ليل في الدنوة!
ثمة سأم يجعلك تجلس في مجران الدنوة تحصي أشباح قريتك وهم يمرون تباعا، الصياد وجارية البيت ولعينة الملعونة وأبو كلبة.
بالنسبة للأخير فلقد أجلسته جانبي، منحته سجارة وسألته عن حال الأولاد وما إن كانت كلبة قد تزوجت وأنجبت فصيلا جديدا من البشر المستكلبين ذوي الأذيال الطويلة.
تتعايش آخر المطاف مع أشباح ومفزعي طفولتك وينتهي بك الأمر لافتقادهم في ليالي الحد الفاصل بين العلم والخرافة.
الصياد تبدو وقد سئمت الشناشح التي كانت تنذر بقدومها كلما حل الظلام، تبدو الليلة وقد تعبت من العمر الذي لا ينتهي، انها وحيدة والتجاعيد المهولة في وجهها تبدو وهي واقفة بين القبة والمجران وكأنها لسيدة عجوز نسيها أبناؤها وتقف كل ليلة تنتظر قدومهم في المجران بلا رجاء.
لقد سئم مفجعوا أطفال الماضي حياتهم الرتيبة في زمن الانترنت وتحولوا لأشباح من أشباح كانت في الماضي على قدر من المهابة والحضور.
* الدنوة: قرية الكاتب محمود ياسين في حبيش بمحافظة إب