في سنة 1914م قام العالم الالماني (أ . فورك) بنشر بحث هام بعنوان (مو-ونغ وملكة سبأ) (Mu wang die konigin von saba . a.forcke . berlin 1914). وقام (زياد منى) بترجمة البحث عن النص الالماني الوارد في مجلة (قسم اللغات الشرقيه بجامهة فريدريش فلهام ببرلين) وهو (تقرير قيام ملك الصين (موونغ) بزيارة ملكة سبأ بالقرن العاشر قبل الميلاد) ويقول زياد "اقنعنا البحث بالصحة العامه لتاريخية ملكة سبأ ، وببعض ماورد في كتابات الاخباريين العرب عن بلقيس ملكة سبأ وعلاقتها بالصين. [بلقيس امراة الالغاز – زياد منى – ص 279>.
ويعتمد بحث العالم الالماني (أ . فورك) المنشور بعنوان (موونغ وملكة سبأ) على مصدر صيني قديم هو كتاب chn – shu – chi – nien (الحوليات القصبية) وهو – كما ذكر فورك – "احد المصادر الرئيسية عن تاريخ الصين القديم ، ويعود تدوينه إلى القرن الثالث قبل الميلاد". وقد قام فورك بترجمة المقاطع والرموز والكلمات في المصدر الصيني وشرح المقاطع والمعاني الصينيه مما أدى إلى ان البحث طويل جدا . ونذكر فيمايلى الفقرات والنصوص الرئيسيه في بحث فورك (موونغ وملكة سبأ) حيث قال:
"وفقاً للمصادر الصينية يبدو أن اول تعرف للصينيين على بلاد العرب قد تم من خلال رحلة الملك موتشو mu von chou - الذي حكم في القرن العاشر ق . م . – إلى الغرب . وقد زار الملك البلاد يسى ونغ مو si wang mu .. وكان ينطق على صورة ((sae wangmu)) وبهذا يتوفر لدينا التعبير : ملكة ساالأم . أى سبأ بالعربية . ان ونغ يعنى ملكة ساالأ . أى ملكة سبأ .. ففي الوقت الذي زار فيه الملك مو العرب ، حكمت هناك الملكة العظيمة الشهره التي أشار الكتاب المقدس إلى بهاء بلاطها ، وهي بلقيس ملكة سبأ معاصِرة سليمان".
.. ان رحلة الملك الصيني (مو/ ونج) إلى ملكة سبا (سا / ونغ) مثبتة تاريخياً بشكل جيد بحيث لايوجد أى اساس للشك فيها . ونقراء في (الحوليات القصبية) عن الملك الصيني مو التالي:
"في العام السابع عشر [من حكمه] قام الملك برحلة إلى k,un – lun وزار ساونغ مو".
وهناك مؤلف يعود إلى المرحلة الزمنيه نفسها من تأليف lieh tse (المعلم لي سي) ينقل التالي:
"وتلا ذلك استقبالة [ اى الملك الصيني ] بحفاوة من [الملكة] ساونغ مو . وقد اقيمت وليمة على ضفاف بحيرة يشب". .. ان يشب يمكن ان يكون المقصود بها إلى بحيرة الرى الاصطناعيه في العاصمة مأرب" .
.. ومن الطبيعي ان الرحلة البريه من الصين إلى جزيرة العرب لم تكن من المسائل السهله في القرن العاشر قبل الميلاد .. ومما لاشك فيه ان الاقوام الاسيوية كانت قد اقامت منذ تلك الازمنة علاقات تجارية فيما بينها ، وقد عُرف كلا الطرفين الواقعتين في اقصى مناطقهما . أى الصينين والسبئيين ، بكونهم تجاراً مهمين ، وقد قام السبئيون بارسال بضائعهم إلى الفرس والبختيارين ، وقام الصينيون بارسال منتجاتهم إلى السكيثيين والبارثيين.
وجاء عن بلاد (ملكة سبأ) .. انها (.. بلاد wo) ونعثر على المقصود ببلاد wo في مقطع مشابه باسم po – wu – chih ويوافق pi yuan . وبتحليل الاسم يتبين ان المقصود (الجزيرة الصحراويه التى صارت خصبة بفضل الري) وهي العربية السعيدة بلاد السبئيين.
.. ولم تكن ملكة سبأ تحكم على ارض قومها السبئيين ، اي العربية السعيدة، فحسب ، وانما ايضاً كانت تحكم جبال k,un – lun وهي مرتفعات كولو في الحبشة . لقد تمكن السبئيون واقرباؤهم الحميريون منذ اقدم العصور من مدّ سلطتهم على الساحل الافريقي واستعمروا الحبشة. وحيث ان ملكة سبأ حكمت الحبشة أيضاً فربما زارتها مرة .. فكانت ملكة جنوب الجزيره العربيه ومرتفعات الحبشة .
جاء في نصوص زيارة الملك الصيني مو لملكة سبأ مايلي : ".. أستقبل الملك مو ، من قبل ملكة سبأ الام . وقد دخل اليها وهو يحمل الصولجان الاسود والابيض في يديه ، وقدم اليها كهدية مائة لفافة من الديباج الحريري ومائة اوقية من الذهب والحجارة الكريمة. وقبلت الملكة الهدايا بعد ان انحنت مرات عديده .. ومكث الملك مو في العربية السعيدة – ارض ملكة سبأ – فترة ثم عاد إلى الصين"
موونغ وملكة سباء . أ . فورك . برلين 1914م ] وكانت زيارته في العام السابع عشر – ربما ليس من حكمه وانما العام السابع عشر – من حكم ملكة سبأ.
- منقول من كتاب "الجديد في تاريخ دولة وحضارة سباء وحمير – للمؤرخ محمد حسين الفرح" ونشوان نيوز ينشر المادة تزامنا مع زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الصين.