[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

لا تتركوا البحرين وحدها

مملكة البحرين, هذه الدولة الصغيرة مساحة الكبيرة بقيادتها وشعبها وعلاقاتها بأشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية, ومواقفها الواضحة والصريحة ضد كل من يهدد أمن دول المنطقة واستقرارها, هذه الدولة التي استطاعت رغم قلة مواردها تحقيق معدلات جيدة في التنمية والتعليم, تتعرض لهجمة شرسة ممن يرون أنهم يستطيعون مد نفوذهم إلى دول المنطقة عبر زعزعة أمن هذه الدول والتأثير في استقرارها .

ولهذا فلم يكن مستغرباً أن تعلن السلطات البحرينية عن تفاصيل مخطط إرهابي يستهدف المساس بالأمن والإضرار بالاقتصاد وتقويض الوحدة الوطنية, خاصة أن التصريحات المعادية لم تنفك عن الحديث عن البحرين والتشكيك في عروبتها.

ما أعلنته الحكومة البحرينية عمن يقفون خلف تلك الأحداث كان محل اهتمام دول مجلس التعاون الأخرى التي سعت عبر المجلس الوزاري الخليجي إلى تأكيد وقوفها إلى جانب البحرين وتضامنها معها ودعمها المطلق للإجراءات التي اتخذتها لمواجهة الأعمال الإرهابية وأنواع التحريض والتخريب التي تعرضت لها.

كما دعا المجلس دول العالم كافة, وبالأخص المملكة المتحدة إلى التعامل بجدية مع المجاميع الإرهابية والأشخاص الداعمين للإرهاب وإبعادهم عن أراضيها وعدم منحهم حق اللجوء السياسي, أو السماح لهم باستغلال مناخ الحرية للضرر بأمن واستقرار الدول الأعضاء في المجلس.

هذا الموقف الخليجي الداعم للبحرين من المهم أن ينطلق من قناعة أن ما تتعرض له البحرين جزء من مخطط متكامل يستهدف أمن واستقرار دول المجلس ككل, وهو مخطط اتضحت معالمه عبر الأحداث التي شهدتها حدود المملكة مع اليمن, وما تشهده بقية دول المجلس من كشف خلايا تهدد أمنها, يضاف إلى ذلك ما نسمعه كل يوم من تصريحات تشكك في عروبة أجزاء من دول المجلس.

ما جرى في البحرين وقبله في جنوب المملكة يعطي رسالة واضحة للدول الأخرى التي تعتقد أنها في منأى عن مثل هذه الأحداث, إذا ما قدمت تنازلات, أو غضت الطرف عن أي تحركات مريبة, أو سعت إلى إخفائها عن الإعلام, فوحدة المصير توجب على دول المجلس توحيد الجهود لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تتعرض لها.

إن الدعم الرسمي من دول المجلس للبحرين يحتاج إلى تفعيل على الأصعدة كافة, كما يحتاج إلى مساندة إعلامية تقف مع البحرين, وتكشف ما يجري في الخفاء, وتبين ما يحمله الخطاب الإعلامي المعادي لدول المجلس من أكاذيب يسعى من خلالها إلى التغطية على أطماعه, وتمرير رسائل تشكك في كل إجراء تتخذه دول المجلس للحفاظ على أمنها واستقرارها.

وهذا الأمر لا يمكن أن يتأتى عبر جهود فردية, وإنما عبر جهد موحد ومشترك تنطلق منه دول المجلس لطرح وجهة نظرها فيما يجري من أحداث, وكشف الدول والجهات التي تقف خلف من يسعى إلى الإخلال بأمن دول المجلس.

زر الذهاب إلى الأعلى