[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

كتاب ومثقفون يمنيون يهاجمون دعوات الفيدرالية ويعتبر الرضوخ خيانة

كتاب ومثقفون يمنيون يهاجمون دعوات الفيدرالية ويعتبر الرضوخ خيانة


ارتفعت وتيرة الانتقادات اللاذعة التي تهاجم دعوات الفيدرالية وإنهاء الدولة البسيطة في ‏اليمن مطلقين أوصافاً ساخرة من المبشرين بهذا الاتجاه، وذلك مع توجه قوى ‏مشاركة في ما يسمى "مؤتمر الحوار الوطني" المنعقد في صنعاء إلى إقرار هذا التقسيم. ‏

ووصف الكاتب السياسي والصحفي سامي غالب الفدرالية بأنها "دين جديد"، وقال إن ‏‏«الفدرالي اليمني، على الأغلب الأعم، هو الجيل الجديد من "الوحدوي الفوري" الذي كانه ‏‏المناضل اليساري والقومي في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي:‏ هو تبشيري، يميل ‏إلى الوعظ وهداية القوم الضالين إلى الدين الجديد، وهو، بالتالي، آخروي ‏يعد مواطنيه بجنان ‏وفراديس من دون ان يقول بالضبط كيف، إنه بطريقة ما "نبي" (مدعي ‏نبوة بالأحرى) ‏يتوجب تصديقه واتباعه. لا يهتم بالتفاصيل ولا يعنيه جدول اعمال "اليوم ‏التالي"، اليوم التالي ‏لتقويض فكرة "الدولة" في "يمن المبادرة الخليجية"».‏

وأضاف غالب في مقالة على صفحته بموقع فيس بوك أعاد نشوان نيوز نشرها، تحت عنوان ‏‏"الفدرالية بما هي أفيون الشعب اليمني".. أضاف أن «الفدرالي اليمني مراوغ شيئا قليلا. ‏يعلي من شأن الفدرالية لأنه لا يطيق "الانفصال" ويريد أن ‏ينفك من "الزيود". إنه اليمني ‏الأكثر بدائية وعصبوية واستعلائية ولا عقلانية من أي "زيدي" ‏أو "انفصالي".‏إنه مروج في ‏شبكة محلية لصنف جديد من الافيون اسمه "فدرالية"!‏».‏

أما الكاتب محمود ياسين فقد وجه تساؤلاً إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، ‏معتبراً أن موافقته على التقسيم إلى أقاليم يعتبر خيانة، وقال: "يشعر بعضنا انه بحاجة ليقول ‏للرئيس: أهذا قسمك الدستوري بحماية البلاد؟ أي حكمة سياسية في مراضاة الحراك وتفويت ‏فك الارتباط بمقترح فكفكة البلاد إلى أقاليم؟".‏

مضيفاً في المقال الذي نشر على صفحته وينشره نشوان نيوز إن "هذا خطر للغاية ولن ‏تخضع الأقاليم كما تعتقد فخامتك لفيدرالة حول الدولة المركزية.. ذلك ان الاقاليم ستكون ‏الوعاء الأمثل لكل النزعات البغيضة وستتفتت اليمن لنستيقظ يوما بلا وطن". ‏

مؤكدا: "أن يتبنى رئيس الدولة مشروعا كهذا فذلك يدفع بعضنا للاحساس بهلع ذلك الجندي ‏الذي يراقب الحل على هيئة تمزيق كل الذي قاتل من اجله يوما، ولقد عرف تاريخ العالم ان ‏الاقاليم قبل الدولة وليس بعدها.. وبعد عشرين عاما من الوحدة في دولة بكل ما فيها من ‏سلبيات يكون الحل هو أقلمة البلد الذي سيترتب عليه إفناء هذا الكيان وابادة اسم اليمن لتتحول ‏لذكرى نسردها بأسى ذات يوم". ‏

وأضاف ياسين: "لقد حاول اغلبنا التبرؤ من مقولة "الوحدة أو الموت" لنسمح بالمقابل بتقسيم ‏البلد وفقا لمزاج فشل سياسي لم يعد لديه غير هذا التقسيم فرارا من تبعات مسئولية الحل ‏والقرار.. وأي حل هذا الذي نجد فيه خريطة جديدة لمجموعة كتل بينها حدود في اطار حدود ‏يمن قديم كان يوما يقع جنوب الحزيرة العربية". ‏

مؤكداً أن "هذا الحل يرقى لمستوى الخيانة حيث نجد روائح المناطقيين والسلاليين ‏والسلاطين وأمراء الحرب تنبعث من اجزاء كانت يوما وطننا واصبحت كيانات مناطقية ‏تحت مسمى الحل.. الحل الذي لا نجد فيه اليمن". وختم: "يشبه الأمر اسلوب بعض القبائل ‏البدائية التي لا تجد حلا في الاخير غير قتل الأم المريضة ومن ثم الاقتتال على رفاتها".‏

وفي تعليقه، بموقع التواصل الاجتماعي اعتبر الزميل رياض الأحمدي إن الفيدرالية " عملياً ‏تعني الانتقال من المساواة بين المواطنين إلى المساواة بين القوى، صغيرة أو كبيرة، ومن ‏ديمقراطية الأحزاب إلى ديمقراطية الطوائف، ومن قوة الدولة إلى دولة القوى. ومن العدالة بين ‏المواطنين إلى العدالة بين الجهات.. أي أنها باختصار هدم لكل ما هو سليم واستبداله بنهج ‏تدميري يقسم المجتمع ويعيده إلى ما قبل الدولة".‏

أما الناشطة والكاتبة أروى الخطابي فتقول: "ما اسمي بالفيدرالية ليس سوى تدمير شامل ‏للدولة وما سوف يترتب عليه من تدمير شامل للارض والانسان. ودللت على ذلك بعقليه اليمني ‏الذي يحارب على محطب ومسقى ماء فما بالكم بثروات ومواني وماء كم سيكون الثمن باهظا ‏وكم سيكون لدينا من دويلات يحق لنا ان نسميها من الان يمنات". ‏

يشار إلى أن أبرز القوى السياسية أقرت مبدأيا إنهاء الدولة اليمنية البسيطة وإنشاء أقاليم في ‏دولة اتحادية، كذلك ألمح الرئيس هادي ورئيس الحكومة إلى ذلك. الأمر الذي يثير العديد من ‏علامات الاستفهام حول هذا "الحل" ويعتبره الكثير من المراقبين تمزيقياً سواءً متعدد ‏الأقاليم أو لإقليمين على أساس شطري. ‏

زر الذهاب إلى الأعلى