[esi views ttl="1"]
arpo28

جيهان 1 حملت أسلحة إلى اليمن وكشفت نوايا طهران

كشفت السفينة الإيرانية جيهان 1 النوايا الإيرانية في دعم حلفائها في المنطقة، فرغم النفي الإيراني بنقل أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، تقول الأسلحة التي اكتشفت على متن السفينة عكس ذلك تمامًا.

بيروت: يعتبر احتجاز سفينة إيرانية محملة بصواريخ صينية متطورة مضادة للطائرات قبالة السواحل اليمنية مؤشرًا إلى تصاعد دعم طهران لعملائها في الشرق الأوسط، ما يثير قلق دول المنطقة ويسلط الضوء على التحديات الدبلوماسية التي تواجهها الولايات المتحدة.

ومن الأشياء التي تمت مصادرتها على السفينة عشرة صواريخ مضادة للطائرات، يعود تاريخ صنع معظمها إلى العام 2005 ومن طراز "QW - 1M" وتحمل علامات تدل على أن الصواريخ تم تجميعها في مصنع تابع لشركة الصادرات والواردات للآلات الدقيقة الوطنية الصينية المملوكة للدولة، التي تخضع لعقوبات أميركية لنقلها تكنولوجيا أسلحة إلى باكستان وإيران.

الصواريخ الصينية كانت جزءاً من شحنة أكبر وأكثر ضخامة قامت بضبطها القوات الأميركية واليمنية في كانون الثاني (يناير)، والتي يقول المسؤولون الأميركيون واليمنيون إنها كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين شمال غربي اليمن، لكن وجود الصواريخ ضمن الأسلحة المهربة يزيد من تعقيد قضية حساسة ومعقدة بالفعل.

ويقول المسؤولون إن هذه الشحنة هي محاولة لإدخال أنظمة جديدة مضادة للطائرات إلى شبه الجزيرة العربية، وهي خطوة تثير القلق في كل من دول المنطقة واليمن، حيث تشكل الأسلحة خطورة متزايدة على الطائرات المدنية والحربية على السواء.

دليل قاطع للإدارة الأميركية

واعتبر المراقبون أن هذه الشحنة تقدم لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أدلة جديدة على نقل إيران لصواريخ حديثة من الصين إلى متمردين في السباق الإقليمي المتنامي.

من جانبها نفت إيران هذه المزاعم التي وصفتها بأنها "بلا أساس وسخيفة" على الرغم من أن أياً من الحكومة الإيرانية أو الشركة الصينية لم تجب على الأسئلة التي وجهت لها. وقد طالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة بالتحقيق في الشحنة ورفع التقرير بنتائجها إلى مجلس الأمن، في ظل تقارير أوردتها وسائل الإعلام اليمنية تشير إلى وجود خبراء الأمم المتحدة في البلاد منذ الأسبوع الماضي.

ووفقاً لبرقية دبلوماسية نشرت على موقع "ويكيليكس"، تقدمت الولايات المتحدة في أواخر عام 2008 في عهد الرئيس السابق جورج بوش بشكوى ضد الصين بشأن عثورها على صاروخين مضادين للطائرات مشابهين لدى المقاتلين الشيعة في العراق.

تحذير الصين

وقالت البرقية: "تحدثنا إلى الصين مراراً بشأن نقل أسلحة تقليدية إلى إيران، وطالبنا بكين بوقف هذا العمل". وأشارت البرقية إلى أن صواريخ QW - 1 التي تم ضبطها في العراق تم تصنيعها في الصين في العام 2003. وكحال صواريخ "ستينغر" الأميركية الصنع، تعد سلسلة صواريخ QW جزءاً من فئة الأسلحة المعروفة باسم أنظمة الدفاع الجوي المحمولة.

وطالبت البرقية الدبلوماسيين الأميركيين بضرورة تحذير المسؤولين الصينيين، من المخاطر الكبيرة غير المقبولة لبيع أي معدات عسكرية إلى إيران، وخصوصاً أسلحة مثل أنظمة الدفاع الجوي المحمولة، التي يسعى الإرهابيون للحصول عليها، والتي قد تقع في أيدي جماعات تهدد قوات التحالف والولايات المتحدة في العراق وأفغانستان والمدنيين في المنطقة.

جيهان 1 كشفت إيران

وتم العثور على أنظمة الدفاع الجوي المحمولة هذه بعد أن لاحظت البحرية الأميركية سفينة (جيهان 1)، وهي تحمّل شحنة في ميناء تابع للجيش الإيراني، ثم اعتمدت مسار التهريب في البحار المرتفعة، وفقاً لما يقوله مسؤولون أميركيون ويمنيون.

بعد ذلك، توقفت السفينة في ميناء في جزيرة طنب الصغرى، التي تحتلها إيران وتطالب بها الإمارات، حيث تتمركز قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني. وبعد الاتجاه ناحية الشرق عبر المضيق والتوجه جنوباً عبر شبه الجزيرة العربية تم توقيف السفينة في 23 كانون الثاني (يناير) من قبل المدمرة الأميركية (فاراغوت) وقوات حرس السواحل اليمنية.

وقال مسؤول أميركي لصحيفة "نيويورك تايمز" إن طاقم السفينة الإيرانية أصر في البداية على أن السفينة تابعة لباناما وتحمل الوقود فقط، إلى أن تم العثور على الشحنة العسكرية، التي تضم الكثير من صناديق الأسلحة المطلية بالأبيض والأسود، والمخبأة في جزء خفي في السفينة.

ووصف المسؤول الأميركي الشحنة بأنها "تثير القلق إلى حد بعيد، وأنها محاولة واضحة لانتهاك قرارات مجلس الأمن الذي يحظر على إيران تصدير السلاح".

ويشير ماثيو سكرودر، محلل في اتحاد العلماء الأميركيين في واشنطن ومسح الأسلحة الصغيرة في جنيف، إلى أن هذه كانت المرة الأولى التي يرى فيها أسلحة QW - 1M بعيدة عن سيطرة الدولة. وقال: "في حال كانت المعلومات صحيحة، فهذا يعني أن الصواريخ كانت متجهة إلى المتمردين في اليمن، وهذا يثير قلقاً بالغاً على صعيد الأمن الإقليمي والعالمي".

زر الذهاب إلى الأعلى