[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

عن السعودية واستغلال المؤتمر لهفوة جمعة "رفض الوصاية"!!

لم يكن واضحا هل تسمية جمعة "رفض الوصاية" كانت رسالة من شباب التغيير في اليمن إلى المملكة العربية السعودية أم هي إلى رسالة منهم إلى المشترك واللواء علي محسن، أم هي رسالة من المشترك إلى الولايات المتحدة الأمريكية!!

العالمون ببواطن الأمور يعرفون أن التسمية كانت اقتراحا من جناح الحوثيين في الثورة الذين يمثلون ذراع إيران في اليمن وأن المقصود بها رسالة اساسية إلى السعودية وكأن السعودية صارت تمارس الوصاية على اليمن وهذا كلام غير صحيح.

كل ما في الأمر أن طهران مغتاظة جدا من أن الأحداث في اليمن أثبتت عملقة المملكة كملجأ كبير لكافة الأطراف سلطة ومعارضة فهي على علاقة متينة مع الرئيس صالح وبيت الأحمر واللواء علي محسن وتقف على مسافة واحدة من الجميع كما تقوم حاليا بمعالجة جرحى الجميع وهي وسيط مهاب ومجاب وهذا يثير حفيظة الفُرس.

من حسن حظ اليمن أن تقع جوار بلد قوي وآمن كالمملكة العربية السعودية التي صارت ترتبط بها مصالح العالم أجمع وتحرص عليها مشاعر المسلمين أجمعين، من هنا يتصرف الساسة اليمنيون للأسف بلامبالاة معولين على الحرص السعودي على أمن اليمن وعلى الخزينة السعودية في إعادة الاعمار وسد عجز البنك المركزي.

"رفض الوصاية" تسمية تنم عن مقدرة مذهلة في السقوط. وارتباك فادح يُستعدى فيه الصديق وتهدر معه المراحل. لا وعي للأولويات ولا أفق سياسي.. وكله يدل أن هؤلاء لازالوا إلى الآن مصرين على التعامل كمعارضة، لم يدركوا بعد أنهم في طور ينظر فيه إليهم أنهم مشروع سلطة. وعليهم أن يظهروا أمام الجيران والأصدقاء كشريك مستقبلي ناجح وليس كمشروع قلق!

أنصار صالح وأعضاء المؤتمر الشعبي التقطوا هذه الهفوة بنجاح وقاموا برفع الأعلام السعودية وصور خادم الحرمين الشريفين في محاولة ذكية لدفع موقف المملكة من مربع الحياد إلى مربع الانحياز للسلطة القائمة.

ومثل هذا يعد امتدادا لسياسة ذكية تعامل بها المؤتمر مع المبادرة الخليجية التي رغم كونها تقضي بتنحي الرئيس صالح وتحقّق مقصود الثورة الا أن أنصار صالح لم يسيئوا للملكة بينما تطايرت اساءات واتهامات من داخل ساحة التغيير وكان الأولى بهم رفع آيات الشكر للملك والمملكة ولكافة دول الخليج أنها تعاطت بشكل إيجابي مع مطالبهم وإن بلغة مغايرة عن لغة الساحات.

لا ندري أية وصاية يرفضونها؟ وما هي أعراض أو دلائل هذه الوصاية؟ لا إجابات.. والزبدة أن استمرار العته السياسي داخل معسكر التغيير ينم عن أن الانفراجة لا تزال بعيدة بعض الشيء.

زر الذهاب إلى الأعلى