من يقرأ الوثيقة الفكرية والثقافية التي نشرها الحوثيون بسعادة غامرة، سيجد أنها لم تأت بجديد، وإنما أكدت على إحياء "تراث" عنصري بغيض تدثر بالدين طوال أحد عشر قرنا، وظن البعض أنه قد مات بإسقاط الدولة التي قام عليها وحمته في نفس الوقت عام 1962م.
وقد صنع الحوثيون ومن وقّع معهم على الوثيقة خيرا باختزالهم لهذا الفكر المذهبي والذي اعتبروه عقيدة وبرنامجا لهم في بضع صفحات، إذ يسهل كثيرا على الباحثين معرفة برنامج الحوثي وأهدافه، وما من شك أن هذه الوثيقة بحاجة إلى قراءة نقدية وموضوعية وكشف جذورها وعلاقتها بمبادئ الإسلام ومذهب الإمام زيد وخطورة إحياء هذه الأفكار.. الخ، وهو ما سنحاول الإسهام به ولكن قبل ذلك ينبغي الإجابة على سؤال: لماذا ظهرت هذه الوثيقة الآن؟ وما هي خلفياتها ودوافعها وأهدافها، ولماذا لم يتحرج الحوثيون من نشرها، وكيف يعتبرونها مكسبا لهم؟
علماء صعدة والمذهب الهادوي
قامت دولة الأئمة الهادوية في اليمن على فكرة الاصطفاء الإلهي لذرية الحسن والحسين واحتكار الإمامة وقيادة الأمة سياسيا ودينيا فيهم وجعلوا ذلك من العقائد وأصول الدين التي جعلهم يكفرون ويحاربون من لم يؤمن بها أو يعارضها، وبعد نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م سقطت دولة الإمامة وبقيت الفكرة ولكن في حالة كمون وترقب في بطون الكتب وصدور عدد من العلماء الزيدية الذين استسلموا للأمر الواقع خصوصا بعد انتشار فكر الثورة والحرية والمساواة، بيد أن أفكار وتراث الإمامة بدأت تعود للظهور منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال إعادة طبع كتب الأئمة وتدريسها في بعض هجر العلم ومعاقله لدى الزيدية وخصوصا في صعدة، حيث استقر اثنان من كبار علماء الزيدية فيها (مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي) وكانوا أكثر نشاطا وشعبية خصوصا مع وجود التحدي السلفي بعد إنشاء مقبل الوادعي مركز الحديث بدماج.
ومع إعلان الوحدة عام 1990م والتي ارتبطت بالديمقراطية والتعددية الحزبية حاول بعض علماء الزيدية مسايرة العصر وركوب الموجة حتى لا يفوتهم القطار، حيث أصدروا بيانا هاما اعترفوا فيه بالنظام الديمقراطي وحق الشعب في اختيار حكامه بشرط الالتزام بالشورى والتداول السلمي للسلطة، ولم يقدموا نقدا جذريا لمبدأ حصر الإمامة في البطنين واعتبروا له ظروفه الخاصة. وأيا تكن المآخذ على هذا البيان إلا أنه قد مثل خطوة هامة وجريئة في المذهب الزيدي، إذ لم يجرؤ على نقد هذا المبدأ أحد من كبار علماء الزيدية المعترف بهم، باستثناء اجتهادات زيد الوزير التي كانت الأسبق والأكثر جرأة وعلمية من بيان علماء الزيدية، هذا البيان الذي وقع عليه عدد من علماء الزيدية في صنعاء وعلى رأسهم المنصور وعباس المؤيد وأحمد الشامي رفضه علماء صعدة وعلى رأسهم بدر الدين الحوثي باعتبار الإمامة وحصرها في البطنين عقيدة لا يجوز التخلي عنها وإن لم يتم تطبيقها لأسباب قاهرة كما هو اليوم.
حسين الحوثي وعلماء الزيدية
على الرغم من أن علماء وشباب الزيدية في صعدة وعلى رأسهم آل الحوثي كانوا في حزب الحق إلا أن فشلهم في انتخابات 93م جعلهم يخرجون من الحزب ويتجهون نحو العمل الثقافي والفكري ونشر مبادئ الإمامة الهادوية وتفعيل منتدى الشباب المؤمن الذي تأسس عام 92م وعلى الرغم من أن حسين الحوثي لم يكن على رأس المنتدى إلا أنه تمكن بسهولة من السيطرة عليه عام 97م وإبعاد أمينه العام محمد سالم عزان فما دام الأخير ليس من آل البيت فهذا كاف لينفض الشباب من حوله مهما بلغ من العلم ويلتفوا حول "ابن رسول الله" كما كان يطرح نفسه!! ولكنه واجه صعوبة في ضم الشباب الذين يتبعون علماء زيدية كبار من آل البيت إذ ليسوا على وفاق معه سواء في صعدة أو خارجها، حيث أن حسين ليس عالما بمنزلة أبيه أو منزلة هؤلاء لكنه عوض ذلك بتزكية والده الذي أعطاه الشرعية الدينية وظل يزكي كل اجتهاداته بما في ذلك الشعار والإعداد للجهاد.. الخ.
أخذ حسين الحوثي بعد ذلك يبني شرعيته في المحاضرات التي كان يلقيها على أتباعه حيث ركز اهتمامه على قضية الاصطفاء الإلهي وثقافة الغدير وولاية آل البيت وجهاد الأئمة واعتبر نفسه وريثا لهؤلاء الأئمة وخصوصا الإمام الهادي دون أن ينسى التعريض بمخالفته بما فيهم كبار علماء الزيدية القابعين في مساجدهم والمكتفين بدروس علم الكلام المأخوذ من المعتزلة والذي اعتبره أحد أسباب ذلة الزيدية المعاصرة، وأن ذلك لم يكن منهج أئمة آل البيت والأمر الذي فاقم الخلاف بينه وبين كثير من علماء الزيدية، وفي حين استطاع بمساعدة والده احتواء الخلاف مع مجد الدين المؤيدي، فإن خلافه مع العلماء الآخرين ظل يتفاقم، الأمر الذي دفع هؤلاء العلماء عندما أدركوا أن مكانتهم لدى الشباب بدأت تهتز وبدأ حسين الحوثي يفرض نفسه كشخصية كارزمية لدى شباب الزيدية، إلى إصدار بيان –قبل الحرب الأولى عام 2004م بأيام قليلة- ردوا عليه الاتهام بمثله بل وأشد منه فإذا كان حسين الحوثي قد اتهمهم ضمنا بالتقاعد والخروج على منهج الأئمة في جهاد الظالمين حبا في الدنيا فقد اتهموه صراحة بالخروج كلية عن المذهب الزيدي والإساءة لكل أئمة آل البيت بدءاً من الإمام علي بن أبي طالب وإلى عصرنا هذا!!
وقد استغلت الحكومة وأجهزتها الإعلامية هذا البيان بعد اندلاع الحرب الأولى في يونيو 2004م مع الحوثي، وروجت له على نطاق واسع بما يفهم أن البيان صدر لتبرير الحرب مع أنه لم يكن له علاقة بها البتة، وعلى الرغم من أن العلماء الموقعين على البيان قد أصدروا بيانات لاحقة أكدوا فيها براءاتهم من الحرب وإدانتهم لها بل ودافعوا عن حسين الحوثي وزيديته، إلا أن البيان ظل ولا يزال حجة كثير من خصوم الحوثي الذين يؤكدون خروجه عن الزيدية، كيف لا وهاهم أكثر من عشرة من أبرز علماء الزيدية وعلى رأسهم محمد المنصور وحمود عباس المؤيد وأحمد الشامي وصلاح فليتة -وحتى حسن زيد حشر نفسه بينهم- قد حذروا الأمة عموما وأبناء الزيدية خصوصا "من ضلالات المذكور –حسين الحوثي- وأتباعه وعدم الاغترار بأقواله وأفعاله التي لا تمت إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة وأنه لا يجوز الإصغاء إلى تلك البدع والضلالات ولا التأييد لها، ولا الرضا "بها أو من يقولهم منكم فإنه منهم" وهذا براءة للذمة.. بحسب ما جاء في البيان.
