صلاح الصيادي: هذه أسباب استقالتي من عودة هادي إلى المغتربين
أعلن وزير الدولة المستقيل في اليمن، صلاح الصيادي، مبررات استقالته التي أعلنها من منصبه، واعتبر أنه "طفح الكيل"، ووجه انتقادات للتحالف العربي في العديد من النقاط.
جاء ذلك في بيان حصل "نشوان نيوز"، على نسخة منه، تضمن 12 نقطة، عن مسببات استقالته، وبدأه بالقول "أعلن استقالتي من منصب وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء في الحكومة اليمنية برئاسة الدكتور احمد عبيد بن دغر للأسباب المذكورة أدناه ، وأريد أن أوضح قبل ذكر الأسباب أن الاستقالة جائت لإعلاء مصلحة وطني وشعبي دون سواها من مصالح أخرى بعد صبرعظيم لعل وعسى أن يتم اعادة الأمور إلى نصابها الصحيح إلا أنه (طفح الكيل) والله المستعان ، وأعتذر بشدة من الجميع عن أية اخطاء لم تكن متعمدة أثناءأداء عملي بالحكومة وأعتذر من كل أولئك الناس والأصدقاء الذين كانوا يأملون بي خيراً فخذلتهم أولم أستطع أن أخدمهم أوقصرت معهم".
وتابع أن هذه الإستقالة لا تعني التخلي عن قيم وأهداف ومبادئ شرعيتنا الدستورية والوطنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، كما "لا تعني الإستقالة التنكر لما قدمته دول التحالف العربي لدعم الشرعية من تضحيات كبيرة"، وإنما "هي للتعبير بصوت عال عن الدعوة لتصحيح الإعوجاج والأخطاء التي رافقت عملنا خلال الفترة الماضية والعودة إلى جادة الصواب والحق والمنطق لتحقيق أهدافنا وآمالنا المشتركة التي خرجنا من أول يوم لأجلها في معركة مصيرية واستراتيجية ،اليمن والخليج والعروبة والإسلام".
وقال: لن أطيل عليكم وسأضع ( أهم ) أسباب استقالتي حتى تكون مرآة لاخواننا وأشقائنا وقادتنا بالشرعية عن ما يجيش في صدور وعقول اليمنين سواءصرحوا بذلك أوصمتوا لأسباب تعنيهم وما يلي هو غيض من فيض :
1-عدم تمكين فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي من العودة إلى أي جزء من المناطق المحررة أوالعاصمة المؤقتة عدن مما تسبب في إضعاف حضور مؤسسات الشرعية وتقويض دورها لحساب جماعات وتشكيلات مليشياوية خارج إطار الشرعية ومشاريع تتنافى مع أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل وقرارات مجلس الامن الدولي بشأن اليمن.
2- عرقلة أعمال الحكومة وجهودها الحثيثة في إعادةتطبيع الحياة في المناطق المحررة و إيقاف الدعم عنها نهائياً منذ أكثرمن عام وتعطيل كل المرافق والمؤسسات الإيرادية في معظم المناطق المحررة لحرمان الحكومة من القيام بواجباتها تجاه شعبها ووطنها في مثل هذه الظروف القاسية التي يعاني منها الشعب اليمني دون استثناء .
3- انحراف بوصلة أهداف وغايات عاصفة الحزم وإعادة الأمل من قبل بعض أطراف التحالف العربي لدعم ( إعادة ) الشرعيةإلى اليمن وأصبحت اليمن مهددة بالتشرذم إلى كنتونات تتحكم بها مليشيات مسلحة مدعومة بكل ما يلزم مادياً وعسكرياً في مقابل تقليص وأحياناً منع الدعم عن المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تتبع مؤسسة الدولة الشرعية .
4- تاخير الحسم والتحرير مما يعرض اليمنين إلى ويلات ومآسي لا حصر لها اجتماعية وسياسية واقتصادية ومعيشية وصحية وتعليمية وإنسانية .. الخ وهو الأمر الذي يرفع تكلفة الحرب من دماء وأشلاء اليمنيين .
5- عدم الجدية في إعادة إعمار اليمن وهو ما تظهر مؤشراته في المناطق المحررة بعد ثلاث سنوات والتي مازالت ترضخ تحت أنقاض الدمار والخراب وعدم عودة حياة الناس إلى وضعها الطبيعي خاصة وأن التحرير لا يكتمل في المناطق المحررة دون عودة الحياة إلى طبيعتها قبل الحرب على أقل تقدير .
6-تقصير التحالف العربي تجاه اليمن واليمنيين خاصة وأن بلدنا تحت الفصل السابع ( الوصاية ) وكان يفترض أن تقوم دول التحالف بكل ما يلزم من توفير الخدمات والمرتبات ومتطلبات الحياة الأساسية للشعب اليمني مادامت قررت أن تكون تلك الوصاية تحت ولاية دول التحالف العربي لدعم و( إعادة ) الشرعية ( إلى ) اليمن وليس إلى غيرها .
7- سلب القرار السياسي الوطني والسيادي كأدنى حق للمؤسسات الشرعية من خلال تشكيل لجنة ثلاثية تقوم مقام السلطة الشرعية اليمنية ومصادرة حقها في أبسط القرارات المناطة بالرئاسة والحكومة اليمنية .
8- عدم وضوح العلاقة بين الدولة الشرعيةاليمنية والتحالف العربي فقد باتت علاقة غير متكافئة و غير طبيعية وانتقلت من الشراكة إلى التبعية التامة
9- عدم التعاطي مع قضية معاناة المغتربين اليمنيين وترحيلهم والتضييق عليهم في هكذا ظرف استثنائي تمر به اليمن يثير الإستغراب والتعجب حيث ذهبت الجهود الجبارة والكبيرة التي بذلتها الحكومة وفخامة الرئيس هادي مع الأشقاءفي المملكة دون جدوى وهو الأمر الذي يضاعف معاناة اليمنيين عامة والمغتربين منهم على وجه الخصوص الذين تستهدفهم تلك الإجراءات بشكل أكبر من الجاليات الأخرى وهو ما وضع قيادتنا الشرعية تحت ضغوط غير مبررة وغير مقبولة نهائياً.
10- القيود التي تفرض من قبل التحالف العربي على أصحاب الرأي الناقدين لبعض الإختلالات أوالسلبيات التي تهدف إلى تصحيح الأخطاء في الأداء العام.
11- الرفض لما يتم خارج علم ومعرفة القيادة الشرعية لليمن من حوارات واتفاقات وتفاهمات .
أخيرا أود التأكيد بأننا سنظل حراسا يقظين لأهداف الشرعية ، وسنوسع من حملتنا للمطالبة بعودة رئيسنا للوطن في مختلف المحافل الدولية ، وسنضع اليمن في حدقات العيون محافظين على إرثه الحضاري والتاريخي والسيادي وهذا أقل مايمكن أن يقدمه مواطن لوطن عظيم تكالبت عليه الحروب والأطماع والمؤامرات..
حمى الله اليمن الحبيب وحفظ شعبه العظيم ووفق الله الجميع.
د. صلاح مصلح الصيادي
وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستقيل"