[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

حضرموت تقدم لليمنيين علامة خارطة الطريق إلى المستقبل

سامي غالب يكتب: حضرموت تقدم لليمنيين علامة خارطة الطريق إلى المستقبل


محافظة حضرموت تقدم لليمنيين، جميعا، علامة على خارطة الطريق إلى المستقبل.

نأي عن دعوات الاحتراب ونفور من دعاوى المحتربين، وانشغال بتسيير شؤون الناس في الحدود الممكنة... أقول هذا مع كامل التقدير لناقدي السلطة المحلية من أبناء المحافظة.

بمساحتها وتنوعها وحواضرها وخصوصيتها، هوية وثقافة، فإن حضرموت تتيح - من وجهة نظري - فرصة التحقق من إمكان أن يتخلق يمن جديد (بالفعل لا بالوهم) يضمن لكل يمني العيش في وطن صغير وسعيد (محافظته) ووطن كبير ومهاب (اليمن)، بأوفر قدر من اللامركزية الإدارية أو بالقدر المعقول من "اللامركزية السياسية".

السنوات الـ6 الماضية، بمحنها التي عصفت بحياة الملايين، أظهرت هشاشة، وعدم واقعية، المشاريع المتقاتلة في اليمن: فدرالية الأقاليم الـ6 ومشاريع احتكار تمثيل اليمن (الحوثيون) أو جزء من جغرافية اليمن (المجلس الانتقالي).

الشعارات والعناوين مغوية لكن الواقع أقوى من أي شعار وعنوان، وقد تكفل منذ 2014 بتقويض صناعة الإجماع التي ازدهرت في المرحلة الانتقالية، الصناعة التي سوقت لليمنيين الأوهام، وأغوتهم بفراديس تتنزل فور الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني.

ما يجري في حضرموت يتيح فرصة أخرى، فرصة لمن يعمل عقله ويكبح عناده، لإعادة النظر في المشاريع الانقلابية التي يتصور مهندسوها أن في وسعهم إعادة صوغ اليمن طبق تهويمات؛ فاليمن لا يمكن أن يحكم بالتسلط العاصمي (دولة الغلبة) لكنه أيضا لا يمكن أن ينتقل إلى المستقبل ب"المعجزة" الهاديوية -نسبة للرئيس الذي يغط في سبات هني منذ سنوات. بل بالتدرج والتجريب واختبار المقولات ووضعها في محك الواقع كل يوم.

أظهرت هذا السنوات العجاف أصالة "الهوية اليمنية"، ومتانة النسيج الاجتماعي رغم كل حماقات الجماعات العصبوية على امتداد اليمن. فالناس العاديون في اليمن هم أنفسهم، بجمالهم وخيريتهم.
باستثناء المحتربين العصبويين، لم نسمع عن يمني عادي قتل يمنيا آخر، انظلاقا من دوافع هوياتية!
اليمن بلد منكل به، لا جدال.
بلد طريح، من أسف.
هناك في "المشرحة الاقليمية" من يسنون شفراتهم لانتزاع ما يمكن انتزاعه في غفلة من اهله.
اليمني العادي طريد في بلده وخارج بلده. لكن هذه الحرب، كما أي حرب، ليست أبدية. الأولوية الآن لوقفها، وإقناع المحتربين بالعودة إلى الحوار.
وفي الأثناء لا ضير في التمحيص في المشاريع المعروضة واستكشاف منافذ عبور إلى المستقبل، واقعية وآمنة ... التمحيص والاستكشاف من قبل المحتربين انفسهم ومهندسي المرحلة الانتقالية، ومن النخب الحزبية والناشطين المدنيين والاكاديميين والكتاب والصحفيين.

 

* من صفحة الكاتب على فيسبوك

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى