[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

نهزم مشروع الإمامة بالانتصار لكل يمني جمهوري

اللواء حسين العجي العواضي يكتب: نهزم مشروع الإمامة بالانتصار لكل يمني جمهوري


المسافة التي تفصل بيننا وبين جمهوريتنا في العاصمة صنعاء. هي نفس المسافة التي تفصل بين معالي وزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي والمناضل السبتمبري الأكتوبري الكبير أحمد صالح الصوفي الذي يرقد ولشهور طويلة في مستشفى السلام القريب جدا من مكتب وخط سير الوزير الذي رجوناه من خلال غيرنا، وبشكل مباشر من قبلنا، كي يقوم بزيارة اللواء الصوفي ونقله للعلاج بالقاهرة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
المناضل أحمد صالح الصوفي ابن منطقة عين مديرية بيحان محافظة شبوة، قائد لواء الوحدة أثناء حصار السبعين يوما. كان قائدا لكثير من الضباط الذي سطعت نجومهم وفي مقدمتهم الشهيد علي عبدالله صالح الذي كان قائده في لواء الوحدة وقائده في منطقة البقع حسب مذكرات للرئيس علي صالح.
كما أن المناضل الصوفي من أبطال الكفاح ضد المستعمر واستحق وسام النيل من الزعيم عبدالناصر رحمه الله.
ومن المعيب أن يظلم ويهمل في حياته كما ظلم وأهمل في حياته ومماته زميله ورفيق دربه المناضل عبدالله مساعد الطاهري المصعبي واللذان أيدا معا الثورة السبتمبرية من أول يوم واستقبلهم الزعيم عبدالله السلال وأعضاء مجلس قيادة الثورة وأوكلوا إليهما بعض المهام التي تخدم الثورة، ولعبا منذ ذلك الحين أدوارا بارزة في انتصار الجمهورية وهزيمة الإمامة.
الجمهورية والثورة، يا ربعي وقومي، سلوك ومعانٍ ومفاهيم ومواطنة متساوية بل نظرة متساوية.
لن نهزم مشروع الإمامة دون إنصاف هؤلاء الأبطال والاهتمام بمن لا يزال على قيد الحياة منهم.
وتالياً نبذة مختصرة عن المناضل أحمد صالح الصوفي:
اللواء متقاعد أحمد صالح الصوفي مناضل سبتمبري لا يشق له غبار.. خدم الوطن وقاتل في صفوف الثورة والجمهورية منذ ميلادها الأول.
بدأ الصوفي حياته العسكرية عريفا في البرانية بقيادة صالح بن ناجي الرويشان أمير البيضاء في العهد الإمامي البائد وتحديدا العام 1959م.
ومع اشتعال شرارة الثورة السبتمبرية في السادس والعشرين من سبتمبر 1962، وجه الصوفي وزملاء له، بيان تأييدٍ ومناصرة للجمهورية في يومها الأول، فتم استدعاؤه على وجه السرعة مع مندوب من مجلس قيادة الثورة اسمه صالح المجاهد يرافقه الشيخ عبدالله مساعد المصعبي وأخوه صالح مساعد.
وصل إلى صنعاء واستقبله المشير عبدالله السلال وصالح الأشول ومحمد الأهنومي وسعد الأشول وعبدالله عبدالسلام صبرة، ونظرا لإخلاصه ووطنيته تمت ترقيته إلى رتبة ملازم أول.
في أوائل العام 1963 التحق الصوفي بمدرسة المشاة والحرس الوطني.. تدرب ودرّب وشارك في فتح طريق الحديدة بعد مقتل نبيل الوقاد والمدرسين المصريين. وفي العام 1964 شكل الصوفي لواء الوحدة وعين قائد السرية الأولى من الكتيبة الثالثة. وفي منتصف العام نفسه سافر الصوفي إلى القاهر لإكمال دراسته العسكرية، ونظرا لتميزه حصل على وسام النيل من الدرجة الثالثة من قبل الرئيس جمال عبدالناصر.
لم يقتصر نضال اللواء أحمد صالح الصوفي على الجزء الشمالي من الوطن وحسب، فبعد أن اطمأن نسبيا لنجاح ثورة سبتمبر في الشمال، اتجه للنضال مع رفاق الكفاح من اليمنيين في الجزء الجنوبي، وفي أوائل العام 1965 اتجه للعمل السري في جبهة التحرير في لحج والضالع وبيحان بحكم قدرته ومهاراته العسكرية.
تدرج الصوفي في عدة مناصب عسكرية بينها قائد الكتيبة الثانية وقيادة المحور الغربي طريق الحديدة ضمن لواء الوحدة في أواخر حصار السبعين، ثم عين أركان حرب لواء الوحدة وكان حينها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضمن قيادة المدرعات في لواء الوحدة، أي أن صالح كان مرؤوسا للصوفي، وقد أكد صالح في بعض أحاديثه أن الصوفي كان قائده في معسكر البقع.
في العام 1968 عين الصوفي قائد لواء الوحدة قبل أن يعين قائدا لمنطقة البقع عام 1971م وكان من الأوائل الذين أسسوا منفذ البقع الحدودي.
وفي العام التالي عين نائبا لقائد لواء صعدة، قبل أن ينتقل إلى لواء إب ثم إلى اللواء الأول مشاة الذي عين قائدا له، فضلا عن عديد مناصب عسكرية عليا تقلدها الرجل إلى أن أحيل إلى التقاعد العام 2000.
ورغم هذا الرصيد الوطني الكبير والناصع، فقد ظل لشهور طويلة يعاني الآلام بالقرب من مقر وزارة الدفاع في مارب، ويفترض أن أمثاله من الرجال الذين وهبوا الثورة والجمهورية زهرة أعمارهم، يفترض أنهم يرفعون فوق الرؤوس وفي أحداق العيون لأن الوفاء لهم وفاء لكل المبادئ والمكاسب الوطنية التي نقاتل لاستعادتها اليوم، ويقينا أننا لو تسلحنا بهذا الوفاء المستحق ما فقدنا جزءا عزيزا من الوطن نبذل في سبيل استعادته اليوم خيرة أبنائنا.
الصورة من زيارتي الأخيرة له قبل أسبوع في مارب، و إلى جانبها صور تظهر المفصل الاصطناعي الذي خرج من الورك دون اي تدخل جراحي. يا له من رجل صلب وصبور، . والله المستعان.

اللواء حسين العواضي مع اللواء أحمد صالح الصوفي
اللواء حسين العواضي مع اللواء أحمد صالح الصوفي (فيسبوك)

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى