لقد تطورت أشكال الحروب اليوم وفق التطور التكنولوجي وأصبحت هناك حروب أشد من إرسال الجيوش ولا شك أن الصراع على النفوذ يجعل الأطراف تستخدم كافة نفوذها وإمكانياتها لتحقيق أهدافها وخاصة الدول التي لا مصالح أو صراعات لها أهداف مختلفة سواء كانت هيمنة سياسية أو اقتصادية أو أطماع توسعية أو طائفية أو عرقية وهذا ما نشاهده اليوم فالشباب العربي عرضة لمثل هذا وهو ميدان الصراع إذ أن الشباب الذي يحب الاستطلاع عن طريق الوسائل المختلفة من شبكات التواصل عبر الفيس بوك وتويتر والتغريدات...إلخ وبقاء هؤلاء أمام شاشات الكمبيوتر والهاتف المحمول وهو يرى كميات هائلة من الأخبار والقضايا التي تخاطب اهتمامات والمطلع.
وحيث أن سيكيولوجية الخبر تصاغ بأسلوب نفسي يخاطب رغبات ونفسيات هؤلاء فهو يؤثر ويستطيع أن يحقق أهداف أصحابه إذا جئنا إلى ثورات الربيع مثلا وكيف استطاعت الجهات التي أرادات لهولاء الشباب الذي تختلف اهتماماتهم ومعاناتهم والظروف التي مروا بها فإنها خاطبت كل باللغة اتي يفهمها ولذا نجد أنه هناك كانت أجندة للتغيير في المنطقة لتحقيق أهداف معيينة وكانت الأجواء محتقنة فتمت غرف العمليات والتغريدات قد حققت أهدافها ورغم الحظر الذي استخدمته الدول والحجب إلا أن التكنولوجيا قد أوجدت وسائل أخرى للخروج من هذا العائق ولذا نجد أن الثورات كانت تدار بهذا الشكل دون وجود أهداف فكرية أو برنامج أو غايات محددة وإنما كان المطلوب تغيير الأنظمة فقط ولا يهم ما بعدها وشاركت الأحزاب والقيادات المعارضة في هذا لتحقق ما عجزت عنه في صناديق الاقتراع أو التزوير أو أي شيء آخر.
ولأن هذه القيادات تحمل نفس فيروسات الحكم التي يحملها الحكام فقد عملت بما لديها من دهاء وبدفع من القوى التي تحرك هذا المشهد لتستطيع السيطرة وتحقيق الأهداف المرجوة من ذلك وكانت التغيير الشكلي قد أدى إلى ما يراد منه أضف إلى المرحلة الثانية من الأخبار وتزويرها وتزييفها لإيجاد الصراعات فتظهر مواقع بأخبار تخاطب النفسية والمزاج لدى من يقرؤها فهي تسرب أخبار اجتماعات وجلسات وقرارات وأحداث وقصص تعلم جيدا أنها تريح نفس المطلع عليها لما له من مواقف في هذا وتصرف النظر عن القضايا التي لا يرغب بها الأعداء ولذا نجد أن من أخطر الجهات تصديرا لهذه المعلومات والحروب الإلكترونية هي الموساد والشاباك في هذا الخصوص وتشمل جوانب وأخبار سياسية وأخبار اقتصادية وفتاوى وتصريحات دينية وسبق إعلامي إضافة للسلوكيات أضف إليها ألاعيب السحر وألاعيب الكسب السريع والعروض والإغراءات حول الجوائز والربح وتكوين الثروة والمشاريع وقصص النساء والزواج وكثيرا من ذلك.
ومن أخطر هذه الأشياء المراسلات مع أشخاص مجهولين لا يعرف الطرف الثاني عن الطرف الأول سوى الصداقة التي نشأت عبر المراسلة ولا يدري أن ذلك عدو من جهات أخرى أو كذلك سياسية الإشاعات التي تقوم بدور الصراع الطائفي والحزبي وبنشر الفتن وقصص التاريخ والصراعات وانشغال الناس والشباب بمعارك خاسرة تقود إلى استنزاف الطاقات والحروب الأهلية والعنصرية وثقافة الكراهية كما أن هذه الحروب تشمل نزع الثقة بين القبائل ومكونات المجتمع والدول المجاورة تمهيدا لجرها لصراعات وتفتيت أي محاولة للقاء والعمل المشترك الذي يضر بمصالح إسرائيل وإيران والدول الغربية وشركاتها التي تقف وراء ذلك ومن ذلك الهدف الأكبر وهو جعل قضية فلسطين والقدس والمقدسات آخر الأجندات ومسحها وإبعادها من العقول والأذهان وتمكين إسرائيل من تحقيق أجندتها بسلام ونشر ثقافة تجعل إسرائيل أقرب إلى العرب من بعضهم وصناعة وخلق غزوات داخلية وجعل القرارات والمواقف تقوم على قضايا سربت إلى هؤلاء على أنها حقائق من مصادر موثوقة فإنشاء المواقع والمشاركة في المقالات تحت مسميات مختلفة من طامح ومجتهد وحمدان الحمدان ومرة سعيد الحمدان ومرات أشياء كثيرة كلها مواقع للموساد يجب الحذر منها والتنبيه لها.
اليوم الصراعات التي تدور في معظم الدول العربية والمعلومات التي تنشرها وتتلفها الجهات الإعلامية والمواقع والشباب هي من هذا النوع وتهدف إلى تحقيق أحداث لأعداء الأمة والسبب عدم وجود حصانة وتحصين وحماية للفكر للشباب وغيرهم من هذا الغزو الخطير وأصبح الناس كحاطب ليل لا يعرف ماذا يحمل حطبا أم أفاعي أم عقارب وسط هذا الحطب ولذا لا بد من معالجة هذا الخطر والحذر منه خاصة وإيران التي لها أطماع في المنطقة قررت أن تكون طرف في تحقيق أجندتها وأسيادها في هذا المجال وإشعال منطقة الجزيرة العربية وتساندها إسرائيل في هذا المجال والإعلام وأجهزة الأمن الغربية ليست بعيدة عن هذا فمتى يوجد من يحصن ويحمي ويرعى شبابنا من هذه النار التي تحرق بدون تمييز.