اهتمامات

البرلمان الذي نرجو

أحمد الشرعبي يكتب عن البرلمان الذي نرجو بعد عودة مجلس النواب في اليمن للانعقاد للمرة الأولى أبريل الماضي


بعد اربع عجاف تحرك دولاب الشرعية واخذت خطوتها الوحيدة في الاتجاه الصحيح بالتئآم مجلس النواب وإعادة انتخاب قيادة جديدة له برئاسة الشيخ / سلطان البركاني أحد أبرز القيادات السياسية المقبولة على الصعيدين الداخلي والخارجي .

ظلت الأعناق تتطلع لدور نواب الشعب في إعادة الاعتبار لشرعية ينخرها الفساد وتنام على وسائد محشوة بالدسائس .

وعلى الرغم من الصعوبات التي اعترضت إجراءات الإعداد والتحضير لانعقاده فإن الإصرار على تنظيم جلسته الأولى فوق اديم التراب الوطني كان له بالغ الأثر لدى جماهير الشعب بعد طول انكسار ومرارة فُقدٍ للوطنية اليمنية .

تصدى البرلمان لمعاناة العمالة اليمنية في السعودية ودعى قيادة المملكة لإعادة النظر في سيل المضايقات التي يكابدها المغترب اليمني وتخفيف الأعباء المالية المفروضة عليه دون اعتبار لظروف اليمن وويلات الحرب ومقتضيات الجوار .

تقول الروايات المتداولة ان الحكومة السعودية بصدد الاستجابة لدعوة البرلمان إذ لا يجوز بحال ان يتحمل اليمنيون عبء الحرب دفاعاً عن الخليج فيما تضاف على كواهلهم فواتير الإقامة.. إقامة عزيز قوم تداولت على سلخه خناجر القريب وحراب الغريب .

لا سبيل لحصر قائمة المهام الاستثنائية المؤمل من البرلمان مواجهتها ولكن أكثرها الحاحاً وأشدها ضرورة تلك المتعلقة بمضمون الشرعية وماهيتها إذ لا يعقل أن يبقى الحال كما هو ولا يعقل أن تصبح الشرعية مجرد قفاز تحركه ايدي خفية تتماهى مع مشاريع مماثلة توصف بالميليشات الحوثية.

في عدن ميليشيا وفي مأرب ميليشيا وفي تعز ميليشيا وفوق كل شبر مما نسميه أو نطلق عليه أراض محررة ثمة إمارة دعي أو دويلة إرهابي ومشيخة معتوه .

لا يعقل أن تظل إيرادات الدولة وثروات البلد النفطية والسمكية والجمركية والضريبية مرتعاً للعبث ومصدراً لتمويل الأنشطة الهدامة .

اي دولة هذه التي تتحول إلى اضحية يتقاسمها المموهون باسم الشرعية وتحت غطائها !

كيف تكون دولة وبنكها المركزي لا تصب فيه كل الموارد المالية دون استثناء ؟

كيف تكون دولة وثمة محافظ أو أكثر من محافظيها يطلق يده بصفة ولائية مرتبطة بمركز القرار مباشرة دون العودة إلى القنوات الدستورية كل حسب اختصاصه ولكل حسب عمله ؟

لا ريب أن اسئلة كثيرة كهذه سيضعها البرلمان على طاولة مداولاتهِ ويحيط الشعب علما بقراراته حولها .

تحدوني ثقة شبه عمياء بشجاعة الصديق النبيل سلطان البركاني رئيس البرلمان وقدرته على قول لا في وجه نعم السمجة الرخوة التي قتلت معنى الشرعية وهدمت قوامها وبنيتها ومبناها !!

زر الذهاب إلى الأعلى