا من التصعيد واتساع وتيرة العنف في المحافظات الجنوبية لتبدو اكثر تعقيدا من أي وقت مضى بعد مطالبة البرلمان بإقالة السلطة المحلية هناك ومهاجمة الاعلام الرسمي لها.

وبين تلك القضيتين تبرز قضية التنمية كساحة جديدة للحكومة اليمنية امام المجتمع الدولي عامة والدول المجاورة بشكل خاص ، وبات واضحا ان الوضع الذي تعيشه اليمن اليوم لم تعد حلوله بيد السلطة في الداخل، فقد ضاعت مفاتيح المعالجات منها ليستقر في يد الجيران العرب بحراسة أوروبية وأمريكية وهي أمنية لطالما رغب النظام بتحقيقها.

فاليمن اليوم تعيش على قرع أجراس الخطر في مختلف الميادين، ومنذ مؤتمر لندن وحتى مؤتمر الرياض تتو إلى التحذيرات من خطورة الأوضاع التي تعيشها اليمن تقابلها اذانا صماء وسياسة قاصرة وبات الرهان معقودا على نواصي الخارج في علاج اصغر المشاكل حتى في مجالات يفترض ان تحظى بالحسم الداخلي.

وبعد التوقف الحذر للحرب في صعدة ومحاولة احتواء الجنوب تبدو قضية التنمية والقضاء على الفقر والفساد هي ابرز التحديات التي ستواجهها الحكومة بإعتبارها قضايا مستديمة تؤرق الاستقرار وتعد احد مسببات فوضى الجنوب وحرب الشمال كما تشكل خطرا اكبر من خطر القاعدة.

وفيما يلي عرض لأبرز التقارير الدولية الحديثة عن التنمية في اليمن

البنك الدولي : معدلات الفقر في اليمن الأعلى والأشد

ذكر تقرير للبنك الدولي أن مؤشّر فجوة الفقر يصل إلى 8.9%، وهو ما يعني ضمناً وجود عجز بنسبة الفرد يصل إلى 497 ريالاً شهرياً. وفي المتوسط، ينبغي أن يحصل الفرد الفقير على 1431 ريالاً شهرياً حتى يتمكّن من الخروج من براثن الفقر، معتبرا أن الاستهداف النموذجي للفقراء في اليمن يتطلّب فقط 124.4 مليار ريال سنوياً "نحو 4% من إجمالي الناتج المحلي" لسد الفجوة بين الإنفاق الفعلي للأسر الفقيرة وخط الفقر..

وذكر التقرير الدولي الذي نشره موقع نيوز يمن الاخباري أنه بالرغم من انخفاض الفقر في اليمن في الفترة الأخيرة، فإن معدّلات الفقر ما زالت أكثر عمقاً وأشدّ حدة من أي بلد آخر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تراجعت نسبة الفقراء من 40.1% عام 1998 إلى 34.8% في الفترة ما بين 2005- 2006. وفي المناطق الريفية باليمن، انخفضت نسبة الفقر من 42.4% عام 1998 إلى 40.1% عامي 2005- 2006.

وتحدّث التقرير عن تفاوت معدّلات الفقر من منطقة إلى أخرى في اليمن حيث تتباين مستويات انتشار الفقر فيما بين محافظات اليمن تبايناً كبيراً. ففي عامي 2005-2006، تراوحت معدّلات الفقر بين 5.4% و71% بين المحافظات. ويبلغ أعلى معدّل له في المناطق الريفية بمحافظة عمران حيث تصل نسبة الفقر بين السكان إلى 71%، وتأتي شبوة والبيضاء بعد عمران بنسبة 60%، في حين يبلغ أدنى مستوى لانتشار الفقر في محافظات المهرة وصنعاء.

اليمن السادس عالمياً من حيث الخطورة

احتلت اليمن المرتبة السادسة ضمن 15 دولة اعتبرت هي الأكثر خطورة على مستوى العالم من حيث صعوبة زيارتها في أجواء آمنة. طبقاً لتصنيف تقرير أعدته شركتان عالميتان هما (I Jet ، مراقبة المخاطر) ونشرته منتصف هذا الشهر مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة على مستوى العالم.

ورتب التقرير الدول الـ15 الأكثر خطورة في العالم على النحو التالي: أفغانستان، العراق، الصومال، باكستان، السودان، اليمن، جمهورية الكونغو الديمقراطية، غينيا، القوقاز الروسية، نيجيريا، تشاد، ساحل العاج، هايتي، كولمبيا، زيمبابوي..

وفي مقدمته قال التقرير أن "الفساد والعنف والحروب العشائرية، تعد من أهم تلك الأسباب التي على ضوئها تم ترتيب تلك الدول، كون تلك الأسباب، تساعد في جعل هذه المناطق الأكثر عنفاً في الكرة الأرضية.

وبالنسبة لليمن، تطرق التقرير إلى مجموعة من الأسباب التي جعلتها في مرتبة متقدمة من البلدان الأكثر خطورة. وقال إن البلاد تقف على مجموعة من التحديات على رأسها التحديات الأمنية المركبة.

وذكر التقرير "إن الصراعات القائمة والمتزايدة بين الشمال والجنوب، حد وصف التقرير الذي أعتبر الحرب مع المتمردين الحوثيين في الشمال في المرتبة الثانية ضمن تلك التحديات"، مشيراً إلى أن هذه الحرب أنسحبت نحو جارة اليمن (المملكة العربية السعودية).

وأضاف التقرير "إن للقاعدة حضور كبير وبصورة دائمة في اليمن. وأعتبر أنها: البؤرة المفاجئة والتحدي الأخير في اليمن، والتي قد تجلب لها المال والتدريبات بواسطة القوى الغربية، لكن ذلك – بنطر التقرير - قد يقوي المتطرفين الإسلاميين الذين يتوقون لخوض معارك اخرى مع الغرب.

ولفت التقريرالذي نشره موقع المصدر اون لاين إلى ان : العملية الفاشلة للطالب النيجيري فاروق عبدالمطلب – القادم من اليمن - لطائرة الركاب الأمريكية، التي كانت متوجهة إلى ديترويت عشية رأس السنة الميلادية تعد من أهم التهديدات الأمنية اليومية. كونها تكشف حقيقة مفادها: أنه لا يوجد مكان آمن بشكل دائم بنسبة 100%..

وتحت عنوان "خطر، لكن جذاب" لفت التقرير إلى ثلاث دول وهي: العراق، باكستان، واليمن. حيث أعتبرها في أعلى القائمة ضمن الدول الخطرة جداً بالنسبة لزائريها. بل أنه وبالمقارنة مع أفغانستان التي رغم كل ما سبق من الإشارة إلى المخاطر التي تكتنفها، أعتبرت الأخيرة أنها ما زالت تعج بالأجانب، كما أن أعداد الزائرين للبلاد سنوياً، لم ينخفض حتى الآن، بحسب الشركتين المعدتان للتقرير.

الماء وسيلة تدمير اخرى لليمنيين

قال تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية الاسبوع الماضي ان اليمن في طريقه إلى التدمير الذاتي اذا استمر اليمنيون في مضغ هذه النبتة (القات)، فعلى سبيل المثال فان العاصمة صنعاء التي يبلغ النمو السكاني فيها 7 بالمائة سنويا ستغدو بلا مياه صالحة للشرب بحلول عام 2017 بسبب استهلاك مياه حوض صنعاء المائي في انتاج نبات القات وهو نفس العام الذي سيتوقف فيه دخل اليمن من النفط الذي يمثل حاليا ثلاثة ارباع مصدر دخل الدولة، ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية " بي بي سي" عن الصحيفة، ان سعر المياه الصالحة للشرب في العاصمة تضاعف ثلاث مرات خلال الماضي الماضي فيما تزايدت المواجهات المسلحة على مصادر المياه على اطراف المدينة بينما تضطر بعض الاسر إلى صرف ثلث دخلها على شراء ماء الشرب ولا توجد حلول عملية لمواجهة هذه المشكلة سوى الحد من زراعة القات حسبما يرى المعنيون لكن السير في هذا الخيار ليس بالامر السهل لانه سيتسبب باضطرابات سياسية واجتماعية اذ ان عددا كبيرا من السكان يعملون في هذا المجال..

