أنهت آخر وحدات مشاة البحرية الأميركية والقوات القتالية البريطانية عملياتها رسميا في أفغانستان اليوم الأحد، فيما استعدت للانسحاب من البلاد وسلمت قاعدة عسكرية كبيرة للجيش الأفغاني.
وأنزلت الأعلام الأميركية والبريطانية وأزيلت اليوم للمرة الأخيرة في المقر الإقليمي للقوات الدولية بعد 13 عاما من الإطاحة بنظام حكم حركة طالبان في أفغانستان في أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.
والقاعدة الضخمة التي بنيت في الصحراء هي المنشأة الكبرى للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في افغانستان "إيساف" التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
ولم يعلن عن توقيت انسحاب الجنود من القاعدة الواقعة في ولاية هلمند الإستراتيجية لأسباب أمنية.
وقاعدة كامب ليذرنك هي أكبر قاعدة أميركية يتسلمها الأفغان فيما ينهي الائتلاف مهمته القتالية في البلاد ليتولى الجيش والشرطة الأفغانيان معظم مهام القتال ضد تمرد حركة طالبان. وسلمت القوات البريطانية السيطرة على قاعدة كامب باستيون المجاورة في نفس الوقت.
وتحولت قاعدة القوات الإقليمية المشتركة التي كانت تضم 40 ألف جندي اليوم الأحد إلى مدينة أشباح شديدة التحصين.
وقال مسؤولون إن أحدث التقديرات الرسمية تشير إلى أن عدد القوات الدولية المشتركة في القاعدة كان 4500 وإن هذا العدد سيرحل قريبا.
وبعد الانسحاب ستتحول القاعدة التي تبلغ مساحتها 6500 فدان إلى مقر للقوة 215 التابعة للجيش الوطني الأفغاني، ولن يكون هناك وجود أجنبي تقريبا في هلمند.
وبعد كامب ليذرنك وكامب باستيون، ستكون قندهار وبغرام وهرات ومزار الشريف أهم قواعد الحلف الأطلسي التي ستنقل مسؤوليتها إلى القوات الأفغانية.
وفي أوج التواجد العسكري للتحالف الدولي في 2011، كان هناك 140 ألف جندي من الحلف الأطلسي منتشرين في أفغانستان. واليوم لا يبقى منهم سوى نحو 40 ألفا.
لكن قوة من حوالي 12 ألف جندي، بينهم 9800 أميركي، ستبقى في البلاد بعد ديسمبر/كانون الأول 2014 في إطار مهمة دعم وتدريب الجيش الأفغاني التي سيطلق عليها اسم "الدعم الحازم".