[esi views ttl="1"]
arpo28

قراءة أولى في خارطة نيويورك تايمز لشرق أوسط جديد

الصحف الكبرى في الدول الكبرى ليست وكالة من غير بواب لكنها ترمومتر السياسات، وإيميل الرسائل الخطيرة.. فما الذي أرادته ال"نيويورك تايمز" من نشرها أمس تقريرا وخارطة تمزق الوطن العربي الممزق إلى مزق مجهرية جديدة؟

أيا تكن الاجابة الأمريكية فإن نشر تلك الخارطة وذلك التقرير المجنون هو اعتداء صارخ على سيادة تلك البلدان الواردة في الخارطة الممزقة، وتحريض على التقسيم، واستهانة بأدنى ممكنات رد الفعل العربي الذي يربض تحت العناية المركزة.

أيا يكن السبب الأمريكي فإن تلك الخارطة هي رسالة للذين يصرون على أن لا يفهموا.. (وعلى رأس هؤلاء نيازك فندق الموفمبيك اليمني)، رسالة تشبه اعتراف القاتل للضحية بسر خطير قبل إفراغ المسدس بين حاجبيه.

أمس الأحد نشرت نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا بعنوان "Imagining a Remapped Middle East" (تصور لإعادة تعيين الشرق الأوسط)، للباحث ROBIN WRIGHT روبن رايت (مؤلف كتاب "الغضب والتمرد في العالم الإسلامي")، يمسك فيه سكينا ويقوم بتمزيق خارطة السعودية لخمس دول واليمن دولتين، وثلاث دول في كل من سوريا العراق ليبيا.

والشاهد الذي ينبغي أن تفهمه نيازك الفدرالية داخل ما يسمى ب،"الحوار الوطني" في اليمن، أسطر قليلة داخل التقرير تؤكد أن تمزيق البلدان العربية المرشحة للتمزيق سيتم "من خلال مراحل الاتحاد الفدرالي، التقسيم الناعم أو الحكم الذاتي، التي ستنتهي بالطلاق الجغرافي". حسب التقرير الذي علل هذا المآل التمزيقي بقوله إن "العرب -عبر انتفاضات الربيع العربي- لا يريدون فقط الإطاحة بالطغاة، انهم يريدون سلطة لامركزية تعكس الهوية المحلية أو الحقوق في الموارد". وأكدت خاتمة التقرير أن تقسيم المنطقة العربية قبل قرن من الزمان بواسطة (سايكس - بيكو)، لم يكن يراعي المنطق.

إذن نحن أمام مزاج استعماري تمزيقي جديد، لا تروقه الحدود الجغرافية التي وضعها الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس والمبعوث الفرنسي فرانسوا جورج بيكو، تلك التي كنا إلى وقت قريب نعتبرها تفتيتا للوطن العربي، بل يريد عددا أكبر من العواصم والأعلام، وعرباً أشد تناحرا وتخلفا وضياعا مما هم عليه الآن.

فقط: حاولوا أن تكفوا عن التعويل البليد على الطمأنات الخارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى