اختطفت عناصر مسلحة مجهولة، أمس الثلاثاء، اثنين من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، خلال توجههما إلى عملهما بالعاصمة صنعاء.
وقالت المنظمة في بيان، إن الخاطفين أطلقوا سراح أحد العاملين دون أذى بعد بضع ساعات، فيما لا تزال زميلته، وهي تونسية الجنسية وتدعى نوران حواس، محتجزة حتى الآن.
وأكد رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، أنطوان غراند، أنه حتى الآن لا يعلم من وراء الاختطاف، لكنه يناشد من يقفون وراءه إطلاق سراح المختطفة في أسرع وقت. "أمر مشجع أن أحدهما قد أطلق سراحه، كما أتمنى أن يطلق سراح زميلتنا أيضاً".
وأوضح غراند أن المنظمة والعاملين فيها، "متواجدون في اليمن لتأمين المساعدة الإنسانية للمدنيين المحتاجين". مشيرا إلى أن "أعمالًا كهذه ضد العاملين الإنسانيين من شأنها أن تصعّب علينا عملية مساعدة الأشخاص الذين هم بأمسّ الحاجة للمساعدة".
وفي السياق، قال الناطق باسم الصليب الأحمر الدولي، عدنان حزام، إن المنظمة علقت كافة تحركاتها في اليمن في الوقت الحالي نتيجة الاعتداءات المتكررة على الموظفين والمتطوعين في المنظمة.
وعلى مدى الأشهر الماضية، وقعت عدة حوادث أمنية استهدفت اللجنة الدولية. ففي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، قُتل موظفان محليان كانا يعملان لدى المنظمة بينما كانا يسافران ضمن قافلة إنسانية ما بين صعدة وصنعاء، كما تم الاعتداء من قبل مسلحين على مكتب المنظمة بعدن (جنوب) في أغسطس/آب، ونهب كافة محتوياته.
وأضاف حزام، أن عملية اختطاف الموظفة التونسية حدثت الساعة السابعة من صباح يوم أمس، وهي في طريقها إلى مقر عملها؛ كونها تعمل مدير إدارة الحماية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر. مشيرا إلى أن الخاطفين أجبروها هي وزميلها على النزول من سيارة المنظمة ليأخذوهما في سيارة أخرى.
وأكد أن الخاطفين أطلقوا سراح الموظف الثاني بعد ساعات، وهو يحمل الجنسية اليمنية. مبينا أن المنظمة تتواصل مع جميع الأطراف في الداخل والخارج بهدف سرعة إطلاق سراح الموظفة التونسية.
وتحرص اللجنة، بحسب حزام، على البقاء في اليمن رغم الاعتداءات المتكررة، كونها تتفهم الظروف التي تمر بها البلاد.
وحول مستجدات حادث اغتيال موظفين في اللجنة في سبتمبر/أيلول الماضي، بمحافظة عمران (شمال)، أكد حزام أن السلطات في اليمن ألقت القبض على مشتبه به لكن حتى الآن لم تظهر نتائج التحقيق مع هذا المشتبه به.
ونوه أن أعمال المنظمة ليس لها علاقة بالمواجهات المسلحة والخلافات السياسية، حيث تقتصر أعمالها على مساعدة المتضررين من اليمنيين بشكل عام.
وتتواجد اللجنة الدولية في اليمن منذ أكثر من خمسين عاماً، حيث تعمل على مساعدة الأشخاص المتضررين من النزاع المسلح. وتشمل المساعدات التي تقدمها اللجنة تزويد المستشفيات بالأدوية الأساسية، وزيارة المحتجزين، وإعادة تأهيل شبكة المياه والكهرباء، وتوزيع الغذاء والماء للسكان في المناطق الأشد تضرراً، علماً أن أكثر من مليوني يمني استفادوا من هذه الخدمات منذ بداية النزاع، بحسب تصريحات المنظمة.
[img attachment="1052" size="large" alt="نوران حواس" caption="نوران حواس" align="alignnone" linkto="file"]