[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إيران.. بداية النهاية!

إيران التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، عندما تعرضت للهجمات الإرهابية الأخيرة في منطقة سيستان وبلوشستان، بدت كالثور الهائج الذي يتخبط بنفسه، فأطلقت تهمها الجاهزة على كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، على رغم نفي الدولتين لهذه التهم.

ثم صبت جام غضبها على باكستان بعد أن أعلنت جماعة «جند الله» مسؤوليتها عن الحادث، وهكذا ترى دائماً من منظورها الذاتي أنها ضحية مستهدفة من العالم سواء كان عربياً، أو إسلامياً، أو خليجياً، متناسية أنها هي التي كانت ومازالت تصدّر الإرهاب، في كل اتجاه، واعتقدنا أنها بعد هذه الأحداث ستغير من سياساتها وتعيد النظر في علاقاتها السيئة مع الدول، وتنظر إلى أوضاعها المتفجرة في الداخل، ومع أن العالم لم يقتحم شؤونها الداخلية، إلا أنها أعطت لنفسها الحق في التدخل في شؤون كل الدول العربية بدءاً من فلسطين وليس نهاية باليمن، بمساندتها الحوثيين فيه ودعمهم بالمال والسلاح لقتل الأبرياء والتمرد على الدولة، كما دخلت إلى فلسطين من منطلق الدفاع عنها، فأوجدت «حماس» لتكون معولاً للخلاف بين الفلسطينيين أنفسهم، وبدلاً من أن تجمعهم على كلمة واحدة جعلتهم لقمة سائغة سهلة بفم إسرائيل متى شاءت، وكما زرعت «حزب الله» في لبنان حتى أضحى هو الآخر مكبلاً بأعباء الخلاف والفرقة، فتعطلت منجزاته، وغابت شمسه بوصفه دولة عربية حرة مستقلة، ولا يخفى على العقلاء تحرشاتها بمصر ومحاولاتها المتكررة إيجاد بؤر تستطيع أن تصل منها إلى مقتل تضغط به عليها، أما العراق، فلا أحد يجهل الأدوار التي تقوم بها هناك لضمان عدم استقراره وأمنه، وهذا ليس خافياً بل وبتصريح معظم قادته وساسته، وتحذيراتهم المستمرة لإيران بعدم التدخل في شؤونهم الداخلية.

وقبل أن تكون لها طموحاتها النووية – التي نتج عنها عزلتها عن العالم بسبب سلبيتها ووضعها العراقيل أمام أي وسيلة للتسوية - كان لها طموحاتها في السيطرة على دول الخليج العربية، بدءاً من إصرارها على تسمية الخليج العربي «بالفارسي» واحتلالها لبعض الجزر الإماراتية، وتحرشاتها المستمرة بمملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، التي عانت كثيراً من استفزازاتها، خصوصاً في مواسم الحج، التي لا تمر إلا وقد أعدت إيران لها مخططاً من شأنه زعزعة الحجيج، وصرفهم عن مناسكهم، وتسييس الموسم بالخطب، والمظاهرات، كما حدث في أعوام سابقة، باءت بالفشل أمام وعي الحجيج، وحرص المملكة على راحتهم، وخدمتهم، وإبعادهم عن كل ما من شأنه تعكير صفو حجهم، وتفريغهم لأداء مناسكهم، وها هي ذي الآن ونحن على مشارف الموسم تبدأ عادتها القديمة الدائمة بمحاولة الاستفزاز على لسان ساستها، الذين يدعون الناس أن يحجوا إلى «مشهد» في بلادهم، بحجة أن أرض الحرمين باتت أسيرة للوهابيين، مع علمهم الشديد بأن محمد بن عبدالوهاب مصلح ديني وليس صاحب مذهب، ولا يوجد من هذه الخزعبلات البائسة التي تدور في عقولهم سوى وسوسات الشيطان لهم، كما وسوس قديماً «لأبرهة الحبشي» فبنى كعبة في اليمن، ليحج الناس إليها، وأراد السوء ببيت الله الحرام وصرف الناس عنه، فجعله الله عبرة لمن اعتبر، وستظل المملكة حامية، وخادمة، لبيت الله وضيوفه، وحجاجه، وشوكة في حناجر أعدائه، لا بأقوالها بل بأفعالها التي يراها العالم، خدمةً، وأمناً، واستقراراً، وتيسيراً.

ترى ماذا تريد إيران من العالم؟ وماذا تريد من صرف الناس عن بيت الله؟ وهي تعرف جيداً أنه لا نجاة لمن يحاول أن يكيد لله وبيته، وإن تكن جاهلة فلتستحضر التاريخ، ولتتذكر الطير الأبابيل... ويا ترى، هل هذه بداية النهاية؟

زر الذهاب إلى الأعلى