أمريكا تتهم روسيا وإيران والأسد بخرق هدنة سوريا وتهدد برد
اتهمت الولايات المتحدة الأميركية، كلاً من روسيا وإيران وقوات الرئيس السوري بشار الأسد بخرق هدنة سوريا وهددت برد عسكري منفرد.
ووجهت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، نيكي هايلي، انتقادات شديدة إلى الحكومة الروسية، متهمة إياها بإسقاط كل التزاماتها المتعلقة بوقف إطلاق النار في سوريا، كما تحدثت عن سقوط مئات القتلى واحتمال استخدام الغازات السامة بعمليات القصف خلال فترة الهدنة، مهددة بتحرك أمريكي منفرد للرد على ما يجري، كما كشفت وجود مشروع أمريكي جديد للتهدئة على الأرض.
وقالت هيلي في كلمتها أمام مجلس الأمن في جلسة حول قرار وقف إطلاق النار بسوريا وفقاً لشبكة [eafl id="106121" name="CNN بالعربية" text="CNN بالعربية"]: "اتفقنا على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في القصف الوحشي للمدنيين في سوريا. كانت المفاوضات طويلة وصعبة، وقد أدّت كل دقيقة تأخرنا فيها إلى قتل المزيد من الأبرياء. بيد أن الوفد الروسي عطّل وأخّر المحادثات."
وتابعت المندوبة الأمريكية بالقول إن الروس طرحوا شروطا أصروا عليها "قبل أن يسمحوا بوقف القتل"، مشيرة إلى أن واشنطن وافقت عليها في نهاية المطاف بمسعى لوقف ما يجري في سوريا بعدما وافقت موسكو على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما وخلق ظروف تسمح بدخول الدواء والغذاء للعائلات السورية الجائعة واستخدام نفوذها لدفع نظام دمشق للالتزام بذلك.
واستطردت هيلي بالقول: "اليوم، نحن نعرف أن الروس لم يفوا بتعهدهم. اليوم، نرى أن أفعالهم لا تتطابق مع تلك الالتزامات، حيث تواصل القنابل السقوط على أطفال الغوطة الشرقية. واليوم، صار لزاما أن نسأل ما إذا فقدت روسيا القدرة على التأثير على نظام الأسد لوقف التدمير المروّع للمستشفيات والعيادات الطبية وسيارات الإسعاف، ولوقف إلقاء الأسلحة الكيميائية على القرى. هل انقلبت الحالة في سوريا، فباتت روسيا الآن هي الأداة بيد الأسد؟ أو أسوأ من ذلك، بيد إيران؟"
واتهمت المندوبة الأمريكية القوات الروسية بمواصلة قصف أهداف بسوريا خلال الأيام الـ16 الماضية منذ إعلان وقف إطلاق النار، مضيفة: "لقد توفّي في هذه الفترة أكثر من 500 مدني، وذكرت بعض التقارير أن عدد القتلى أعلى من ذلك"، وتحدثت عن المصاعب التي كادت أن تمنع قوافل الأمم المتحدة من إيصال المساعدات بسبب القصف الشديد.
وتحدثت هيلي عن احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية بالقول: "وفي الأيام الستة عشر الماضية، كان هنالك ثلاثة تقارير منفصلة عن هجمات بغاز الكلور. هذا ليس هدنة، بل هو استمرار للحرب التي يشنّها نظام الأسد وإيران وروسيا ضد خصومهم السياسيين. وثمّة سبب آخر يجعلنا واثقين أن النظام السوري والروس لم يكن في نيتهم أبدا تنفيذ وقف إطلاق النار."
ولوحت المندوبة الأمريكية بتحرك أحادي من واشنطن قائلة: "خلال المفاوضات، أخطرت الولايات المتحدة جميع الأطراف بأننا سوف نتصرّف إذا لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار، ووافق أعضاء مجلس الأمن على ذلك. والآن جاء ذلك اليوم. لقد فشل وقف إطلاق النار، وحالة المدنيين في الغوطة الشرقية رهيبة. وها هي الولايات المتحدة تتصرف. لقد قمنا بصياغة قرار جديد لوقف إطلاق النار لا يوفر أي مجال للتهرب."
وتابعت بالقول إن بلادها تحركت منفردة لضرب القاعدة الجوية التابعة للنظام السوري، التي انطلق منها القصف الكيماوي على خان شيخون قبل عام مضيفة: "عندما يفشل المجتمع الدولي باستمرار في العمل، هناك أوقات تضطر فيها الدول إلى اتخاذ إجراءاتها الخاصة.. نحذر أيضاً أي دولة مصممة على فرض إرادتها من خلال الهجمات الكيماوية والمعاناة اللاإنسانية، وعلى الأخص النظام السوري الخارج عن القانون بأن الولايات المتحدة ستظلّ مستعدة للتصرف إذا كان يجب علينا ذلك."