[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

ما أحوجنا لدراما تاريخية يمنية

عادل الأحمدي يكتب: ما أحوجنا لدراما تاريخية يمنية


تخيلوا لو أن لدينا في اليمن مخرجا بكفاءة حاتم علي، مخرج صاحب قضية ومشروع، مستوعب تماما لتاريخ وبشاعة الإجرام السلالي الكهنوتي.. ولديه قوة إقناع للمنتجين الداعمين، وحسن اختيار للشخصيات والأزياء والأماكن، وإدارة كفؤة أثناء التنفيذ، وبجانبه سينارست عبقري يحمل نفس الهم.
إذا توفر لدينا في اليمن مخرج بهذه المواصفات نحتاج بشكل ملح وعاجل للمسلسلات والأفلام التالية:
- مسلسل نشوان الحميري
- مسلسل المطرفية
- مسلسل الملكة أروى
- مسلسل الطريق إلى أيلول
- مسلسل الحسن الهمداني
- مسلسل المظفر الرسولي
- مسلسل الدولة الطاهرية
- مسلسل خيوط الظلام
- علي عبدالمغني (فيلم)
- أحمد الثلايا (فيلم)
- جازم الحروي (فيلم)
- ثورة الزرانيق (فيلم)
- ثورة الفقيه سعيد (فيلم)
- معركة مجزر (فيلم)
- شمر يرعش (فيلم)
- علي بن الفضل (فيلم)
- غزال المقدشية (فيلم)
- المناضلة دعرة (فيلم)
- خالد الدعيس (فيلم)
- ملحمة السبعين (فيلم)
في بلادنا، ما أكثر المؤلفين والممثلين وما أقل المخرجين، أما المنتج فهو الغائب الكبير في المشهد.
في عام 1998، التقيت بمؤسسة باكثير، السينارست عبدالسلام الأكوع مؤلف مسلسل الإمام الشوكاني. لم ير المسلسل النور منذ 25 عاما. لا أدري أين هو الآن عبدالسلام، لكن الرجل تعذب كي يقنع التلفزيون بأهمية المسلسل.
في المقابل دفعت المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون مليون دولار مساهمة في إنتاج المسلسل السوري سيف بن ذي يزن في العام 2003، والذي كان فضيحة من الناحية السردية والفنية بسبب أنانية الشريك السوري الذي احتكر التأليف والإخراج والبطولة مع إشراك بسيط لممثلين يمنيين، وتوصلت لجنة تحقيق يمنية إلى ضرورة استبعاد 11 حلقة على الأقل لمخالفتها لحقائق التاريخ واعتمادها على الفنتازيا.
هناك في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون غرفة مليئة بالكراتين، كل كرتون فيه مسلسل مرجوم، لمؤلفين مات نصفهم قهرا.
بعد مسلسل الفجر لناصر العولقي رحمه الله، المنتج عام 1983، لم تنتج الدراما اليمنية شمالا وجنوبا أي عمل درامي وطني محترم.
في مايو الماضي تواصلت مع أحد الفنانين وأخبرني أنه منذ عام ونصف يجاهد في سبيل تمويل مسلسل "نشوان الحميري" بلا فائدة.. النص موجود لكن لا السلطات ولا القطاع الخاص تجاوبوا.
عمرو جمال، وليد العلفي، العبسي وغيرهم.. بإمكان كل منهم لو تشبع بالقضية أن يصبح حاتم علي آخر، لكننا نعيش في وطن لا يخلد ملاحمه ولا يكرم أعلامه ولا يحرس ذاكرته ولا يعرف قيمة الكتاب ما بالك بالدراما، نعيش بلا ذاكرة فنقع فريسة سهلة لكل لص مخادع.
اليوم لا يكفي أن يكون طفلك بعيدا عن دورات الحوثي التضليلية لأن إيران يمكن أن تصل هي إلى تلفونه عبر الدراما، ودون أن يعرف أن هذه الدراما دراما معادية ومضللة.
وفي هذه الأثناء يعكف الحوثة على إنتاج مسلسل عن المجرم الأكبر الدجال المؤسس يحيى بن الحسين بن طباطبا الملقب بالرسي، جاعلين منه نصف نبي.. يسابقون الزمن لتجميل قبحهم وغسل جرائمهم ويخصصون مئات الملايين من أموال الشعب في سبيل ذلك، بينما شعراؤنا في مارب، مثلا، يبدعون قصائد مذهلة ولا يحصلون على ريال واحد لتحويلها إلى أناشيد وزوامل مؤداة!!
تاريخنا اليمني كله أكشن، وليس كل الناس مستعدين يقرأوا كتباً، والدراما هي الأسرع وصولا في عصرنا، ولكم تنهدنا ليالي أنا والعزيزين محمد الاضرعي وعلي السعداني من تخشب وبلادة الحكومة والقطاع الخاص تجاه الدراما.
ذات يوم كنت في هذه المعمعة، معمعة الدراما، فالسعداني أخرج من تأليفي مسرحية القمة العربية عام 2009، وقبلها في معهد الفنون الجميلة بعدن كان العمل المسرحي الفائز هو (الفضائية اليمنية في قصر المعتصم)، من تأليفي وإخراج الأستاذ القدير جمال كرمدي وقد شاركت بلادنا بهذه المسرحية ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية ديسمبر 2008، كما عرضت مرارا في قاعة فلسطين بعدن وقاعة مركز البحوث بصنعاء.
السينارست العزيز عبدالرزاق الحطامي كان رفيق تلك المرحلة التي أنجزنا فيها عشرات الأعمال المعروضة بالمسرح وخصوصا مسرح دار الأيتام بصنعاء، ولا واحد منها موثق تصويرا باستثناء (الرحمة المهداة)، أول عمل درامي بعد تخرجي من الثانوية بشهرين، 1995.
علينا من الآن التفكير بدراما يمنية هادفة تشرح لهذا الشعب الكريم من هو، وكيف تم خداعه.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى