[esi views ttl="1"]
arpo23

رسالة ماجستير للباحث محمد الأسعدي: الصحف الخاصة تواجه أزمة قيادة

أوصت دراسة حديثها رؤساء تحرير الصحف أن يحولوا من تركيزهم على الأمور الداخلية في صحفهم إلى الجوانب الخارجية كالقراء والمعلنين ومصادر الأخبار، وجوانب التسويق والتطوير المستمر.

الدراسة التي نال بموجبها الزميل محمد الأسعدي درجة الماجستير بتفوق عال في إدارة الأعمال عبر برنامج الدراسات العليا المشترك بين جامعة صنعاء وجامعة ماسترخت للإدارة في هولندا، أوصت أيضا رؤساء التحرير باكتساب مهارات قيادية إدارية تساعدهم على العمل بإبداع ومرونة وتمكنهم من الاهتمام بموظفيهم وتطوير مهاراتهم، ونقل المهام الثانوية للمختصين للتركيز على أولويات أخرى – مع المتابعة اللازمة.

الاسعدي وهو رئيس تحرير سابق صحيفة ومجلة خاصتين في اليمن تناول في دراسته فاعلية القيادة الإدارية في الصحف الخاصة في رسالته "منبئات القيادة الفعالة في الصحف اليمنية الخاصة". وقد تجاوب معه 94 موظف من 19 صحيفة خاصة من إجمالي 21 صحيفة عاملة في صنعاء هي عينة البحث، حيث قام هؤلاء بتقييم الأداء الإداري لرؤساء التحرير في هذه الصحف.

وقد أستخدم الباحث نظرية "القيم التنافسية في القيادة" التي طورت في أمريكا وطبقت في كثير من دول العالم وعلى كثير من الصناعات. وتقوم النظرية على بعدين رئيسين: تركيز القائد إما داخليا أو خارجياً من جهة، و أسلوب القائد إما يتسم بالمرونة أو التحكم. وعند تقاطع هذان البعدان ينتج أربع مربعات يضم كل ربع منها دورين قيادين، والأدوار المتقاربة تكون تكاملية. أما الأدوار المتقابلة تكون متضادة أو متعاكسة – ومن هنا أتت تسمية النظرية القائمة على تنافس القيم. وتفترض النظرية أن القائد الذي يستطيع أن يمارس كل الأدوار الـ16 بشكل مستمر ومتكرر يكون أكثر فاعلية.

ولأن رسالة الباحث الأسعدي تهدف لمعرفة عما إذا كان رؤساء التحرير عموماً يمارسون تلك الأدوار كلها أو بعضها، وعما إذا كانت هناك أي مفارقات أو سمة تنافسية في سلوك رؤساء التحرير، والتعرف على مستوى فاعلية هؤلاء القادة في صحفهم وأي من الأدوار تسهم في تعزيز فاعليتهم في تحقيق أهداف صحفهم وتطويرها.

وأسفرت نتائج الدراسة أن رؤساء تحرير الصحف الخاصة اليمنية يمارسون كل الأدوار القيادية الـ16 التي تقترحها النظرية، ولكن "أحياناً" وبالتالي يكون رؤساء التحرير فاعلين كقادة فقط بمستوى "متوسط" من خلال ممارستهم كل الأدوار التكاملية والتنافسية.

وتوصل الباحث إلى أن رؤساء التحرير في الصحف الخاصة سيكون أكثر فاعلية إذا مارسوا ثلاثة أدوار رئيسية، وهي بالترتيب: دور القائد "المبدع"، الذي يشجع الإبداع ويتبنى الأفكار والرؤى الجديدة ويدعم التغيير والتطور باستمرار ويكون تركيزه على المتغيرات الخارجية ويعمل بمرونة أكثر، ويلي هذا دور القائد "الميسر" الذي يرعى مصالح مرءوسيه وينمي قدراتهم ويطور معارفهم ويحافظ بمرونة على مستوى عال من العلاقات الإنسانية تساعد على الابتكار والإبداع من جهة الموظفين. أما الدور الثالث والأخير – بحسب تقييم المبحوثين – هو دور القائد "المنسق" وهو الذي يهتم بضبط معايير الجودة والدقة والمصداقية في العمل، ويعمل على حل مشاكل العمل قبل أو فور وقوعها، ويتجنب الوقوع في مخالب الأزمات المتصلة بالعمل.

وهذا جملة ما يعني أن هذه الصحف تواجه حالياً أو ستواجه قريباً ما يعرف بأزمة "القيادة" باستمرار أداء رؤساء التحرير كما هو عليه مما يعيق نمو وتقدم الصحف بشكل طبيعي.

أما النتائج المتعلقة بخصائص العينة فقد وجد الباحث أن الإناث يمثلون 15 بالمائة فقط من موظفي الصحف الخاصة، وأن 70 بالمائة من كل المبحوثين تقل أعمارهم عن 30 سنة، نصفهم صحفيين. كما أن 30 بالمائة من هذه الصحف تعمل بخمسة موظفين أو اقل. إضافة إلى أن 70 بالمائة من الموظفين يعانون من تدني كبير مستوى رضاهم الوظيفي على صحفهم وبالمقابل 60 بالمائة يرغبون بالانتقال إلى صحف أو أي أعمال أخرى.

وفي حين تحقق هذه النتائج أهداف البحث – الذي أشرف عليه د. سنان المرهضي، نائب عميد كلية التجارة - تؤكد أيضاً قابلة هذه النظرية للتطبيق في اليمن، وخصوصاً بعد تطبيقها في صناعة ارتجالية وغير مؤسسية كالصحافة.

وكانت أعربت منظمة محلية تعمل قطاع الإعلام رغبتها بتحويل نتائج الدراسة إلى مشروع لتطوير قدرات رؤساء التحرير القيادية وتعزيز فاعليتهم مما قد يعزز استقلالية الصحف وتمكنيها من أداء رسالتها الاجتماعية أيضا.

زر الذهاب إلى الأعلى