عقد مجلس الحراك الثوري الذي يترأسه القيادي حسن باعوم، مؤتمراً سياسياً في عدن، شرح خلاله الأخير موقفه من الحرب والتطورات في اليمن خلال السنوات الأخيرة.
وانعقد المؤتمر العام الثاني لمجلس الحراك الثوري بحضور حشد من شخصيات وناشطي الحراك الجنوبي المؤيد لباعوم، والذي تبنى موقفاً معارضاً للتحالف.
وتحدث باعوم في خطاب متلفز إلى الحاضرين يعيد نشوان نيوز نشر نصه، عن تفاصيل ما قال إنه لقاء عٌقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي لقيادات جنوبية، طُلب منها تأييد التحالف، لكن باعوم رفض ذلك للعديد من الحيثيات التي فصلها في خطابه وفيما يلي النص:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ايها المؤتمرون أحييكم جميعاً وأقبل جباهكم فرداً فرداً وعبركم أنقل عظيم التحايا لشعبنا الجنوبي الحر، العزيز، الصابر، الصامد، المكافح، الشامخ الذي عجز المحتل اليمني بكل أدواته على تركيعه وسيعجز كل من يحذوا حذوا ذلك المحتل في إخضاعه لما لا يريد....
أيها المؤتمرون جميعاً:
لكم سرني أن أخاطبكم اليوم وأنتم تدشنون مرحلة جديدة من النضال الوطني.. عبر إنعقاد مؤتمركم هذا بغية استكمال البناء المؤسسي للمجلس الثوري الأعلى للحراك الجنوبي الحامل الأساسي لقضية شعب الجنوب.. وأجدها فرصة لأتحدث معكم عن الهم الوطني الذي شاركتمونا إياه عبر مراحل طوال من عمر الثورة الجنوبية، أتحدث معكم من القلب للقلب عن الصعوبات والمعوقات التي اعترضتنا في الماضي ونقرأ الواقع سوياً لترسموا مستقبلكم بناءً على معلومات دقيقة غير مغلوطة كما تعودتم منا خلال السنوات الماضية للوصول للهدف الرئيسِ ألا وهو التحرير والاستقلال.
الحاضرون جميعاً:
ان النضال الدؤوب والمثابرة في حياة الشعوب الحية عملية مستمرة ودائمة وأن أي نضال وطني تواجهه جملة من التحديات داخلية وخارجية سياسية وإقتصادية، إجتماعية وثقافية، أمنية وعسكرية.. وللتغلب على تلك المشكلات ومواجهتها يحتاج القادة لتخطيط جيد ومناورات متعددة لضمان استمرارية النضال وعدم الانكسار ولبلوغ الأهداف بأقصر الطرق وأقل التكاليف.. لذلك أجريت الدراسات ووضعت الرؤى والاستراتيجيات المناسبة لكل مرحلة من مراحل النضال، ولم تكن النتائج التي توصلنا إليها اليوم نتاج أعمال فردية أو إنفعالات لحظية أو أعمالاً عشوائية.
أيها المؤتمرون.. ان القضايا الوطنية الكبرى لا يمكن ان تترك للمغامرات الشخصية أو لحالة طيش فردية لقيادي هنا أو هناك بل يجب ان تكون وفق اطر مؤسسية وتنظيمية وهذا ما اعتمدناه خلال مسيرتنا النضالية الوطنية في محطاتها المختلفة منذ التحرير الأول من المحتل البريطاني إلى محطة التحرر الثانية التي فجرها شعبنا من خلال الحراك الوطني الجنوبي المبارك.
ايها الاخوة والابناء جميعاً:
ان فكرة العدو التاريخي الابدي والتي تقوم على اساس الحقد الدائم أو النعرات الضيقة الموروثة ليس لها مكان عند الشعوب العظيمة في سِفر كفاحها ونموها وتطورها وازدهارها وهذا ما يخبرنا به تاريخنا الجنوبي القديم منذ الازل وفي كل منعطفاته بل على العكس تماماً فقد كان الشعب الجنوبي عوناً ورافداً لدول الجوار ولكل محيطه الاقليمي سواءً المرتبط بالعربية اليمنية الشقيقة أو في دول مجلس التعاون الخليجي أو غيرها.
أيها الحاضرون جميعاً..إن خلافاتنا في الماضي والحاضر مع اي دولة أو جهة إنما تنبع من حقنا في السيادة على ارضنا واستقلالنا بقرارنا الوطني وان المساس بذلك الحق من اي جهة أو سلطة كانت هو ما يحرك حقنا في النضال والرفض والمقاومة وفقاً لضوابط وطنية واضحة وليس وفقاً للنعرات أو الاحقاد أو اهواء شخصية.
ومن هذا المنطلق فان خلافنا ما قبل تفجير حرب 2015م كان مع نظام 7/7 المحتل لأرضنا وليس مع اخواننا المواطنين البسطاء في العربية اليمنية الذين نرتبط بهم بتاريخ مشترك واواصر قربئ عميقة، كما ان عداءنا كان حصرياً مع نظام 7/7 لأنه جاء غازياً لوطننا وبلادنا وان ذلك العداء ينسحب على كل من يحاول ان يسلبنا استقلالنا وسيادتنا على ارضنا ووطننا, ان هذا الحق غير قابل للمساومة أو المهادنة أو الاستثناءات مع اي دولة أو جهة كانت وفي اي زمان كان وهذا هو المعيار الذي سيحدد صداقاتنا وعداواتنا اليوم وفي المستقبل وبنفس ضوابط الماضي التي واجه شعبنا فيه كل من سولت له نفسه المساس بسيادتنا الوطنية منذ الازل و إلى اليوم.
ايها الاحبة جميعاً من ابناء شعبنا العظيم الصابر المناضل:
أود ان أكرر لكم ما أحطتكم به علماً قبل أن تصل نيران الحرب عدن في مارس 2015م بقليلاً من التفصيل.
في يوم18 مارس 2015م وأثناء تحضير دول التحالف للدخول في الحرب اجتمعت القيادة السياسية الجنوبية وأنا منهم بمندوب من دول التحالف في مدينة أبو ظبي وطلب منا مندوب التحالف خوض الحرب لإعادة الشرعية اليمنية وتنفيذ المبادرة الخليجية مقابل مكاسب مادية ودعم لوجستي فقط.. دون أي وعود أو ضمانات سياسية لقضتينا الوطنية.
فرفضتُ شخصياً ذلك ورفضت معي كافة القيادات الجنوبية العرض المقدم لنا كونه عرض بعيد كل البعد عن قضيتنا التي نناضل مع شعبنا لأجلها.. وأتفقنا جميعاً على عدم الذهاب للرياض والقبول بذلك العرض.. إلا أننا فؤجئنا ببعض من تلك القيادات تجتهد منفردة وتذهب للرياض لتؤيد الحرب.
يا أبناء شعبنا العظيم إن رفضنا المشاركة في هذه الحرب بنيناه على مجموعة من الحيثيات الموضوعية والتي نلخصها بالتالي :
1- ان هدف الحرب الرئيسي هو إعادة احدى أطراف نظام 7/7 للحكم واعادة صياغة اقتسام السلطة فيما بين ذلك النظام المحتل للجنوب.
2- ان وقود هذه الحرب هم شبابنا وساحتها ارضنا دون ان نكون شريكاً سياسياً لأي من الاطراف.
3- ان قضيتنا مغيبة بل ويرفضون حتى تقديم وعود مكتوبة أو تقديم ضمانات مستقبلية فيما يخص قضيتنا الوطنية الجنوبية.
4- يراد لنا ولشعبنا ان نكون مجرد اتباع لا شركاء والإبقاء لتبعيتنا لنظام صنعاء المحتل بل واعادة صياغة تلك التبعية وشرعنتها بصيغ جديدة تلغي حقنا في سيادتنا على ارضنا.
5- استشعارنا بوجود اطماع ذات ابعاد استراتيجية خارجية على وطننا ومواردنا ومقدراتنا مع الاصرار على تغييب ارادتنا وسيادتنا على ارضنا ووطنا.
ان تلك الحيثيات والتي رفضت كل القيادة الجنوبية في حينه المشاركة في الحرب لأسبابها اثبتت الايام صحة وواقعية رؤيتنا حيث اضافت الحرب مشكلات وتعقيدات للمشهد على الارض وعلى الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين واصبحت مأزقاً للجميع الا ان الخاسر الأكبر كان ابناؤنا وفلذات اكبادنا ومقدراتنا الوطنية والبنية التحتية على بساطتها وشحتها, وأن المسؤولية على ذلك لا تتحمله سلطة صنعاء ودول التحالف العربي فحسب وانما ايضاً ابناؤنا من قيادات الصف الثاني في الحراك الذين قادتهم إجتهاداتهم الفردية الخاطئة لخوض غمار الحرب دون دراية تامة بالأمور وعواقبها.
ايها الاخوة والاخوات والابناء الاكارم :
لقد تعرضت قضيتنا وتعرضنا شخصياً خلال المرحلة السابقة لحملة اعلامية وسياسية تشويهية هدفت لاقتلاع القضية الوطنية واقصاء مناضليها المجربين عن المشهد لإعادة تشكيلها بما يضمن استمرار الغاء استقلالنا الوطني وسيادتنا على ارضنا وفي هذا الصدد تم تصويرنا على اننا ابتعدنا عن المشهد السياسي والنضال الميداني وكأننا حالة طارئة تم ازالتها من المشهد أو فضلت الانكفاء على الذات هرباً من مغرمٍ أو تربصٍ في مغنم وقد استخدموا في سبيل ذلك كل الامكانيات والوسائل والاساليب من التعتيم إلى التشويه والتشهير و الاغتيالات والاعتقالات لأشرف مناضلين الحراك من ابناء شعبنا بل ومُنِعنا من اقامة اي فعالية سلمية بالقوة ( مثلما حدث في نوفمبر 2016م بمدينة المكلا).
ايها الاعزاء جميعاً :
لقد ألغى نظام صنعاء الشراكة التي قامت في مايو 90 واستبدلها باحتلال مباشر في حرب صيف 1994 الا انه ظل يزعم ان تلك الشراكة في الوحدة قائمة واستخدم في ذلك بعض ابناء الجنوب كغطاء لاحتلاله للجنوب وقد تحمل شعبنا ذلك حتى انفجرت الثورة الجنوبية السلمية من خلال الحراك المبارك الذي كشف تلك الشراكة المزعومة والوجه القبيح لاحتلال نظام 7/7 للجنوب.. إن الحديث عن أي شراكة إن لم تكن ندية ويحترم كل شريك سيادة وإستقلالية شريكه لن تفضي إلا لتبعية عمياء وهو ما حذرنا منه سابقاً وما زلنا نحذر.
أيها المؤتمرون جميعاً :
إن مؤتمركم هذا هو ذروة سنام تضحياتكم وهو الانجاز الاعظم في سفر النضال الوطني نحو الحرية والاستقلال ومن خلاله يكتمل الحامل المؤسسي للقضية الوطنية والذي بدوره سيحدد مستقبل العمل النضالي ووسائله واساليبه واستراتيجياته وتكتيكاته بإرادة شعبية وطنية خالصة ونقية.
أيها المؤتمرون جميعاً إن إرادتكم الوطنية الخالصة ستجعل من مؤتمركم هذا قِبلةً للشرفاء والصادقين الساعيين لنيل التحرير والأستقلال التام والناجز لذا اتركوا أبوابكم مفتوحة وسيلتحق بكم كافة المخلصين من أبناء شعبنا العظيم الحر العزيز الذي لن يقبل أن يسلم مواطن جنوبي لأجهزة استخبارات اجنبية تحقق معه مثلما تشاء وتقرر مصيره كيفما تريد، ولن يرضى بأن يحرم أهله وأبناء شعبه وتقيد حريتهم في المطارات والموانئ.. فمن اجتهد وأخطأ سيعود إليكم ولن يكون إلا سنداً لكم....
ختاماً تقبلوا خالص تحياتنا ولن نقول وداعاً وانما إلى اللقاء قريباً وقريباً جداً
(الرحمة والشفاء لشهداء وجرحى الحراك الجنوبي والحرية للأسرى والمعتقلين)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://www.youtube.com/watch?v=VOhmuurG3k4