[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
عربي ودولي

إلى أين سيؤول حراك السترات الصفراء في فرنسا؟

مع ختام " الفصل الخامس" من الحراك الاحتجاجي للسترات الصفراء الذي شهد تراجعاً في زخم المشاركة وأعمال العتف بعد خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون الأثنين 10 ديسمير واعلاناته حول تحسين القدرة الشرائية والعدالة في السياسة الضريبية وتغليب منطق الحوار، تتفاوت الآراء حول مآلات هذا الحراك الشعبي وأصوله واثره على مجمل المشهد الفرنسي وعلى حالة فرنسا عشية عام جديد.

من بين الآراء اللافتة قراءة المفكر إدغار موران الذي يتوقع انحسار وتشتت حركة السترات الصفراء ، وفي نفس الوقت ضعف الماكرونية إلا في حال انجازها تحول ذاتي. والأهم توقع موران تقدم اليمين المتطرف ويدفعه ذلك للقول أن إشارات العام 2019 مقلقة جداً. وبالطبع ليس من الضروري أن تكون هذه المقاربة دقيقة ةتتحقق على أرض الواقع. وبالفعل من الصعب توقع مستقبل الحراك على ضوء تطورمساره.

في الأساس كانت الشرارة في زيادة أسعار المحروقات ، و كان الفراغان السياسي والنقابي مفتاحاً لنشأة حركة أشبه بالخليط الهجين من دون هوية ولا سابق لها في تاريخ فرنسا. يمكن أن تشبه هذه الحركة في بعض أوجهها ثورات بورجوازية وفلاحية وعمالية ، ومظاهرة شهيرة ضد البرلمان في 6 فبراير 1934 وثورة مايو 1968. لكن الجديد فيها انها تعبر عن الديمقراطية الفرنسية المنهكة منذ عقود ، وعن الغضب من النيو الليبرالية وإحدى تجلياتها في الغاء الرئيس ماكرون للضريبة التصاعدية على الثروات .

تعبر حركة السترات الصفراءعن أزمة اجتماعية وسياسية من ناحية قلة أو انعدام الثفة بالمؤسسات التمثبلبة من أحزاب أو نقابات أو من خلال المؤسسات المنتخبة. وما أدى إلى التفاقم حصول تباعد كبير بين الرئيس ماكرون والشعب، ومن هنا بدأ بمحاولات الترميم في تغيير بعض اسلوبه وبعض سياساته. البعض من السترات الصفراء يعتبر ذلك قليلاً مع النقص في الجواب السياسي.

لكن السياسة فن الممكن وقد بدأ مسار الحراك بالتراجع. أما مستقبله سيبقى غامضا خاصة ان البعض فيه عنده نزعة أولوية الهوية الوطتية وخطاب معاد للهجرة والمهاجرين، أما جماعة أقصى اليسار فيراهنون على لحظة ثورية لا يجب تفويتها. ومن هنا يستبعد بقاء هذه الحركة متجانسة لتقلد حركة الخمسة نجوم في ابطاليا، لكن سيكتب لها أنها دقت جرس الانذار في الوقت المناسب لمعالجة الآفات وانقاذ الديمقراطيىة الفرنسية والتشديد على ضرورة التوفيق بين دولة الرعاية الاجتماعيىة والنمو الاقتصادي ومكافحة التغير المناخي.

زر الذهاب إلى الأعلى