هل خرج الحوثي عن الهادوية؟
أعتقد أن من أخذ كلام علماء الزيدية على ظاهرة إما أنه كان يعلم الحقيقة ولكنه يتجاهلها مستغلا هذا البيان أو أنه بالفعل يجهل حقيقة الحوثي ومغتر بعلماء الزيدية خصوصا مع هالة التعظيم التي تسبق الحديث عنهم معتقدا أنهم لا يمكن أن يقولوا غير الحق، والحقيقة أن علماء الزيدية كغيرهم من علماء المذاهب يسود بينهم الحسد والتنافس وأسباب دنيوية أخرى فيغفلوا ذلك بغلاف العقيدة والمذهب لتصفية حساباتهم الشخصية، فعلماء الزيدية لا يختلفون عن خصومهم من علماء السلفية الذين ما إن يختلفوا حول مسألة فرعية حتى يخرج بعضهم بعضا من السنة والسلف إن لم يكن من الإسلام، وهذا ما فعله علماء الزيدية مع حسين الحوثي، صحيح أن الأخير قد شن حملة على علماء الكلام وعلى علماء الزيدية الذين اكتفوا بتدريسه وقعدوا عن استعادة الريادة لآل البيت كما فعل أجدادهم بحسب كلامه، يمكن ذلك أن لا يعني أنه ضد أئمة آل البيت، ويمكن القول إنه قد أساء إليهم فعلا لكنه لم يسيء لعلي بن أبي طالب كما زعموا بل إنه يتعامل معه كمعصوم وبعلو واضح! حتى نقده لهم لم يكن سوى محاولة لحثهم على دعمه وتشجيعه على الجهاد واستعادة دور آل البيت كما صرح به كثيرا في ملازمه، لقد كان يتقمص روح الإمام الهادي ويحاول تقليده حتى في انتقاده لآل البيت، فلقد انتقد الهادي آل البيت في عصره من الذين تقاعسوا عن نصرته لاستعادة ملكهم الضائع، حيث قال مخاطبا إياهم ومتحسرا لعدم مشاركتهم إياه هم الإمامة:
نَفَى النومَ عَن عَينَي هَم مُضاجِعُ
وخَطبٌ جليلٌ فَهُو لِلنومِ مانِعُ
وأرقَني أَن لا صديقَ ولا أخٌ
يُشارِكُني فيما تُحِن الأضَالِعُ
ثم يصف الحالة التي وصل إليها العلويون في حينه فيقول:
وآلُ رَسُولِ اللهِ قَد شَغَلَتهُمُ
عُيُونٌ وأَموَالٌ لَهُم ومَزَارِعُ
وحِقدٌ وإِحياءِ الضغَائِنِ بَينَهُم
ولَم يُجمِعُوا فِيهِ وَقَل التطاوُعُ
ولَم يَطلُبُوا إِرثَ النبُوةِ بِالقَنَا
ولَم يَمنَعُوهُ والرماحُ شَوَارِعُ
أَرَى حَقهُم مُستَودَعاً عِندَ غَيرِهِم
ولا بُد يَوماً أَن تُرَد الوَدَائِعُ
ثم يستثير فيهم الحمية ويمنيهم بملك عظيم إذا ما وقفوا معه وناصروه:
هَلُموا إلى مَا يُورِثُ الفَخرَ والسَنا
فَمَا عَز قَومٌ أَمرُهُم مُتَنازَعُ
فَلَو عَضَدَتنِي عُصبَةٌ طَالِبِيةٌ
لها شِيَمٌ مَحمُودَةٌ ودَسَائِعُ
إذاً مَلَكُوا الدُنيَا وَذَل عَدُوهُم
ولَم يُرَ في رَوضَاتِهِم وهو راتِعُ
لقد استلهم حسين الحوثي هذه المعاني ثم عبر عنها نثرا في ملازمه، لقد طرح نفسه الوريث الشرعي للهادي، وهو ما استثار حفيظة وربما حسد علماء أكبر منه سنا وأكثر منه علما رأوا أنه يسحب البساط من تحتهم مع أنه كان الأولى أن يرثوا لحاله لا أن يحسدوه، ورغم دفاعهم عنه في الحرب واستنكارهم لمقتله إلا أن خلافهم مع أتباعه استمر خصوصا مع تولي أخيه الأصغر عبدالملك قيادة الجماعة وهو لا يمتلك شيئاً من العلم أو الخبرة ولا يصل إلى مستوى حسين فضلا عن منافسي حسين، المفارقة أن كل طرف حاول أن يظهر نفسه على أنه وحده الحارس الأمين لتراث الهادوية وآل البيت بما في ذلك نظرية الاصطفاء الإلهي وحصر الإمامة في البطنين التي يفترض ان لا يفتخر بها أحد، لقد استغرب البعض مثلا كيف ذهب بدر الدين الحوثي في مقابلته مع صحيفة الوسط بعد الحرب الأولى للدفاع عن حصر الإمامة في البطنين واعتبار ذلك عقيدة وأن آل البيت لا يوجد من هو أتقى منهم وأصلح للحكم منهم وأن من ليس من آل البيت لا يحق له سوى الاحتساب فحسب. لم يكن هم بدر الدين ماذا سيقول خصومه عنه؟ وإنما كان يرد على منافسيه من آل البيت بل ومن آل الحوثي أنفسهم "عبدالعظيم الحوثي مثلا" الذين كانوا يتهمون أتباع حسين بالتنازل عن هذه القضايا في بعض تصريحاتهم الصحفية، ورغم تأكيدات بدرالدين الحوثي وهو مرجعهم الديني إلا أن محاولات أبنائه تفسير كلامه وعدم تأكيدهم على هذا المبدأ عندما كانت الصحافة تحرجهم جعلت عبدالعظيم الحوثي مثلا يتهمهم في مقابلته مع الأهالي قبل عامين بأنهم قد تخلوا عن مبدأ حصر الإمامة في البطنين وأنه وحده من ظل يجهر به ولا يخاف حتى أمام الرئيس السابق اليوم..
التصالح والتسامح الحوثي الزيدي
وجد منافسو الحوثي أنفسهم أمام حقيقة لم يعد بإمكانهم إنكارها فعبدالملك الحوثي وإن لم يصل إلى مستواهم علما إلا أنه أصبح قائدا لجماعة تسيطر على مناطق واسعة من الأرض، لقد أعطى لهم الأمل بإمكانية عودة الإمامة وإن بمسمى أنصار الله أو حتى الدولة المدنية إن اضطروا لتسميتها كذلك.
لهذا لم يجدوا بدا من حل خلافاتهم السابقة وخصوصا ما ورد في ملازم حسين وفتوى العلماء ضدها، لقد حدث ما يشبه التصالح والتسامح الذي حدث بين الطغمة والزمرة في الجنوب وتناسى الجميع خلافاتهم وصراعاتهم السابقة لمصلحة الجنوب الذي يضمهم جميعا، وهو ما حدث بين هؤلاء.
في وثيقتهم، حاولوا ردم الهوة وحل قضايا الخلاف عبر تبني القضايا التي كان يطرحها كل طرف وضمها جميعا للمذهب الزيدي، لقد أكدوا على ما كان خصوم الحوثي يأخذونه عليه من الشعار والعداء لأمريكا وإسرائيل وهو ما لم يألفوه من قبل، وما دام أن هذا الشعار والمنهج قد كانت ثمرته هذا التمكين فلا بأس أن يؤكدوا اليوم "أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين والوقوف في وجه المستكبرين هو من أعظم الواجبات الدينية المفروضة على الناس أجمعين وأن الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله وعلى رأسهم أئمة الكفر المتمثلين في زماننا هذا في أمريكا وإسرائيل ومن أعانهم ووالاهم ووقف في صفهم -كما ورد في الوثيقة، كان هذا الطرح أهم مضامين ملازم حسين الحوثي وقد أصبح في الوثيقة على رأس مسائل أصول الدين الذي يؤمن به المجاهدون وبعض علماء الزيدية وأتباعهم، هذا عن جديد الحوثيين فماذا عن قديم العلماء وهو تعليم المذهب والذي سخر منه الحوثي ومن القائمين عليه، هنا جاءت الفقرة التالية بعد الحديث عن جهاد أمريكا وإسرائيل لتؤكد أن تعلم دين الله وتعليمه فرض من فروض الله، وأن للعلماء الربانيين العاملين منزلتهم التي أنزلهم الله بها"؟ ولكن ماذا عن سخرية ونقد حسين الحوثي في ملازمه وهو ما يردده أتباعه للعلماء جميعا ومن ضمنهم بعض علماء آل البيت كما كان يقول؟
هنا تأتي الوثيقة بتبرير أو اعتذار غير مباشر للحوثي ومن اتهمهم وتحميل النقد لسواهم إذ نصت الوثيقة على أن "ما قد يقع من النقد للعلماء لا يقصد به علماء أهل بيت رسول الله وشيعتهم العاملين ولا علومهم وإنما من لا يرى وجوب الجهاد للظالمين ولا يوجب أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر بل يرى السكوت وطاعة من لا تجوز طاعته" وهنا يجب أن يعلم الجميع أن أي نقد إنما هو لعلماء غير آل البيت خصوصا ممن لا يرى وجوب الجهاد للظالمين، أي جهاد الحوثيين، وإذا كانوا لم يروا ذلك جهادا إلا متأخرين، فإن تنزيههم والدفاع عنهم من الحوثيين جاء متأخرا أيضا، وباختصار يقول الحوثيون لهؤلاء العلماء كنا ننتقدهم لأنكم لم تكونوا ترون ما نقوم به جهادا، وعندما تغير موقفكم تغير موقفنا ولكن لا داعي لنبش الماضي ولنتفق على أن نقد الماضي كان لمن ليس منا آل البيت، وهذا يكفي لإقناع الأتباع، وعلى هذا المنوال تمضي الوثيقة لتؤكد على ما أجمع عليه أئمة المذهب الهادوي في معظم القضايا وتعتبر أن ذلك "عقيدة أبناء المذهب الزيدي عموما ومن جملتهم المجاهدون وفي مقدمتهم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وبعض علماء الزيدية وأتباعهم"، بحسب ما ورد في الوثيقة التي يعتبرها الحوثيون نصرا لهم لأنها تؤكد أنهم جزء من الزيدية الهادوية باعتراف العلماء أنفسهم الذين أخرجوهم عام 2004م وما بعدها من الزيدية، ولهذا يعمل الحوثيون على نشر الوثيقة لأنها موجهة لأبناء المذهب الزيدي الذين تأثر بعضهم ببيان علماء الزيدية السابق.
- باحث يمني