من حق حكومة اليمن أن تتخذ أي اجراء يحفظ للبلد وحدته وسيادته في مواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي, لكن حماية أرواح المدنيين وتجنيبهم المعاناة في شهر رمضان المعظم بالتحديد تقتضي بعض المرونة التي يمكن ان تتمثل في وقف العمليات العسكرية مؤقتا أو اعطاء مهلة جديدة للمتمردين الحوثيين لإلقاء السلاح وتنفيذ المطالب الحكومية الممكن تنفيذها بسرعة أو إتاحة الفرصة لوساطة شيوخ القبائل في الداخل أو وسطاء من الخارج يمكن ان يساعدوا في التوصل الي تسوية ترضي الطرفين لأن الحرب وحدها لن تحل أية مشكلة وفقا لما أثبتته أحداث التاريخ.
من الأفضل إتاحة الفرصة لمن يستطيع التوسط في النزاع حتي ولو كان إيران, مادام ذلك سيؤدي الي وقف إراقة الدماء وتوفير نفقات الحرب لمشروعات التنمية التي يحتاجها الناس بشدة لرفع مستوي معيشتهم, فبالرغم من أن صنعاء اتهمت طهران بمساعدة المتمردين, فإنه يمكن لإيران كدولة شيعية أن يكون لها نفوذ لدي الحوثيين كشيعة زيدية في اليمن وتقنعهم بالامتثال لسلطة الدولة وإنهاء تمردهم مقابل تلبية بعض مطالبهم التي لاتتعارض مع سيادة الدولة أو سلطة الحكومة أو تؤثر سلبيا علي وحدة أراضي اليمن, لكن الدور الأكبر والأكثر فعالية يكمن بين أيدي شيوخ القبائل الذين يجب أن تستفيد الحكومة بنفوذهم في إنهاء هذه المأساة لما لهم من تأثير روحي علي قادة المتمردين بحكم أنه مجتمع قبلي.
ويحتاج الأمر أيضا لمساع من الجامعة العربية أو أية دولة عربية تري أن بإمكانها المساعدة في وقف رحي الحرب وإنهاء التمرد, ويجب ألا نضيع وقتا في ذلك.