[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

إطالة أمد الحرب في اليمن تصنع جيلاً متطرفاً

منيرة الطيار تكتب: إطالة أمد الحرب في اليمن تصنع جيلاً متطرفاً


تستند التيارات المتطرفة في اليمن على بقاءها بتمديدها لأمد الحرب واشتغال نيرانها فأينما كانت هناك آمال لتوقف الحرب واحلال السلم والسلام وتعزيز العملية الديمقراطية لتداول السلطة تهرع تلك التيارات لتبرر زعامتها لتسلم راية الحرب بأنها السلطة المقوضة إلهيا والمدعومة سماويا مجبرة الناس على تحمل مشاق وعناء الحرب في فقدانهم أطفالهم ومساكنهم وقوت يومهم بدعاوى باطلة لا تخدم الا تجار الحروب والأسلحة .
إن الاستمرار في الحرب لا يعزز من بقاء التيارات المتطرفة فقط بل إنه يمكن أن يصنع جيلاً يخشى المضي قدما نحو تحقيق السلام وتداول السلمي لسلطة جيل متطرف لرأي ولمذهب يبيد كل من يختلف معه منقضين على السلطة مبريرين ذلك بالمصدر الإلهي للسلطة تحت نظرية الخلافة التي تعتبر الله هو المصدر الحقيقي للسلطة فيترتب على كون الحاكم يستمد سلطته من مصدر الإلهي لذا يحق له أن يكون الحاكم على غيره من البشر وأن تمضي قرارته على إرادة الشعب وهذا يعزز بقوة مبدأ الدكتاتورية ومناهضة الديمقراطية
لقد لعبت هذه النظرية دوراً كبيراً في التاريخ على مدى قرون إذ أنها اتخذت أشكالاً وصوراً مختلفة من كون اعتبار الحاكم مصطفى من الله دون الآخرين من الشعب كونه يستمد سلطته من الله مباشرة دون وساطة ولا يستطيع أحد منازعته في ذلك ومن يتجرأ على مخالفة ذلك فقد خالف إرادة الله ووجب قتله وإقامة الحد عليه.
لاشك أن الحرب الدائرة في اليمن ليست فقط شأناً داخلياً فقط أو صراعاً سياسياً بحتاً وإنما تندرج تحت تخطيط ومؤمرات خارجية لتزعز أمن وإقتصاد اليمن ولكن تسهم الأطراف السياسية اليمنية بشكل كبير في تمديد أجل الصراع والحرب كاسبة بذلك مقاعد في السلطة ومشاركة الثروات بمسميات شتى وكلهما في الحقيقة لا يخدما سوى مصالحهما الشخصية دون الشفقة على المواطن حتى بالفتات .
أصبح المواطن اليمني يتوق ليوم جديد لليمن تعود فيه الحياة والديمقراطية السياسية التي تمكنه من إختيار سلطته الحاكمة دون قيود دينية أو إملاءات خارجية لخيارته ليعم السلام والمساواة الاجتماعية وتحقيق العدالة الاقتصادية ولكن يبدو أن ذلك حلم بعيد المنال في ظل تعنت كبير من قبل كل الأطراف السياسية للقبول بحلول عاجلة للخروج من نيران الحروب.
يسعى الشباب اليمني اليوم بكل قوته للخروج من بوتقة الحروب والعثور على بصيص أمل لغد مشرق بعيدا عن السياسة والسيادة معلنين أن الحرب لا تحقق شيئا سواء الدمار والقتل للجميع دون منتصر وأن تقبل الآخر هو الحل وأن الديمقراطية السياسية هي الدولة الحقيقة كونها قائمة على إرادة الشعب .

زر الذهاب إلى الأعلى