[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

خطورة ربط نضال الأحوازيين بالمعارضة الإيرانية!

ثارت الشعوب الرازحة تحت الاحتلال الإيراني عام 1979 ضد النظام العنصري الملكي الفارسي الغاصب لاستعادة حقوقها الإنسانية والقومية، التي سرقها الخميني بعد ما عاهد قياديي الحركات التابعة للشعوب غير الفارسية بإعطاء كل ذي حق حقه قبل الثورة..

لكن سرعان ما تبدلت هذه الوعود للعدالة إلى مجازر بشرية، بعد ما قضى على من طالبوا بتنفيذ ما وعد به الخميني، وبارتكابه جرائم بشعة باسم الإسلام في الأشهر الأولى بعد الثورة في مدينة المحمرة وعبادان الأحوازيتين وفي كردستان وتركمنصحرا...

كما اشرنا سابقا ونؤكده الآن، ان العقلية العنصرية عند الفرس وبكل حركاتهم السياسية، الحكومية منها والمعارضة، خضراء كانت أو زرقاء وبكل ما تحمل حركاتهم من ألوان ومسميات ان كانت في الحكم أو ضده، كلها تحمل حقد وأطماع توسعية ضد الأمة العربية تتمثل عملا باحتلال الأحواز الذي تلته جزر الإمارات العربية الثلاث والعراق وخلاياها التخريبية في الكويت ودول خليجية اخرى وتجاوزاتها على البحرين واليمن وتدخلاتها الإجرامية والسافرة في لبنان وفلسطين وصولا إلى المغرب وشمال أفريقيا.

وينقسم الأشقاء العرب بين من يريد التعاون مع السلطة ومن يريد من الأحوازيين العمل مع المعارضة الفارسية مثل الحركة الخضراء أو مجاهدي خلق، ومع هذه الحزمة من الدلائل، نرى ان الطرفين مغبونين ولا نراهم يحصدوا ثمار هذا التفكير..

ونحذر بعد تجاربنا مع الطرفين من المعارضة الفارسية، أن لا يعولوا العرب وينخدعوا بالشعارات ولا يتأملوا من الحركة الخضراء أو أي حركة فارسية أخرى تغيير في النظرة الفارسية للعرب.

المعارضة الفارسية لا تختلف مع النظام الحاكم ولن تكف عن سياسة جشع الفرس التوسعي العنصري وكراهيتهم وعدائهم تجاه العرب، وعلى العرب أن لا يظلون حالمين بان يعيد لهم الفرس الجزر الثلاثة الإماراتية أو الاعتراف بحقوق الشعب العربي الأحوازي وحقه في تقرير مصيره أو تنهي تجاوزاتهم على دول الخليج العربي.. وعلى العرب ان لا يعولوا كثيرا على ان يمكن لهذه الحركة الفارسية أو تلك ان تكون افضل من سلفها..

أما نحن الأحوازيون فنأمل ان يتفهم أيضا الأشقاء العرب حكومات وشعوب عدم ربط الحركة الأحوازية ونضال شعبنا العربي الأحوازي وقضيته العادلة، الشعب الذي أعطى منذ الاحتلال الفارسي القوافل من الشهداء ومن خيرة شبابه من اجل استرجاع كافة حقوقه حتى تحرير أرضه وإعلان دولته المستقلة على أرضه الأحوازية.

لمسنا في الأونة الأخيرة محاولات من بعض الأخوة العرب الربط بما يحصل من حراك في طهران، وهذا يعد تزوير وتحريف للحقائق، مع ما يحصل في الأحواز، وكأنما الحركة الخضراء هي من تقود الشعب الأحوازي وحركته التحررية ومطالبته باسترجاع حقوق الشعب الأحوازي.. بينما على العكس تماما هي التي شاركت ومازالت تشارك بقمع وقتل شعبنا وبناء المستوطنات وغيرها من الجرائم..

ونذكر بأن الوثيقة التي تسربت في عام 2005 من مدير مكتب رئيس الجمهورية الاسبق محمد خاتمي كانت من أهم أسباب الانتفاضة النيسانية في الأحواز، وهي التي تحدثت عن واجب تغيير التركيبة السكانية وتبديل الشعب العربي الأحوازي من أكثرية إلى أقلية خلال عشرة أعوام.

والأحوازيون لن ينسوا ابدا عندما خانهم الخميني بعد تسلمه السلطة والحيل والوعود الكاذبة التي وعد الحركة الأحوازية بها ولم يفي، ومجزرة المحمرة عام 29-05-1979 خير دليل على ما نقوله، المعارضة الخضراء هي من قتل الأبرياء الأحوازيين الذين ساهموا في انتصار الثورة، في مجزرة كانت حصيلتها أكثر من 400 شهيد وأكثر من 500 جريح وفرار أكثر من 20000 احوازي للخارج.. المذبحة التي قام بها الخميني في الأحواز على يد جنراله مدني بعد تسلمه السلطة بثلاثة شهور.

وبعد أن حس النظام بخطر تفكك إيران ذهب إلى خطة اجرامية جديدة حتى ان يتمكنوا أو يكون لديهم الوقت الكافي مرة أخرى لآسر الأحواز أرضا وشعبا لمئة عام قادمة، بدأتها إيران بطروحات وأهداف بعيدة كل البعد عن نضال وكفاح شعبنا العربي الأحوازي من اجل استعادة وطنه الذي اغتصبته عصابة فارس في 20-04-1925 باعتداء عسكري سافر.. بدأتها منذ مجيء الإصلاحيين ليمدد عمر احتلالهم وحكمهم بإغراء بعض الأحوازيين بأوهام الفيدرالية وغيرها من المشاريع هادفة بها ذوبان وقتل القضية الأحوازية والقضاء عليها حتى في النهاية تصبح الأحواز خالية من العرب أو لا يوجد فيها إلا أقلية عربية مقابل أكثرية فارسية.

وندعو من فيهم خير من أشقائنا العرب ان يتفضلوا لمساعدة إخوتهم الأحوازيين أبناء جلدتهم وهم بأمس الحاجة لوقفتهم الإنسانية ويتوقعون حضور النخوة العربية الشجاعة الأصيلة قبل ان يفوت الاوان، وقبل ان تصل المساعدات للأحوازيين من أعداء الأمة العربية وتصبح الأحواز قاعدة لعدو آخر مثل ما أصبحت العراق ولبنان وسورية قاعدة لإيران..

و هذا ليس بعيدا ان يحصل في المستقبل مثل ما حصل لحركة حماس وغيرها بعد ما رفضها الحضن العربي للأسف تخلى عنها وسقطت بأحضان إيران، هاهم الآن العرب حائرين وغارقين في مشاكل جمة، من تمزق وتشتت ، تخريب وتجاوزات من قبل إيران التي أصبحت سكين خاصرة ثانية بعد اسرائيل ولا نريد الثالثة وقد تكون موتهم، أو عجزهم إلى الأبد بعد ما تصبح الأوطان العربية فيدراليات إيرانية، إسرائيلية، تركية..

وذلك بسبب تخاذلهم وسكوتهم عن كل الجرائم والتجاوزات بحق الأحوازيين منذ 1925 وحتى يومنا هذا واليوم ابتلينا بأوهام جديدة للبعض بان هذه الحركة الفارسية أو تلك هي الحل، الأوهام التي خططت لصنعها إيران وتروج لها جهات أحوازية منبوذة للأسف، معروفة التوجهات ومعروفة المصالح!!

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى