[esi views ttl="1"]
arpo28

تحليل للأحداث التي وقعت في السفارة الأمريكية بصنعاء

السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه -ابتداء- على أنفسنا، إزاء اقتحام السفارة الأمريكية في اليمن ونهب محتوياتها، وتخريبها؛ هو: كيف تمكن جماعة المحتجين من اقتحام مبنى السفارة بهذه السهولة؟!

فالكل يعلم أن السفارة محاطة بحواجز أمنية منيعة، مادية وبشرية، ومن جميع الجهات، ويحيط بها أكثر من سياج أمني إلكتروني، فضلا عن ما تتمتع به قوة الحماية من كثافة في العدد والآليات، وكذا الخبرة والمهارة النادرة في الأداء، يما يتيح لها على الأقل منع مجموعة المحتجين من الاقتحام، حتى وصول التعزيزيات الأمنية، أيّاً كان مصدرها.

تابعتُ الصور التي التقطت للمحتجين، والبث المباشر للحدث، وشرح لي بعض المراقبين الذين عاينوا المكان عن قرب، وتتبعوا مجريات ما جرى ويجري هناك، حتى الساعة، وخرجت بالآتي:

-معظم المحتجين، شباب أغرار، ولا تبدو عليهم ملامح التدين، التي تتصف بها جماعات دينية معروفة، لكنه سُمعت في أوساطهم هتافات تردِّد شعارات دينية لجماعة الحوثي، وهذا يعزز ما صرح به مراسل قناة سكاي نيوز الإخبارية، محمد القاضي، عندما وصف أولئك المحتجين، ب"أنهم من جماعة الحوثيين" وهو أول مراسل يتصل هاتفيا بقناة إخبارية عالمية، وقد تابعت بنفسي ذلك، حين كانت كل القنوات الإخبارية المشهورة، منهمكة بنقل مجريات لقاء الرئيس المصري محمد مرسي، مع رئيس المفوضية الأوروبية.

-أُجزم أنه قد اندس بين جماعة المحتجين، بعض الناهبين الذين ليس لهم من الأمر شيء، سوى تحقيق مكاسب مادية أنانية رخيصة، وقد كان لهم ذلك، كما أن البعض الآخر، سواء كانوا منظّمين سياسيا في أي من الأحزاب، أو غير متحزبين؛ قد اندفعوا تحت تأثير العاطفة الدينية التي لم تجد لها من سبيل سوى التعبير بالاحتجاج لما تعرض له الرسول الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، من مساس بشخصه الكريم، من قبل منتجو الفيلم، الذي أثار ردود أفعال إسلامية غاضبة تجاه الغرب والولايات المتحدة تحديدا، وأن هؤلاء الشباب لم يكونوا يدركون تطور الموقف إلى أن يبلغ هذه الصورة.

-على غرار ما حدث في بنغازي، في ليبيا، وفي القاهرة أيضا، يوم أول أمس تجاه السفارتين الأمريكيتين؛ فإنه من الغباء واللا مبالاة والتقصير، أن لم تستشعر الأجهزة الأمنية اليمنية الخطر القادم على السفارة الأمريكية، فتتخذ الإجراءات الوقائية من أي أعمال تخريبية قد تستهدف السفارة الأمريكية في صنعاء، فتعاملت مع الموقف ببرود كبير، وحالة مريبة، بحيث تضع القائمين على أجهزة الأمن اليمنية، وكذا الأجهزة القائمة على حماية السفارة، أكثر من علامة استفهام وتعجب!!
-
والحقيقة الناصعة أن وزير الداخلية اليمني، بكل أجهزته الأمنية والوقائية، يقدم صورة فاشلة يوما إثر يوم، للأجهزة الأمنية اليمنية، التي يقع على عاتقها، توفير نسبة كبيرة من الأمن القومي اليمني، الذي تسهم في استتبابه أجهزة أخرى، ومنطومات متعددة.

أخيرا، أوجه الدعوة، والنصح، والمشورة الصادقة، لفخامة الأخ رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، بإقالة كل من: وزير الداخلية والأمن، ومدير أمن العاصمة، بصورة عاجلة، والتوجيه بإعداد خطة أمنية للبلاد، وللعاصمة على وجه الخصوص والأولوية، في هذه الظروف الاستثنائية والدقيقة، وتشكيل لجنة من رئاسة الجمهورية لبحث المسألة، وتقديم النتائج خلال أسبوع واحد لا أكثر.

*باحث في شئون النزاعات المسلحة، ومهتم بقضايا الأمن والشئون العسكرية

زر الذهاب إلى الأعلى