[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

رأي الراية القطرية: اليمن.. إعادة إنتاج الأزمة

تمثل تصريحات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التي شن فيها هجوماً على المعارضة والمطالبين بالإصلاح والتغيير وإعلانه عن عودته قريباً إلى صنعاء، إعادة إنتاج الأزمة اليمنية مجدداً.

الرئيس الذي قطع الطريق في كلمة بثها التلفزيون اليمني الرسمي أمام التكهنات في شأن نيته مغادرة البلاد بعد أكثر من ستة أشهر من الاحتجاجات ضد نظامه اتهم المعارضة بأنها "سرقت" شعارات الشباب المتظاهرين الذين يشاركون في الاحتجاجات ضد نظامه وبأنها مؤلفة من "قلة قليلة من مخلفات الماركسية ومجموعة طالبان ومخلفات الإمام من الحوثيين وحزب الحق وهي نفس المعارضة التي ما فتئ يدعوها إلى الحوار و إلى اختيار اللجوء إلى صندوق الاقتراع كوسيلة للتغير.

ما لا يريد الرئيس اليمني أن يدركه بعد أكثر من ستة شهور على انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضد نظامه أن نظامه فقد عملياً السيطرة على العديد من المدن اليمنية وأنه بات يعاني ضعفاً مع انشقاق جزء من الجيش وقبائل ووجهاء على نظامه وأن مستقبل اليمن قد دخل بالفعل إلى المجهول نتيجة تشبثه بالسلطة ورفضه الإصغاء لمطالب الشباب اليمني الذي يطالب بالتغيير والإصلاح.

الشعب اليمني يعيش الآن ظروفاً في غاية الحساسية والتعقيد ويعيش وضعاً اقتصادياً صعباً ويشهد يومياً دلائل على اضمحلال سيطرة الدولة وفشل مؤسساتها في إدارة الحياة العامة للمواطنين وتوفير حاجاتهم فضلاً عن تفاقم الوضع الأمني في البلاد ما يستدعي من جميع اليمنيين مقاربة حقيقية ومخلصة للأوضاع في اليمن تقدم الانتماء لليمن الدولة والوطن على جميع الانتماءات العشائرية والقبيلة حرصاً على مصير اليمن ومستقبل أبنائه.

إن عودة صالح إلى اليمن دون التوصل إلى اتفاق سياسي يستند إلى المبادرة الخليجية ويضمن انتقالاً سلمياً للسلطة وهي المبادرة الوحيدة التي ما زالت مطروحة لحل الأزمة السياسية في اليمن يعني دخول البلاد كما قال أحد أعضاء اللقاء المشترك حرباً أهلية لن يربح فيها أحد.

إن الفرصة ما زالت سانحة حتى الآن على الأقل ليصغي الرئيس اليمني إلى مطالب الشباب اليمني الذي احتشد في ميادين التحرير في 17 محافظة يمنية ويقوم بالتوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص على تشكيل المعارضة حكومة مصالحة واستقالة صالح في فترة أقصاها شهر وتسليم السلطة لنائبه وإجراء انتخابات رئاسية في غضون شهرين وهي خريطة الطريق الوحيدة المطروحة في اليمن والتي تلقى دعماً إقليمياً ودولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى