كيف يمكن أن يصبح شاب لم يتعد الخامسة والعشرين من عمره اسطورة بطولية نادرة تتناقلها الأجيال ؟
علي عبدالمغني ذلك الطفل اليتيم الذي توفي والده وهو في الرابعة من عمره .
ذلك الطفل الذكي الذي التحق بمدرسة الايتام فكان أول من أسس فريق رياضي وأول من اوجد مجلة حائطية .
صاحب الذهن الصافي الذي استأجر دكان بجوار مدرسة الايتام ليعلم فيه ما يتعلم.
الجميع كانوا يتعجبون من كاريزما هذا الشاب هكذا قال لي الأستاذ أحمد جابر عفيف وهو يصف علي عبدالمغني كانوا يلتفون حوله كالنحل كان مؤثرا وفاعلا وصاحب منطق قوي وشجاعة لايضاهيها شجاعة.
وأنت تقلب وثائق الثورة اليمنية تتعجب وأنت تقرأ ما كان يخطه علي عبدالمغني يمتلك خطا جميلا بالرقعة وتعبيرات قوية حتى انك لتتعجب عندما تجد مسودات لأهداف الثورة اليمنية بخط هذا الشاب وعشرات الوثائق التي تظهر فيها توقيعاته.
بين الحين والآخر نسمع من الضباط المصريين شهادات تدهشك عن بطولة هذا الشاب والمخ التكتيكي التنظيمي الذي كان يمتلكه وتتعجب وأنت تقرأ تاريخه الذي صنعه خلال سنوات محدودة كان كل ما يملك فيها حبه لوطنه وإرادته القوية وشجاعته.
علي عبدالمغني الشاب الوحيد في تنظيم الضباط الأحرار فاز بقيادته لأربع مرات متوالية وأسس مع زملائه المدفعية التي كانت احد أقوى الأسباب التي ضمنت النجاح للثورة فتم تصنيفه على انه الدينامو المحرك لثورة سبتمبر بشهادة لجميع لبصماته في الخطة العسكرية المتقنة التي تمت وحتى وقت قريب كان مايزال هناك مارد الثورة تلك الدبابة التي ظلت شاهدا على شجاعة هذا الشاب لعقود طويلة.
لم يتزوج علي عبدالمغني وكان يقول دائما أهم شيء العرس الكبير عرس الوطن يقصد الثورة.
حتى بعد أن قامت الثورة لم يطالب بمنصب ولم يسع إلى جاه أو سلطة بل قرر التضحية والنزول لمواجهة اعتى الجبهات قوة تلك التي كانت تزحف للقضاء على الثورة في صنعاء.
عندما سألت الوالد الاستاذ احمد جابر عفيف عن علي عبدالمغني بدا متأثراً ودمعت عيناه وهو يحدثنا : “بعد الثورة كان علي عبدالمغني في اجتماع مع مجلس قيادة الثورة، قال لهم: (لقد بدأوا يزحفون نحو صنعاء للقضاء على الثورة فصمتوا جميعا ولم ينطق احد ، فضرب بقلمه على الطاولة وهتف: "إذن سأذهب أنا لمواجهتهم".
ويواصل الأستاذ أحمد جابر عفيف حديثه : " عندما خرج علي عبدالمغني وأخبرني بما حصل نصحته بألا يذهب، كنت أشعر أن هناك كميناً بانتظاره، قلت له: "أنت الشاب الوحيد في مجلس قيادة الثورة أرجوك لا تذهب" ، لكن علي عبدالمغني أصر على الحفاظ على الثورة التي كان الدينامو المحرك لها ، فاستشهد في ذلك الكمين بصرواح ولم يجدوا له جثة أو يعرفوا له قبراً حتى اللحظة.
رحمة الله تغشاك ايها الشاب البطل ورحمة الله تغشى جميع أبطال وشهداء الثورة اليمنية.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي