نص تقرير فريق الخبراء: الأسلحة وتنفيذ حظرها في اليمن
ينشر نشوان نيوز نص تقرير فريق الخبراء حول اليمن بنسخته النهائية اللعنية وفيما يلي القسم الرابع في التقرير تحت عنوان: الأسلحة وتنفيذ حظر الأسلحة المحدد الأهداف ويسرد فيه حول الطائرات المسيرة بدون طيار والصواريخ البالستية وغيرها من الأسلحة وفيما يلي النص
رابعا – الأسلحة وتنفيذ حظر الأسلحة المحدد الأهداف
76 – عملا بأحكام الفقرات 14 إلى 17 من القرار 2216 (2015) ، واصل الفريق التركيز على مجموعة من أنشطة الرصد والتحقيق من أجل تحديد ما إذا كانت هناك أي انتهاكات لحظر الأسلحة المحدد الأهداف تنطوي، بوجه مباشر أو غير مباشر، على توريد الأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى أفراد وكيانات أدرجت اللجنة ومجلس الأمن أسماءهم في القائمة، أو لفائدتهم.
77 – وليس لدى الفريق علم بأي عملية ضبط لمواد متصلة بالأسلحة على طول طرق الإمداد الرئيسية من شرق اليمن. وكان الفريق يرصد ما إذا كان الانتشار الأخير للقوات السعودية في محافظة المهرة قد أثر على سلاسل إمدادات الأسلحة والذخيرة التي أبلغ عنها الفريق في السابق (S/2017/81 ، الفقرة 60 والجدول 1). وفي 28 آب/أغسطس، ضبطت القوات البحرية للولايات المتحدة شحنة كبيرة من الأسلحة على متن زورق قرابة سواحل اليمن. وواصل الفريق التحقيق لمعرفة الجهة التي كانت هذه الأسلحة متجهة إليها.
78 – وواصلت قوات الحوثيين إبراز قوتها خارج ساحة القتال في اليمن من خلال استخدام القذائف التسيارية القصيرة المدى المعدلة لإطالة مداها، على الأقل حتى حزيران/يونيه 2018، ضد أهداف في المملكة العربية السعودية (انظر الفقرة 80 أدناه)، وكذلك من خلال نشر قذائف مضادة للسفن وأجهزة متفجرة يدوية الصنع منقولة بحرا ضد السفن العسكرية والمدنية في البحر الأحمر. وثمة اتجاه جديد تمثل في نشر نوع جديد من المركبات الطيارة غير المأهولة ذات المدى الأطول، وقد لوحظ استخدامها منذ آب/أغسطس 2018، وهو ما قد يتيح لقوات الحوثيين مهاجمة أهداف بعيدة وصولا حتى أبو ظبي ودبي. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الأسلحة الجديدة تفي بالغرضين العسكري والسياسي بوصفها ورقة مساومة أثناء مفاوضات السلام.
79 – وعلى الرغم من التفوق الجوي والبحري للتحالف، وأن جميع الحدود البرية، على الأقل من الناحية النظرية، خاضعة لسيطرة قوات تابعة لحكومة اليمن، فقد وجد الفريق أن قوات الحوثيين تظهر قدرة على ابتكار ونشر منظومات أسلحة أكثر تطورا. غير أنه، استنادا إلى الأدلة المتاحة للفريق، يبدو أنه، خلافا لما تم في عامي 2015 و 2016 من توريد منظومات أسلحة كاملة أو مجمّعة تجميعا جزئيا من الخارج إلى قوات الحوثيين، فهي تعتمد حاليا بصورة متزايدة على استيراد مكونات عالية القيمة تُدمَج بعد ذلك في منظومات مجمعة محليا، مثل الطائرات المسيرة من دون طيار الطويلة المدى. وواصل الفريق التحقيق فيما إذا كانت قوات الحوثيين تتلقى مساعدة من خبراء أجانب في هذه العملية.
ألف – القذائف الانسيابية المضادة للسفن
80 – تلقى الفريق معلومات إضافية تتعلق بدراسة الحالة التي أصدرها في تموز/يوليه 2018 بشأن الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وهو بصدد تحديث تحقيقه بهذا الخصوص. ويرى الفريق أن قوات الحوثيين تتحمل المسؤولية عن الهجمات التي شنت على السفينة أبقيق في 3 نيسان/أبريل وعلى السفينة إنجي إنيبولو في 10 أيار/مايو. وأجرى الفريق مقابلات مع أفراد الطاقم وممثلي شركات الشحن وخبراء في المجال البحري، وحلل الحطام المتبقي من كلتا السفينتين، فضلا عن صور ملتقطة بالرادار (انظر المرفق 11). واستنادا إلى تقييم البيانات المتاحة، استنتج الفريق أن السفينتين أصيبتا بقذائف مضادة للسفن أُطلقت من الأرض. وفي حالة الهجوم الذي استهدف الناقلة إنجي إنيبولو التي ترفع العلم التركي، والتي كانت تنقل شحنة حبوب إلى اليمن، يبدو من المرجح جدا أن الهدف المقصود كان ناقلة النفط الخام الضخمة مانيفا التي ترفع العلم السعودي، والتي كانت وقت وقوع الحادث تبحر بالقرب من السفينة إنجي إنيبولو. وفي كلتا الحالتين، كادت الخسارة في الأرواح تكون كبيرة.
81 – وفي 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، نشر الحوثيون صورا إعلامية لخمس قذائف مضادة للسفن تسمى المندب-1 وتتميز بخصائص خارجية مماثلة للقذائف المضادة للسفن من النوعين C-801 و C-802 التي تنتجها الصين([1]). وفحص الفريق بقايا المقذوفات التي جمعت من كلتا السفينتين المستهدفتين، ووجد ما يلي: (أ) قطع ذات خصائص مماثلة للقذائف من نوع C-802؛ (ب) علامات تشير إلى أرقام تسلسلية لقذائف من نوع C-802([2])؛ (ج) قطع من محركات TRI-60 Microturbo الفرنسية الصنع (انظر الشكل الثالث). ووجه الفريق رسائل إلى حكومات الصين وفرنسا واليمن بغية تحديد نوع القذيفة المستخدمة بدقة. وتلقى الفريق تأكيدا من حكومة اليمن يفيد أن القذائف المضادة للسفن من نوع
C-802 كانت جزءا من ترسانة البلد قبل فرض حظر الأسلحة المحدد الأهداف، مما يعني ضمنا أن القذائف وقعت في أيدي الحوثيين في عام 2015. بيد أن رسالة التأكيد الواردة من حكومة اليمن لم تحدد الطراز الذي جرى استيراده من فئة القذائف C-802. وتلقى الفريق معلومات تفيد بأن المحرك من نوع Microturbo الذي أشير إلى استخدامه في الهجوم على السفينة أبقيق قد تم توريده إلى شركة SODIS SA في برشلونة بإسبانيا، وأنه يحمل رقم القطعة 200-01-20 والرقم التسلسلي 122. وقد وجه الفريق رسالة إلى إسبانيا يطلب فيها موافاته بمعلومات عن آخر جهة وديعة معروفة للمحرك. والفريق في انتظار تلقي رد من إسبانيا ومعلومات إضافية من فرنسا. وتلقى معلومات من الصين تفيد بأنه لم يتم تصدير أي قذائف من نوع C-802 إلى اليمن.
82 – وفي وقت الهجوم، كانت السفينتان على بعد 88 كم و 123.8 كم من البر. وقد أنتجت أنواع عديدة من القذائف من فئة C-802، منها نوع يطلق من البر ويصل مداه إلى 190 كم. ويبرهن استخدام مثل هذه القذائف على قدرة قوات الحوثيين على أن تهدد فعليا الملاحة التجارية في البحر الأحمر. ويرى الفريق أن قوات الحوثيين استخدمت لتحديد الأهداف أسلوبا يجمع بين الرصد البصري من البر ومن الزوارق والرادار المتنقل على البر.
الشكل الثالث: بقايا القذائف المضادة للسفن
باء – الطائرات المسيرة من دون طيار
83- تواصل قوات الحوثيين نشر طائرات مسيرة من دون طيار صغيرة ومتوسطة الحجم للقيام بأدوار شتى تتراوح بين استخدامها في الاستطلاع واستخدامها كذخائر تطوف وتضرب أهدافها، أو ما يسمى ”طائرات انتحارية بدون طيار“. ووردت أيضا تقارير، بما في ذلك تسجيلات فيديو، تفيد بامتلاك الحوثيين طائرة مسيرة من دون طيار قادرة على نشر ذخائر بحجم القنبلة اليدوية، بيد أن الفريق لم يتمكن حتى الآن من أن يتحقق بصورة مستقلة من تلك الادعاءات. وأفاد أن أنواع الطائرات المسيرة من دون طيار الأكثر شيوعا في ترسانة الحوثيين تشمل الطائرة قاصف-1، التي تتميز بخصائص مماثلة للطائرة الطوافة الإيرانية الصنع أبابيل-2/تي، والتي تستخدم في اليمن على الأقل منذ عام 2016 (S/2018/594 ، الفقرات 98 إلى 101 والمرفق 38)، وطائرة الاستطلاع المسيرة من دون طيار والأصغر حجما راصد، التي صممت استنادا إلى الطائرة Skywalker 8-X الصينية الصنع (المرجع نفسه، المرفق 39)، وطائرة الاستطلاع المسيرة من دون طيار هدهد-1، التي قد تكون صممت في اليمن. وتواصل استخدام هذه الطائرات المسيرة من دون طيار بأعداد كبيرة في اليمن، مما يعني أنه لا يزال بإمكان قوات الحوثيين الحصول على المكونات الأساسية (مثل المحركات ونظم التوجيه) من الخارج، وهي ضرورية لتجميع هذه الطائرات ونشرها. وواصل الفريق التحقيق في تسلسل العهدة فيما يتعلق بالمكونات التي جمعت من طائرات الحوثيين المسيرة من دون طيار التي تحطمت أو ضُبطت من أجل تحسين فهم شبكات الإمداد (انظر المرفق 12).
الشكل الرابع: طائرة الاستطلاع المسيرة من دون طيار راصد، المصممة استنادا إلى الطائرة Skywalker 8-X المستخدمة لأغراض مدنية
المصدر: الفريق.
الشكل الخامس: الطائرة الطوافة قاصف-1، المصممة استنادا إلى الطائرة أبابيل-2/تي
المصدر: الفريق.
ملاحظة: الطائرة المسيرة من دون طيار التي استهدفت مجمعا تابعا للإمارات العربية المتحدة في عدن، وهي ذات مدى يبلغ 100 إلى 150 كيلومترا، وذات رأس حربي يحمل 5 كلغ من المتفجرات الممزوجة مع محامل كريات).
الشكل السادس: طائرة الاستطلاع المسيرة من دون طيار هدهد -1، التي من الممكن أن يكون تصميمها تم في اليمن
المصدر: الفريق.
ملاحظة: للطائرة هدهد-1 مدى يبلغ 30 كم.
84 – وحتى منتصف عام 2018، كانت قدرة قوات الحوثيين على استخدام منظومات الذخائر الطوافة لضرب أهداف خارج ميدان المعركة المباشر يحد منها قصر مدى الطائرة قاصف-1 الذي لم يسمح بتنفيذ ضربات تتجاوز حدود اليمن ومناطق الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية لأن أقصى ما يمكن أن تبلغه هو 150 كيلومترا. وفي أيلول/سبتمبر 2018، فحص الفريق نوعا جديدا من الطائرات المسيرة من دون طيار، يشار إليه في هذا التقرير باسم الطائرة المسيرة UAV-X، يمتاز بصفائح ذيلية على شكل V ومحرك أقوى (انظر المرفق 12)، وقد يتطابق مع ما أشارت إليه وسائط الإعلام التابعة للحوثيين باعتباره الطائرة المسيرة من دون طيار صماد-2/3. ومنذ ذلك الحين، فحص الفريق خمس طائرات مسيرة من دون طيار من هذا النوع، كانت قد استُخدمت في مهام استطلاعية أو هجومية. وفي هذه الحالة الأخيرة، كانت تلك الطائرة تحمل رأسا حربيا به 18 كلغ من المتفجرات الممزوجة مع محامل كريات، مما يمثل زيادة في القدرة على الفتك بالمقارنة مع الطائرة قاصف-1.
85 – وأكثر السمات تمييزا للطائرة المسيرة UAV-X هي زيادة كبيرة في فترة التحليق والمدى. وهذه الطائرة التي تعمل بمحرك صيني الصنع من طراز DLE 170 أو محرك ألماني الصنع من طراز 3W110i B2، والتي تحظى بسرعة قصوى تتراوح بين 200 و 250 كيلومترا في الساعة، يمكن أن يتراوح أقصى مدى لها بين 200 1 و 500 1 كيلومتر حسب أحوال الرياح. ومن شأن ذلك أن يضفي صدقية على مزاعم الحوثيين أن لديهم القدرة على ضرب أهداف مثل الرياض وأبو ظبي ودبي. وتلقى الفريق معلومات تفيد بتحطم إحدى الطائرات المسيرة UAV-X على بعد 30 كيلومترا من الرياض بعد نفاد الوقود منها، على الرغم من أن المملكة العربية السعودية نفت علنا وقوع هذا الهجوم، وفقاً لنص التقرير الذي نشره نشوان نيوز.
86 – ويرى الفريق أن نشر منظومات ذخائر طوافة لضرب أهداف مدنية، من قبيل ما تم في الهجومين المؤكدين بواسطة الطائرات المسيرة قاصف-1 في 11 نيسان/أبريل و 26 أيار/مايو ضد مطار أبها المدني في المملكة العربية السعودية وفي الهجوم غير المؤكد بواسطة منظومات ذخائر طوافة على مطاري أبو ظبي ودبي المدنيين في النصف الثاني من عام 2018، يمكن أن يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني([3]).
الشكل السابع: الطائرة المسيرة UAV-X التي فحصها الفريق في المملكة العربية السعودية
المصدر: الفريق.
87 – وعلى الرغم من الطلبات المتكررة التي وجهت إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لم يسمح للفريق بفحص منظومات التوجيه للطائرة المسيرة UAV-X، وهو ما يمكن أن يوفر مفاتيح لتحديد شبكة الإمداد، وكذا تبيان انتهاكات محتملة لحظر الأسلحة المحدد الأهداف. ومع ذلك، يحقق الفريق في تسلسل العهدة المتعلق بمحركين من نوع 3W110i B2 جرى فحصهما في أبو ظبي ويحملان الرقمين التسلسليين 1561517 B و 1561528 B، وهما من صنع شركة 3W-Modellmotoren Weinhold GmbH في هاناو بألمانيا. واستنادا إلى الوثائق التي حصل عليها الفريق، ينتمي المحركان إلى شحنة من 21 محركا من النوع المذكور، تم تصديرها في حزيران/يونيه 2015 إلى شركة Eurowings Aviation and Consultancy في أثينا. ولم يعتبر الفريق ذلك انتهاكا لحظر الأسلحة المحدد الأهداف المفروض على اليمن.
جيم – القذائف والمدفعية الصاروخية
1 – القذائف التسيارية
88 – واصلت قوات الحوثيين الحملة التي تشنها باستخدام القذائف التسيارية ضد أهداف في المملكة العربية السعودية طوال النصف الأول من عام 2018. وقد تأكد وقوع ما لا يقل عن 11 عملية إطلاق لقذائف تسيارية قصيرة المدى معدلة لإطالة مداها في الفترة ما بين 5 كانون الثاني/يناير و 24 حزيران/ يونيه (انظر الجدول 1)، مقابل أربع عمليات إطلاق مؤكدة فقط في عام 2017. غير أنه لم تحدث أي عمليات إطلاق في النصف الثاني من عام 2018. وليس واضحا لماذا لم تتواصل الهجمات خلال تلك الفترة بالنظر إلى تصاعد التوترات حول الحديدة. ومن الممكن أن يكون السبب وراء ذلك أن قوات الحوثيين قد استهلكت إمداداتها المحدودة من القذائف التسيارية أو أن التحالف قد نجح في تدمير المرافق التي تجمع فيها القذائف و/أو الهياكل الأساسية للإطلاق.
الجدول 1
عمليات الإطلاق المبلغ عنها للقذائف التسيارية القصيرة المدى المعدلة لإطالة مداها في عام 2018([4])
التاريخ | الحدث | عدد القذائف | ملاحظات |
5 كانون الثاني/يناير | إطلاق قذيفة مفترض باتجاه الرياض | 1 | سقطت القذيفة على بعد 100 كيلومتر شمال الحدود اليمنية |
30 كانون الثاني/يناير | إطلاق قذيفة مفترض باتجاه الرياض | 1 | سقطت القذيفة على بعد 300 كيلومتر جنوب غرب من الرياض |
25 آذار/مارس | إطلاق قذائف باتجاه الرياض | 3 | الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع النزاع في اليمن، أفاد الحوثيون بإطلاق سبع قذائف في ذلك اليوم |
11 نيسان/أبريل | إطلاق قذيفة باتجاه الرياض | 1 | اعترضتها منظومة الدفاع الجوي |
9 أيار/مايو | إطلاق قذيفتين باتجاه الرياض | 2 | اعترضتهما منظومة الدفاع الجوي |
5 حزيران/يونيه | إطلاق قذيفة باتجاه ينبع | 1 | اعترضتها منظومة الدفاع الجوي |
24 حزيران/يونيه | إطلاق قذيفتين باتجاه الرياض | 2 | اعترضتهما منظومة الدفاع الجوي |
المصدر: الفريق، استنادا إلى تقارير إعلامية.
89 – وفحص الفريق، خلال الزيارات التي قام بها إلى المملكة العربية السعودية في حزيران/يونيه وأيلول/سبتمبر 2018، حطام ما يقرب من 10 قذائف تسيارية قصيرة المدى معدلة لإطالة مداها من النوع الذي تشير إليه وسائط الإعلام التابعة للحوثيين ب بركان-2 إتش. ولم تبين عمليات الفحص أي اختلافات كبيرة بين القذائف التي أطلقت في عام 2017 وتلك التي استهدفت المملكة العربية السعودية في النصف الأول من عام 2018. وواصل الفريق التحقيق في تسلسل العهدة بالنسبة لمكونات إلكترونية شتى، لا سيما لعدد من محولات الطاقة من نوع ZUS25 2405 و ZUW25 2415 المنتجة في اليابان، والتي كانت جزءا من نظام الملاحة بالقصور الذاتي المستخدم في القذائف، وذلك من أجل تحديد الانتهاكات المحتملة لحظر الأسلحة المحدد الأهداف (انظر المرفق 13).
2 – المدفعية الصاروخية
90 – واصلت قوات الحوثيين نشر ”صواريخ“ بدر-1 بأعداد كبيرة ضد أهداف في اليمن وفي مناطق الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية. ورغم أن وسائط الإعلام التابعة للحوثيين ظلت تشير إلى بدر-1 بوصفه ”صاروخا بالستيا قصير المدى“، فقد فحص الفريق بقايا العشرات من صواريخ بدر-1 في جازان والرياض، ووجد أن هذا السلاح، على الأقل في نسخته الأساسية، هو صاروخ مدفعي غير موجه يعمل بالوقود الصلب ويُنتج محليا من أنابيب فولاذية من المرجح جدا أنه يتم الحصول عليها من صناعة النفط. ويستخدم بدر-1 في اليمن منذ آذار/مارس 2018 على الأقل، ويعتمد على مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق. بيد أن الحوثيين نشروا في تشرين الأول/أكتوبر عبر وسائط الإعلام معلومات عن نسخة معدلة أطلقوا عليها اسم بدر 1-بي، وهي نسخة أُضيفت إليها صفائح توجيه مركبة وراء الرأس الحربي([5]). وادعى الحوثيون أثناء العرض أن الصاروخ يبلغ مداه 130 كيلومترا وتبلغ دقة إصابته ثلاثة أمتار، مما يمثل تحسنا كبيرا بالمقارنة مع النسخة الأساسية للصاروخ بدر-1. ولم يتمكن الفريق بعد من فحص أي بقايا من الصاروخ بدر 1-بي.
الشكل الثامن: وسائط الإعلام التابعة للحوثيين تعرض الصاروخ بدر-1 مع صفائح التوجيه الإضافية
المصدر: Tasnim News Agency, ”Yemeni Army unveils new ‘Badr-P-1’ Ballistic Missile“, 28 October 2018. (وكالة تسنيم للأنباء، ”الجيش اليمني يزيح الستار عن صاروخ بدر 1 – بي الباليستي“، 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2018)
91 – وواصل الفريق التحقيق في الغرض من معدات الخلط الصناعي التي ضبطها التحالف في مأرب في شباط/فبراير 2017 (انظر S/2018/594 ، الفقرات 92 إلى 96). وثبت لدى الفريق أن واحدة على الأقل من حاويتي التخزين مليئة بمزيج من الكيروسين، له خصائص كيميائية تتسق مع الوقود TM-185، وهو وقود سائل للقذائف يستخدم كوقود دافع في صواريخ سكود – باء. وظهرت على أحد صمامات الموصد أيضا بقايا ذات لون بني ضارب إلى الحمرة، مما يمكن أن يشير إلى وجود حمض النيتريك المدخِّن الأحمر. وقد يعني ذلك أن تلك المعدات استخدمت في إنتاج مؤكسد في إطار برنامج القذائف التسيارية للحوثيين (انظر المرفق 14).
دال – الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع المنقولة بحرا
92 – زادت قوات الحوثيين من نشرها للأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع المنقولة بحرا ضد كل من السفن المدنية والعسكرية العاملة في البحر الأحمر. وبالمقارنة مع عام 2017، الذي سُجل فيه هجومان وجها حصرا ضد أهداف عسكرية، فقد شهد عام 2018 ما لا يقل عن خمسة حوادث أُكد فيها استخدام الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع المنقولة بحرا أو اشتبه في استخدامها، ومن هذه الحوادث محاولة الهجوم في 6 كانون الثاني/يناير على السفينة نيبان التي ترفع علم المملكة العربية السعودية، التي أغرقت فيها سفينة حربية تابعة للتحالف ما يشتبه أنه جهاز متفجر يدوي الصنع منقول بحرا، والهجوم على السفينة أرسان، التي ترفع علم المملكة العربية السعودية، والتي تضررت بشدة من جراء الهجوم الذي وقع في 24 تموز/يوليه.
وقد أجرى الفريق مقابلات مع أفراد الطاقم وممثلي شركة الشحن وخبراء في المجال البحري، وحلل الحطام المتبقي من السفينة أرسان فضلا عن صور ملتقطة بالرادار (انظر المرفق 15). واستنادا إلى صور الرادار التي اطلع عليها الفريق، يتمثل السيناريو الأرجح في تنفيذ هجوم بواسطة جهاز متفجر يدوي الصنع منقول بحرا يجري التحكم فيه عن بعد، برفقة زوارق تابعة للحوثيين، رغم أن ثمة أسئلة لا تزال متبقية (انظر الشكل التاسع)([6]). والهجوم الذي شن على السفينة نيبان نُفذ باتباع أسلوب مماثل.
الشكل التاسع: صورة الرادار التي تظهر لحظة الهجوم
المصدر: سري.
93 – ونفّذ الحوثيون هجوما في 30 أيلول/سبتمبر بواسطة جهازين متفجرين يدويي الصنع منقولين بحرا على ميناء جازان في المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بسفينة حربية سعودية. وتبين من الهجوم أن الحوثيين لا يزالون يمتلكون القدرة على شن هجمات بواسطة الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع المنقولة بحرا باستخدام منظومة توجيه محوسبة ذات تحكم لاسلكي من مسافة بعيدة، مما يهدد كلا من السفن المدنية والعسكرية في البحر الأحمر. ولا ينبغي التقليل من الأثر الاقتصادي لهذه التهديدات. فعقب الحادث الذي استهدف السفينة أرسان في تموز/يوليه، علقت شركة البحري السعودية عمليات الشحن عبر باب المندب لبضعة أيام، وهو قرار كان سيؤدي إلى تكبد تكاليف كبيرة لو استمر فترة أطول.
94 – وفي كانون الأول/ديسمبر، أتيحت للفريق فرصة، في المملكة العربية السعودية، لفحص جهاز متفجر يدوي الصنع منقول بحرا، تم الاستيلاء عليه في أيلول/سبتمبر في فشت (N 16°11’54.0″, E 42°22’18.0″)، وهي جزيرة غير مأهولة تقع في البحر الأحمر([7]). وبالمقارنة مع الجهاز المتفجر اليدوي الصنع المنقول بحرا الذي جرى توثيقه في عام 2017 والذي استند في تصميمه إلى زورق الدورية من نوع شارك-33 الذي يبلغ طوله عشرة أمتار، كان هذا الجهاز المتفجر اليدوي الصنع المنقول بحرا أصغر بكثير، إذ بلغ طوله 580 سم وعرضه نحو 230 سم. وعلى الرغم من الطلبات المتكررة الموجهة إلى المملكة العربية السعودية، لم يتسن للفريق فحص منظومات التوجيه المستخدمة فيه. ومع ذلك، يحقق الفريق في تسلسل العهدة بالنسبة لشتى مكونات هذا الجهاز، ومنها المحرك الذي أنتجته شركة ياماها اليابانية، ومحرك معزِّز صنعته شركة SeaStar Solutions في الولايات المتحدة (انظر المرفق 15).
الشكل العاشر: جهازان متفجران يدويا الصنع منقولان بحرا فحصهما الفريق في الرياض وأبو ظبي، في حزيران/يونيو 2018
المصدر: الفريق.
هاء – الاتجار غير المشروع بالبنادق الهجومية
95 – حقق الفريق في شحنة من البنادق الهجومية ضُبطت في قارب في خليج عدن. ففي 27 آب/أغسطس، رصدت طائرة هليكوبتر انطلقت من السفينة المدمِّرة Jason Dunham عملية إنزال صناديق مشبوهة من مركب شراعي (الشيبوتي) وتحميلها في قارب (إبراهيم ذيبين)، في مكان يقع على بعد حوالي 110 كيلومترات إلى الشمال من الساحل الصومالي (انظر المرفق 16، الخريطة). وتوجه القارب في وقت لاحق نحو اليمن، وجرى اعتراضه في 28 آب/أغسطس على بعد ما يقرب من 22 كيلومترا من الساحل اليمني، بالقرب من بلدة عرقة. وصعدت فرقة من المدمرة Jason Dunham القارب وضبطت 522 2 قطعة سلاح. وهناك عدد إضافي غير معروف من البنادق (ربما عدة مئات) التي لم يتسن أخذها بسبب ظروف القارب غير الصالحة للملاحة. وبالنظر إلى موقع القارب وحجمه، فضلا عن كونه مثقلا بحمولة زائدة وتسرب المياه إليه وقت الاعتراض، يبدو من المرجح جدا أن شحنة الأسلحة كانت متجهة إلى اليمن.
الشكل الحادي عشر : البنادق الهجومية المضبوطة التي فحصها الفريق على متن السفينة Jason Dunham
المصدر: الفريق.
96 – وفحص الفريق الأسلحة المضبوطة في تشرين الأول/أكتوبر وثبت لديه أن لها خصائص تتسق مع البنادق الهجومية من طراز 56-1 المنتجة في الصين. وشوهدت البنادق على مسافة 800 متر ويحتوي كل منها على حاضن قابل للطي من الصلب (انظر الصور في المرفق 16). وبحسب ما أفيد، كانت الأسلحة وقت ضبطها جديدة كما لو أنها قد خرجت للتو من المصنع وكانت تحمل ختم إنتاج ”المصنع 26“ والوسمين ”17-CN“ و ”18-CN“. ويرى الفريق أن هذين الوسمين يشيران إلى تاريخ إنتاج في عامي 2017 و 2018 على التوالي. ولاحظ الفريق أيضاً أن جميع الأرقام التسلسلية المسجلة تتراوح بين 63000005 و 63090647، وهو ما يشير على ما يبدو إلى أنها تأتي من نفس خط الإنتاج.
97 – وعلى الرغم من الطلبات المتكررة الموجهة إلى الولايات المتحدة، لم يتلق الفريق بعد أسماء أفراد طاقم القارب الذي تم تسليمه إلى خفر السواحل اليمني ومحاضر المقابلات التي أجريت معه، ولم يستلم الفريق أرقام الهواتف المحمولة والساتلية، التي تم ضبطها على متن القارب، والتي قد تتيح للفريق أن يحدد الجهة المتلقية المقصودة بهذه الأسلحة في اليمن. ويحتمل أن تكون الأسلحة قد وجهت إلى قوات الحوثيين، وهو ما كان سيشكل انتهاكاً لحظر الأسلحة المحدد الأهداف، أو أن يكون مقصدها هو جماعات مسلحة غير تابعة للدولة مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما يشكل تهديدًا للسلام والأمن في اليمن.
([1]) انظر https://www.youtube.com/watch?v=k4xiknMgDTY&feature=youtu.be
([2]) لم تتح للفريق إمكانية فحص تلك القطعة إلا في كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٨.
([3]) انظر: المادة المشتركة ٣؛ والمادة ٤ من البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف المؤرخة ١٢ آب/أغسطس ١٩٤٩؛ وقاعدة بيانات القانون الدولي الإنساني العرفي، القواعد ١ و ١٤ و ١٥.
([4]) انظر S/2018/266 و S/2018/337 و S/2018/448 و S/2018/636 ؛ والبيان الصادر عن المتحدث باسم التحالف، والمشار إليه في المصدر التالي: Al Arabiya, “Saudi air defense forces destroy Houthi ballistic missile targeting Yanbu”, 5 June 2018. وهو متاح على العنوان الإلكتروني التالي: https://english.alarabiya.net/en/News/gulf/2018/06/05/Saudi-air-defenceforces-destroy-Houthi-ballistic-missile-targeting-Yanbu.html.
([5]) Tasnim News Agency, “Yemeni Army unveils new ‘Badr-P-1’ Ballistic Missile”, 28 October 2018. وهو متاح على العنوان الإلكتروني التالي: www.tasnimnews.com/en/news/2018/10/28/1863829/yemeni-army-unveils-new-badr-p-1-ballistic-missile-video.
([6]) يتعلق الأمر بارتفاع مكان الارتطام فوق خط الماء (أكثر من 1.5 متر فوق خط الماء) ووجود جسم غريب بين الحطام المعروض على الفريق.
([7]) انظر https://sahafahnet.net/news5870629.html.