ومن المفارقات- حسب الصحيفة- ان التقديرات الحكومية تشير إلى ان نحو مليار لتر من وقود الديزل تم استهلاكه في ضخ مياه الابار الايلة إلى النضوب لري القات وبما ان هذا الوقود مدعوم من قبل الدولة هذا يعنى ان نحو 700 مليون دولار صرفته الدولة لاستنزاف مواردها من المياه.

اعلى نسبة وفيات الامهات عالميا في اليمن

وصل معدل وفيات الأمهات في اليمن في سن الإنجاب بلغ 365 لكل 100 ألف ولادة حية وفقا للإحصائيات الرسمية، وهو من أعلى معدلات الوفيات على المستوى العالمي بحسب مديرة برنامج الأمومة الآمنة بمنظمة سول الدكتورة أوسان أبو أصبع، والتي قالت إن سبع أمهات يمنيات يقضين نحبهن يوميا، وهي من المعدلات المرتفعة عالميا، مشيرة إلى أن 72 % من وفيات الأمهات تحدث بعد الولادة،مشيرة إلى أن النساء الحوامل ومواليدهن في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء تأتي في مقدمة الوفيات، على مستوى اليمن. مؤكدة بهذا الصدد أن منظمة سول ستقوم بتنفيذ برنامج الأمومة الآمنة باستهداف 40 ألف امرآة حامل ومواليدهن في أمانة العاصمة، الذي سيعمل على تقليل عدد الوفيات بين الأمهات الحوامل ومواليدهن على حد سواء.

دراسة دولية..اليمن تتصدر دول الشرق الاوسط في تدهور ظروف النساء

اعتبر تقرير مؤسسة فريدوم هاوس للدفاع عن الحريات للعام الماضي 2009م ان اليمن من الدول التي تتدهور فيها ظروف النساء جراء عوامل عدة من بينها الحروب وأعمال عنف ، وذكرت ان ظروف النساء ساءت في ثلاث دول في المنطقة هي العراق واليمن والأراضي الفلسطينية،وقالت الدراسة :" تدهورت ظروف النساء في العراق واليمن والأراضي الفلسطينية التي تشهد حروبا أو أعمال عنف".

وكالة الاستخبارات الأمريكية: قضايا التنمية هي الاساس

تشير البيانات المتعلقة باليمن في موقع وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى أن قضايا التنمية تبقى الأساس في اليمن، حيث تبلغ نسبة الزيادة السنوية للسكان، قرابة 3.46 في المائة سنوياً، بينما يتراجع معدل العمر إلى 62.9 عاماً بين السكان الذين يتجاوز عددهم 23 مليون نسمة، وتحذر الوكالة من مخاطر صحية كبيرة في اليمن، إذ كانت نسبة النمو خلال 2008 أقل من ثلاثة في المائة، مع تراجع أسعار النفط الذي ينضب بسرعة في البلاد، وتصل نسبة البطالة إلى 35 في المائة، في حين يعيش أكثر من 45 في المائة من السكان دون خط الفقر، مع توقع ازدياد تدهور الوضع بسبب تراجع المساعدات الدولية جراء الركود العالمي..

قالوا عن اليمن

- أن الأزمة في اليمن ليست سياسية ولا أمنية، إنها ابعد من ذلك بكثير، وحتى دعوات الانفصال الباحثة عن تكوين كانتونات قزمية صغيرة فهي تعبّر عن ظاهر الأزمة وبعض نتائجها، فالحل لن يتحقق بانفصال الجنوب ولا بإقامة إمارة صغيرة للحوثيين تكون مركزا للعب الاستخبارات الإيرانية على حدود السعودية لتتولى زعزعة دول الخليج العربي، كما زعزعت العراق وتزعزع اليمن، وببساطة شديدة؛ الأزمة في اليمن أزمة تنمية، وفقر، وبطالة، وتعليم عاجز عن توفير خريجين في مستويات التعليم المختلفة مرتبطين بسوق العمل المحلي والإقليمي، وقلنا إن الحل الذي يتصدى لمن رفعوا السلاح في وجه الدولة لن يكون حلا عسكريا ولا أمنيا فقط، فالحرب لا رابح فيها أبدا، والخاسر هو اليمن الذي يفقد أعدادا من شبابه في معارك عبثية القاتل فيها والمقتول.

