[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

فتنة داعش ويقظة العراق

لقد عانى العراقيون من ظلم وطغيان النظام الطائفي المتعصب الذي يُذكر بأيام العصور ‏الوسطى في الأيام التي ‏كانت الناس تموت بالجملة لسبب انتمائهم المذهبي في أوروبا، وظلت ‏عملية التطهير العرقي في الجنوب وبغداد ‏حيث تم شراء وتهجير قسرى للسكان السنة في ‏بغداد والجنوب لإقامة دولة شيعية تطالب في المستقبل ‏بالانضمام لإيران إضافة إلى توطين ‏عدد مئات الآلاف من الإيرانيين إلى العراق وكان هؤلاء أغلبهم عسكريين ‏ومذهبيين بهدف ‏إعادة تشكيل جديد للعراق بأسلوب جديد يخدم مصالح إيران التي قدمت لها الولايات ‏المتحدة ‏هدية لم تكن تحلم بها.‏

لاشك أن السنة الذين حرموا من أبسط حقوق الإنسان قد تعرضوا لقهر وانتقام وظلم متعمد ‏من نظام المالكي ‏وقاسم سليماني المندوب والوالي الإيراني في العراق يذكرنا بأيام بريطانيا ‏عندما كانت سابقاً. وللأسف إن العرب ‏يتجاهلوا هذا الأمر بهناك مخطط بشع ينتظر المنطقة ‏وكذلك خطة تغيير خارطة المنطقة لصالح أعداء الأمة الذين ‏يريدوا أن تكون هناك قضايا ‏وأزمات دائمة متفجرة وتحقيق أمن وتفوق إسرائيل بأقل التكاليف. ‏

ولكن رغم هذه الكوارث التي حلت بالعراق الشقيق وسكوت الجميع ومساعدة الدول الغربية ‏وتجاهلها عمداً ‏لصالح الدور الإيراني الذي أصبح مكشوفاً في العراق على يد رجالات إيران ‏وتعيين قاسم سليماني حاكماً ‏للعراق وتصفية القيادات العربية السنية ضمن المخطط الذي ‏رسمته إيران وهي تحاكي وتسير على نفس الطريق ‏الذي تمارسه إسرائيل في الأرض المحتلة ‏ومارس الغرب ممثلاً بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعبة الحاوي مع ‏الدول العربية ‏بإشغالهم ببرنامج إيران النووي (5+1) و (6+2) واتفقوا واختلفوا ولقاءات وتصريحات كلها ‏‏خداع لإشغال الناس وإلهائهم عن الدور الذي يمارس في سوريا والعراق وحيث سمح الغرب ‏لإيران بإدخال ‏الأسلحة وصناعة الجماعات المتطرفة كداعش وهي لعبة وخدعة حتى يقول ‏العرب إيران والمالكي أرحم من ‏داعش ولهزيمة القبائل ووقف الدعم عنهم.‏

‏ تماماً بعد نجاح صناعة هذه الجماعات في سوريا لضرب المقاومة ‏والتحالف فقد صنعوا هذه ‏الجماعات لعدة أسباب أهمها ضرب وقتل القيادات السنية ، استنزاف المقاومة في ‏سوريا ‏واستنزاف الهبة والحركة الشعبية للقبائل العراقية وقطع الطريق أمام أي دعم من الدول ‏العربية لصالح ‏العشائر والقبائل السنية والتمهيد لفصل الأكراد وتقسيم العراق وتهجير السنة ‏إلى الأردن تماماً مثلما فعلت ‏إسرائيل مع الفلسطينيين وفتح الهجرة للإيرانيين للعراق في ‏البصرة والنجف وغيرها وتحرك قوة كتائب بدر ‏وغيرها للقيام بتهديدات واستعراض وتناسي ‏الخلاف بعد فتوى السيستاني. ‏

وهناك محطات بالعشرات هدفها ‏تشويه المقاومة الشعبية وتلميع وإظهار داعش أنها المقاومة ‏ونسبة انتصارات القبائل والشعب العراقي لداعش ‏للضغط على الدول العربية. الدور الإعلامي ‏السيئ وضعف الإعلام العربي ساعد على ما يريده الغرب وحبيبته ‏المفضلة إيران التي ‏أصبحت الطفلة المدللة بعد إسرائيل ولم يعد شيء خاف خاصة بعد أن سالت ألسنة ‏الشركات ‏الغربية والشركات الإسرائيلية بلعابها لهذا المشروع المغري.‏

وقد آن الأوان أن يعرف الناس أن داعش والجماعات المتطرفة التي يتم صناعتها والتي تقوم ‏بأعمال الإرهاب ‏هدفها وصم الشعب العراقي ورجاله الأحرار بالإرهاب ومحاربتهم. على ‏الجميع أن يستيقظ من هذا الخطر ‏وستصبح داعش وهي لعبة مكشوفة واسم وهمي نموذج ‏يطبق في عدة دول عربية وهو ما يجري في ليبيا واليمن ‏وغيرها صناعة الجماعات المتطرفة ‏لعبة قديمة ليسهل الأمر ويزودوا بالمال والسلاح للقيام بأعمالهم تجاه هذا ‏الخطر الداهم وهذه ‏الفتنة ويجب توضيح الحقائق للشعوب المغلوبة على أمرها ومقاومة هذه الأخطار، وعلى ‏‏العقلاء وخاصة الإعلاميين ورجال الفكر ورجال الدين أن يحذروا ويوعوا الناس عن هذا ‏الخطر ومن هذه ‏الجماعات ومن يقف ورائها وأهدافها.‏

زر الذهاب إلى الأعلى