[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

بيان عن سلفيي دماج يوضح تفاصيل حول هجوم الحوثيين وحصارهم المتواصل (النص)‏

أصدر سلفيو معهد دار الحديث في منطقة دماج في محافظة صعدة شمالي اليمن بياناً أمس، أوضحوا ‏فيه العديد من التفاصيل حول الهجوم الذي تشنه جماعة الحوثيين المسلحة على المنطقة منذ ‏أكثر من 10 أيام، حيث تواصل ميليشيات الحوثيين قصف المنطقة وحصارها. ‏

ودعا البيان الذي يعيد نشوان نيوز نشره "كافَّة القوى السياسية والتجمعات القبليَّة وكلّ ‏العُقلاء والشُّرفاء في اليمن الميمون وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية، ودولة رئيس ‏الوزراء ومشائخ القبائل بما فيهم لجان الصُّلح التي سبق لها جهود مشكورة سواء كانت قبلية ‏أو رسمية، دعوهم لإقناع الحوثيين "بإيقاف نهر الدَّم الذي تجريه آليَّاتُهم المختلفة من أشلاء ‏المستضعفين من أبناء دماج ومن إليهم، وإرجاعهم إلى نصاب الحق الذي جاء به شرعنا ‏الحنيف ومنطق العقل والحكمة الإنسانية بدلًا من أحلام السباع الضارية التي يحملونها ‏ويصْدُرون عنها، وإقناعهم بمبدأ التعايش السِّلمي والمواطنة الصالحة بدلًا من الوجود الأُحادي ‏الذي ينتهجونه حيث لا يرون لغيرهم حقَّ الحرية والحياة"..‏

وفيما يلي نشوان نيوز نص البيان: ‏
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه .... وبعد:‏
في الوقت الذي تعيش فيه الأمَّة الإسلامية سلسلة من أعظم الشعائر الإيمانية، وتستنشق عبير ‏الرحمات الربانية في شهر الحج المحرَّم، وعيد الأضحى الأعظم، وأيام النَّحر الأكبر حيث ‏ترْتَسم الابتسامات من آثار الابتهاجات في وجوه المؤمنين صغارًا وكبارًا فرحةً بالشعائر ‏والمناسبات الدينية والأعياد الإسلامية.‏
في هذا الوقت: تحطِّم الميليشيات الحوثية الرافضية وأجندة الإرهاب الصهيونية الحديثة كل ‏الفرحات، وتقتل كل الابتهاجات وتحوِّلها إلى أحزان لا تكاد تنقطع وعويل لا يكاد يفتأ، وتُشعل ‏نارَ الحرب الإجرامية التي باتوا يسعون إليها جاهدين ومنفذين.‏
لقد أفسدت الكهنوتيَّة الحوثية والدموية الفارسية كلّ القيم والثوابت الدينية فاستبدلوا ما دعا ‏إليه شرعُنا الحنيف من الرَّحمة والعطف والإحسان وإعانة المحاويج وتوقير الكبير والعالم ‏والحنو على الصغير، ورعاية اليتيم والأرملة والمسكين، واحترام الدَّم والعرض والمال ‏المعصوم، وترسيخ الأمن والاستقرار والمواطنة الصالحة وتعظيم الشعائر الدينيَّة التي ‏تعظيمها من تقوى القلوب؛ استبدلوا ذلك كلَّه: بقتل الطفل الصغير وهدم بيت اليتيم وتجويع ‏المسكين وقتل القُرَّاء والدعاة إلى الله وإقلاق السَّكينة والأمْن بصبِّ وابل النيران التي لا ترحم ‏على الشيوخ والنساء والآمنين بمنطقة دماج حيث يقتل الأبرياء ليلا ونهارًا وجهارًا بدون ‏مبرِّر وسبب تطبيقًا لمؤامرات ومخططات عدوانية دموية ذات غطاء صهيوني باتت مكشوفةً ‏لدى كثير من النابهين.‏
إنَّ ما يفعله المجرمون الحوثيون بحق الإنسان والمواطن اليمني وأهل السنة بدماج ومن ‏إليهم من حرب همجية وحصار وتجويع وقتل وجرح وتشريد وهدم وإفساد عريض متواصل ‏منذ سنوات لا يفتُرون إلا في فترات لجمع العدَّة والآليات والمقاتلين والعمل على تجفيف ينابيع ‏النُّصرة، ثمَّ يعودون من جديد منتهكين بحق العُزَّل والأبرياء أبشع الجرائم التي نذكر منها:‏
أولا: قتل الطلاب والقُّراء وسكان المنطقة صغارًا وكبارًا ذكورًا وإناثًا وخصوصًا في أعظم ‏المناسبات وهي أعياد المسلمين لتحويلها إلى أتراح وأحزان ومآتم في حق المساكين والعُزَّل ‏وفي الوقت الذي يتَّجهُ فيه كثير من المسلمين إلى المنتزهات ومرافق الاستراحة يتوجَّه ‏الأبرياء في دماج إلى المقابر لدفن المظلومين والمنكوبين!!.‏
ثانيا:جرحهم بجروح وإصابات بالغة ومنعهم من الإسعاف ليموت الجريح بجرحه أو يبقى ‏تحت وطأة الألم ومرارة الجوع، حتى تتقطع أشلاؤه وتتعفن جراحه.‏
ثالثا: هدم المساكن والمساجد واستهداف المصالح العامة من عيادات وخزانات ماء وماكينات ‏ومحلات تجارية.‏
رابعا: إخافة الآمنين وإقلاق السكينة العامة وزعزعة الأمن وإحلال الرعب التي ينشأ عنها ‏أمراض شديدة نفسية وحالات اكتئاب مزمنة.‏
خامسًا:إحراق الممتلكات العامة والخاصة وإلحاق الضَّرر الشديد بها كالمحاطب والبيوت ‏والسيارات والمكاتب ...الخ، ونهب الزراعة والثمار كالعنب والزبيب وغيرها والاستيلاء ‏عليها أو الحيلولة دونها حتى تفسد على أهلها.‏
سادسا:قطع الطُّرق وفرض الحصار الغاشم مرةً تلو أخرى وتجويع الأطفال والكبار ومنعهم ‏من الضروريَّات الأساسية للحياة.‏
سابعا: منع الآلاف من ممارسة الشعائر الدينية من جمعة وجماعة وعيد وصلوات ودراسات ‏علمية نافعة ودعوة إلى الله تعالى، في المنطقة خاصَّة جراء القنص المستمر وضربات ‏الراجمات من هاون ومدافع وآليات مختلفة والتضييق الشديد، وفي المحافظة عامة بالقمع ‏والتهديد والحبس والضرب المبرح.‏
ثامنا:كيل وابل التُّهم لأهل السنة واصطناع الألقاب السَّخيفة التي يُرضُون بها أسيادَهم أو أنهم ‏يملوها عليهم فهم لهم أبواق، فتارة يقولون إرهابيين وهذه لم تنجح وباتت فاشلة، وتارة يقولون ‏تكفيريين وتارة عملاء .. الخ، وأيّ إرهاب وأيّ تكفير وأيّ عمالة أشد من إرهاب وتكفير ‏وعمالة الرافضة!‏
تاسعًا: النقض الصريح والخروقات المتتابعة لكلِّ مساعي الصلح التي قام بها لجان قَبَليَّة ‏ورسميَّة حيث ظهر يقينا أنَّ الحوثيين يتخذون الصُّلح زمنًا لاستعادة النشاط وفترة لتجميع ‏المقاتلين الهمج وإعداد العدَّة لحرب وعدوان متجدِّد، وظهر وبدون خفاء أن استئصال شأفة أهل ‏السنة وضربهم بيد من حديد بات الهدف الحقيقي والوحيد للأجندة الحوثية الرافضية المستأجرة.‏
عاشرًا: استعمال أساليب التهديد بالتصفية وغيرها لكلِّ من يمُدُّ يدَ العون للمستضعفين من ‏المؤمنين والاستعانة على ذلك بقُوى مختلفة المورد والمصدر.‏