محمد أحمد الهوني - رئيس تحرير جريدة العرب العالمية

- هذا الواقع المستفحل من البطالة والفقر شكل بيئة نموذجية للتجنيد من قبل الجماعات الراديكالية مثل "القاعدة" وغيرها ومصدراً من مصادر زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإذا كان انتعاش الجماعات المتطرفة في اليمن يهدد الأمن الأميركي، فهو يهدد أكثر أمن الدول المجاورة، وهو ما يبدو أن دول شبه الجزيرة العربية بدأت تدركه حيث استأنفت بعضاً من مساعداتها لليمن لوقف التدهور الاقتصادي الحاصل ومنع الانزلاق نحو مزيد من التطرف والعنف اللذين سيصيبان باقي الدول المجاورة، ومع ذلك يبقى الدعم الحالي أقل بكثير من مستوى المساعدات المالية، التي كانت تستفيد منها اليمن خلال الثمانيات، ومهما تعهدت الولايات المتحدة والغرب بالوقوف إلى جانب اليمن في معركته ضد الفقر يبقى دور دول المنطقة ضرورياً ولا غنى عنه في مساعدة اليمن والحد من انزلاقه نحو الفوضى والاضطراب.

ويليام رو سفير أمريكي سابق لليمن

- والسؤال المطروح هو هل يكفي المال وحده لإنقاذ اليمن مما هو فيه؟ والجواب قطعاً لا. لأن مؤتمر الرياض وقبله مؤتمر لندن رصدا مبالغ مالية ضخمة لصرفها في المجالات التنموية، وعلى طول وعرض اليمن، ولكن تبقى إرادة أبناء اليمن هي المحدد الرئيسي لإنقاذ بلدهم مما هو فيه وما ينتظره إذا استطاع القادة اليمنيون تخطي الحرب السادسة المتمثل في وقف إطلاق النار الذي بدأ في 11 فبراير الماضي إلا أن النار مازالت تحت الرماد، لأن ما تم الاتفاق عليه بين صنعاء والمتمردين الحوثيين لا يعدو كونه وقفاً لإطلاق النار، وهو ما يحصل في العادة بين دولتين متحاربتين وليس بين دولة ذات سيادة وفريق من المتمردين يتخذ جزءاً من سكان البلد رهينة لأهوائه السياسية المرتبطة بجهات خارجية باتت مكشوفة للعيان.

صحيفة الوطن السعودية

- بدا واضحا أن الدول المانحة لليمن لديها بعض التحفظات علي أداء مؤسسات الدولة اليمنية‏,‏ وعلي أوجه صرف أموال المساعدات‏,‏ وأيضا الشفافية في إنفاق هذه الأموال‏,‏ وفي تقديري أن الدولة اليمنية في أمس الحاجة الي هذه الأموال لاستخدامها أولا في رفع قدرات الدولة اليمنية من أجل مواجهة تغلغل تنظيم القاعدة في الأراضي اليمنية والحيلولة دون تحول الدولة اليمنية إلي دولة فاشلة إضافة إلي دفع عجلة التنمية في جميع انحاء اليمن‏,‏ وتحديدا في الجنوب حيث الشكوي من تدهور الأوضاع والمعاناة من سياسات تمييزية‏.‏ أيضا أحسب أن الدولة اليمنية في حاجة ماسة لبدء مشروع تنموي طويل الأجل من أجل تنمية شاملة لا يجوز ان يكون اليمن في ذيل دول العالم من حيث مؤشرات التنمية الشاملة‏,‏ وفي تقديري أن وضع برنامج تنموي شامل لليمن مصلحة خليجية وعربية وعالمية‏.‏ أيضا‏,‏ فلا أحد في مصلحته تحول اليمن إلي دولة فاشلة‏.
إبراهيم نافع- الأهرام المصرية

زر الذهاب إلى الأعلى