[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

الشعر والثورة في اليمن

ثابت الأحمدي يكتب عن الشعر والثورة في اليمن


الشعر لزيم الثورات كل الثورات، ومنها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المعظم؛ لسببين:

الأول يتعلق بالشاعر نفسه، باعتباره مثقفا منحازًا لضمير الأمة وخيارات المجتمع، كغيره من الفئات الاجتماعية الأخرى.

عناوين ذات صلة

الثاني يتعلق بالشعر نفسه، فطبيعة الكلمة المنظومة شعرا غير الكلمة المكتوبة نثرا. للشعر حلاوته وطراوته، وهو يعمل في القلوب والعقول عمل السحر. وكم ألهب الشعراء بشعرهم من عقول وقلوب..

فيما يتعلق بشعر 26 سبتمبر 1962م لا أظنه يبتعد عن شعر ثورات تلك المرحلة كثيرا، كان كلاسيكيا متجددا في أغلبه، وبين يدينا من شعراء مصر في تلك المرحلة صلاح جاهين الذي امتد متدفقا بالشعر حتى بعد النكسة. وفي العراق أيضا يظل اسم الشاعر محمد مهدي الجواهري متصدرا المشهد الثوري.

في اليمن لم يبتعد المشهد عن سابقيه. كان الشعرُ أحد روافد الثورة ومحرك وجدانها، منذ الأربعينيات فالخمسينيات حتى تفجرت قصائده حمما غاضبة لا تقل عن تفجر الجبهات العسكرية، وبين يدينا إلى جانب الزبيري أشهر الشعراء الجمهوريين آنذاك أيضا البردوني في قصيدته الشهيرة ومطلعها:

أفقنا على فجر يوم صبي
فيا ضحوات المُنى أطربي

أتدرين يا شمس ماذا جرى؟
سلبنا الدجى فجره المختبي!

وإلى جانب البردوني المقالح وعبدالله حمران ومحمد سعيد جرادة ولاحقًا الشاعر عبدالله معجب الذي مثل امتدادا ثوريا بقصائده الرنانة في الثمانينيات. وفي التسعينيات تبدى شعراء كثر، منهم الشاعر محمد إسماعيل الأبارة، وغائب حواس وغيرهما، واليوم لدينا من الشعراء السبتمبريين الشباب عامر السعيدي وزين العابدين الضبيبي ويحيى الحمادي وعادل الأحمدي وآخرون كثر.

وقد اتسم شعر هؤلاء بصدق الانتماء للقضية الأم، لسبتمبر الثورة، لسبتمبر الحياة التي ولدت من جديد؛ لأن ثورة سبتمبر 62م لليمنيين قد أوجدتهم من العدم، فكان الشعرُ صادقا فياضا بحجم المعاناة وبحجم الحدث الذي أزاح ظلامات القرون.

ثمة قصائد كثيرة تمثل أيقونات سبتمبرية رائعة لعل أهمها "حكاية سنين" للبردوني وهي أطول قصائده الشعرية وفيها لخص القضية اليمنية كاملة، وفي ختامها رثى الزبيري بأحر مرثية. قصائد كانت تنطق بلغة الشعب، وتخاطب الشعب، لم يتم توظيفها التوظيف الإيجابي الخلاق للأسف الشديد، وهذا هو سر نجاح سبتمبر الثورة/ الفعل، وإخفاق سبتمبر الثقافة.

وعلى أية حال.. سيظل الشعر أحد روافد وموجهات الروح الوطنية للناشئة من الجيل الجديد، وعلى ذوي الاختصاص في الثقافة والتربية والإعلام توجيهه التوجيه الصحيح ليتم تنشئة الجيل على ثقافة وعقيدة سبتمبر المعظم.

اقرأ أيضاً:

زر الذهاب إلى الأعلى