آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

اليمن والحوار المسؤول

اليمن لن تقوم له قائمة إلا بالتوافق واستئثار واستشعار مسؤولية الحوار وهذه حقيقة يجب أن لا يغفلها أي عاقل يحب مصلحة اليمن، وهذا يعني أن أياً من يهدد بالانسحاب لن يوقف مسار أعمال المؤتمر بقدر ما يؤثر على مسار التوافق الوطني، وعليه فإنه من المهم أن يتحمل كل طرف وجهة نظر الطرف الآخر لأن الاختلاف وارد، ولكن بمزيد من الاجتهاد والحرص على الوطن ومستقبله سوف تُحل كل الاختلافات بين أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

من يقرأ الرؤى التي تقدم بها الحراك الجنوبي لمؤتمر الحوار الوطني قراءة معمقة سيجد أن تلك الرؤى انصب اهتمامها على نعي الوحدة، ومثل هذا الطرح وإن لم يخضع لمراجعة عقلانية ورصينة فإنه قد يؤدي إلى تفجير الحوار وإفشاله وجر البلاد إلى منزلق الفوضى والتشظي والانقسام، وإذا ما حدث ذلك، لا سمح الله، فحينها لن يفيد تحميل هذا الطرف أو ذاك المسؤولية أو القول إن الرؤى المتطرفة هي المسؤولة.

فالمسؤولية هي مسؤولية جميع اليمنيين الذين عليهم أن يستفيدوا مما يجري اليوم في عدد من البلدان العربية من فتن، وأن لا يسمحوا بتقويض فرص اتفاقهم على مشروع المستقبل وإفشال مؤتمرهم الحواري والعبث بوحدتهم التي لن تستقيم أية تسوية على الأرض بالقفز عليها.

إن التوافق السياسي هو الأهم في هذه المرحلة، باعتبار أن الحوار الوطني هو قارب نجاة الجميع. وإذا كان الأشقاء والأصدقاء والعالم قد وقف إلى جانب اليمن لحل الأزمة التي نشبت في البلاد منذ عام 2011م فإن الجميع لن يستمروا في مناصرة ودعم اليمن إذا لم يستشعر اليمنيون أنفسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وإرساء نظام سياسي جديد يرضى به الجميع ويكون ذلك دليلاً للأجيال القادمة.

إن الواجب المتحتم اليوم على كل يمني هو العمل على إنجاح الحوار الذي بات مسؤولية كل شخص يريد أن ينعم بوطن قوي آمن مستقر ومزدهر، إذ ليس وراء فشل الحوار إلا استمرار التنازع واستشراء الفساد.

زر الذهاب إلى الأعلى