‏* إنَّنا لنعتبر هذه الجرائم البشعة والعظائم الشنيعة إعلانًا من الحوثيين الحرب على الدين ‏وهدمًا لحقوق الإنسان وظلمًا وعدوانًا واستهدافًا للنفوس المعصُومَة والأعراض المحرَّمة ‏والأموال المحترمة.‏
وإننا في ظل هذه التحدِّيات السَّافرة من الأجندة الرافضيَّة الفاجرة : لنُوحِّد الكلمة ونقول وبكلِّ ‏صَرَاحة: باتَ الدِّفاع عن الدِّين والنَّفس والعِرْض والمال حتمًا واجبًا ضمنه كلُّ الشرائع ‏السماويَّة، وكفلته كل القوانين المحكوم بها اليوم على وجه الأرض.‏
فربُّنا جل وعلا يقول: (الشَّهْرُ الحرَامُ بِالشَّهْرِ الحرَامِ وَالحرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ‏فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله وَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَعَ المُتَّقِينَ) ويقول: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ ‏سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)، ويقول: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى ‏الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الحقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، ويقول سبحانه: ‏‏(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ ‏حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله وَلَوْلَا دَفْعُ الله النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ ‏وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ الله كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).‏
وأجمعت الأمَّة الإسلامية المحمَّدية على وجوب وشرعية دفع الصَّائل والباغي على الدين ‏والنفس والعرض بما من شأنه أن يحقن الدم ويحفظ الدين والعرض والمال، ويَرْدَع المجرم.‏
ونصَّت على هذا المعنى كافة القوانين المشهورة بما لا يحتاج معه إلى إثبات.‏
وإننا أولًا نقدّم العُذر تفاديًا للفتنة وتحاشيًا لبراثن القتال وخروجًا من المعاتبة، ومحافظةً على ‏الأمْن كوننا أهل الأمن والإيمان: ندعوا كافَّة القوى السياسية والتجمعات القبليَّة وكلّ العُقلاء ‏والشُّرفاء في اليمن الميمون وفي مقدّمهم فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الوزراء ‏ومشائخ القبائل بما فيهم لجان الصُّلح التي سبق لها جهود مشكورة سواء كانت قبلية أو رسمية:‏
ندعوهم لإقناع الأجندة الحوثية وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي المتجبِّر الغاشم وفارس مناع ‏الماكر الظالم بإيقاف نهر الدَّم الذي تجريه آليَّاتُهم المختلفة من أشلاء المستضعفين من أبناء ‏دماج ومن إليهم، وإرجاعهم إلى نصاب الحق الذي جاء به شرعنا الحنيف ومنطق العقل ‏والحكمة الإنسانية بدلًا من أحلام السباع الضارية التي يحملونها ويصْدُرون عنها، وإقناعهم ‏بمبدأ التعايش السِّلمي والمواطنة الصالحة بدلًا من الوجود الأُحادي الذي ينتهجونه حيث لا ‏يرون لغيرهم حقَّ الحرية والحياة؟!.‏
وإلزامهم بمقتضى ذلك أبدًا وبدون تاريخ مؤقت، فإنَّ حُرمة دم المسلم المعصوم وعرضه ‏وماله ليس له تاريخ انتهاء، ومطالبتهم بضمانات كافية كفيلة بمنع الاعتداء والعدوان. حيث ‏وقد تكرر نكث العهد والميثاق والصُّلح منهم مرَّات وكرَّات حتى أصبح يُضرب بهم المثل في ‏نكث العهد والميثاق، ولا تذكر الخيانة إلا ويُذكرون معها.‏
هذا ولسْنَا نظنُّ أنَّ جميع تلك القوى عاجزة عن ذلك!!.‏
وندعوهم للنَّظر بإنسانيَّة إيمانية متعقِّلة مقرونة باعتبار المصالح العامَّة والحال والمآل، ‏والتمعُّن في آثار ومفاسد تمادي الحوثي الظالم في عدوانه الغاشم وتعايشه الدَّموي العارم، ‏وإدراك أن الأسلوب الذي يمارسه اليوم مع المستضعفين من أهل دماج هو نفسه الأسلوب الذي ‏سيتخذه غدًا مع مخالفيه في سائر اليمن، وربما في الجزيرة.‏
فإن عجزوا عن ذلك بالفعل!! فلا أقلّ من إدانتهم له ونُصرة المستضعفين بالقول والقلم.‏
وإنَّنا تجاه هذه الحرب الحوثية الهمجية المعْلَنة وما تخلِّفه من مآسي مُرْعبة ونَكَبات مُزْعجة ‏وخسائر هائلة ليس لنا خيار إلا التَّخلي عن الدِّين والنَّفس والعِرْض ليصنع الحوثي بها ما شاء ‏وهذا ما لا يجوِّزه دين ولا عقل ولا منطق ونعوذ بالله من ذلك، أو دفع الصَّائل الباغي بما ‏يحفظ الله به الدِّين والنَّفس والعرض، وهذا هو ما أو جبه الله سبحانه، وإنهم فتنة وقد قال الله ‏تعالى: (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا).‏
‏(عَلَى الله تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَح بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتحِيْن)
‏(عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
صادر بتاريخ 11 / 12 / 1434 ه
دار الحديث بدماج

زر الذهاب إلى الأعلى