صعوبات وتعقيدات تواجه عودة صالح (تحليل إخباري)

يواجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح صعوبات بالغة في مسألة عودته من المملكة العربية السعودية التي غادرها قبل اشهر للعلاج. ويزداد الوضع تعقيدا وتوترا في اليمن بسبب الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام صالح والتي اندلعت مطلع فبراير الماضي. وينظر لعودة صالح لليمن بانها قد تفجر الاوضاع عسكريا وقد تدخل اليمن في حرب اهلية واسعة، فيما لاتزال احتمالات تكرار محاولة اغتياله واردة.

ويقول المحلل السياسي اليمني احمد الزرقة ان «هناك صعوبات كبيرة تواجه صالح في العودة وتتمثل تلك الصعوبات بالمحلية والدولية» .

وفيما تتعلق الصعوبات بالوضع المحلي، أوضح الزرقة انه «ومع عودة الرئيس اليمني، هناك احتمالات كبيرة لاندلاع صراع عسكري ومواجهات قد تكون مرشحة لحرب اهلية واسعة نظرا للاحتقان الحاصل في الساحة اليمنية، خاصة في ظل الخطاب المتشنج القائم من قبل الطرفين سلطة أو معارضة»، مضيفا ان «هناك حاليا اطرافا كثيرة في السلطة تقوم بتأجيج العنف من خلال تصريحات المسؤولين التي يطغى عليها خطاب التحدي والكراهية للشارع اليمني والقبلية وللجيش المنشق عن النظام وكذلك للساحات».

وعن الصعوبات الدولية، قال الزرقة ان هناك رغبة دولية كبيرة بعدم عودة الرئيس لليمن، وان خروج صالح إلى السعودية ينظر لها المجتمع الدولي كالأمم المتحدة وأميركا والاتحاد الاوربي بانها «كانت مؤشرا لحل الازمة وما يعني ان بقاءه في السعودية يعني وجود نوع من التقارب لحل الازمة ونقل السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي وعدم تفحير الاوضاع عسكريا».

ويوضح المحلل السياسي اليمني الزرقة بأنه «من الصعب جدا ومن المؤكد ان صالح لن يعود إلى اليمن خاصة خلال هذه الفترة واستمراره في السلطة غير وارد لانه لم يعد يملك الشرعية الدستورية أو الشعبية». ويضيف ان الطرف المعارض لصالح يوازيه الان عسكريا واكثر شعبيا.

ضغوط ومساع

من جانبه، يقول رئيس تحرير موقع «المؤتمر نت» عبدالملك الفهيدي لوكالة أنباء «شينخوا» ان مسالة عودة الرئيس اليمني «ليست مرتبطة بضغوط دولية أو ما كما يشاع من تسريبات اعلامية بان هناك ضغوطا اميركية للضغط عليه بعدم العودة لليمن، وانما الامر متعلق بما يقرره الاطباء وانتهاء فترة النقاهة المحددة».

ومع تعافي صالح وتماثله للشفاء، يشير الفهيدي إلى ان عودة صالح «ستكون مرتبطة بشخصه مباشرة فهو من سيقرر العودة»، مضيفا: «اعتقد بان الرئيس سيعود بانتهاء التحقيقات في محاولة اغتياله بدار الرئاسة بصنعاء في الثالث من يونيو الماضي. والمعلومات تشير الان إلى ان نتائج التحقيقات سيتم الاعلان عنها بعد عيد الفطر مباشرة» .

تحقيقات وتفجير

ويستدرك الفهيدي، وهو قيادي بارز في الحزب الحاكم، ان «التحقيقات بشأن استهداف الرئيس لابد ان تأخذ مسارها وستحدد ما اذا كان المتورطون في الحادثة هم ممن يعمل في الحقل السياسي اليمني، وفي هذه الحالة لايمكن التسوية السياسية معهم ، لانهم بذلك يدخلون في اطار القتلة ولا يجب مكافأتهم بالدخول في اي تسوية بل يجب ان يقدموا للمحاكمة العادلة».

وبدوره، يقول الصحافي المعارض سفيان جبران ان «هناك صعوبات يواجهها الرئيس، أولها أن الرئيس لا يريد العودة خوفا من تفجير آخر شبيه بتفجير دار الرئاسة، والرئيس يعتقد أن من دبر التفجير الاول بإمكانه إعادة التكرار، وهو بذلك على ما يبدو لا يرغب بالعودة ويفضل الابتعاد عن السخط الشعبي وضغط الحياة في اليمن، ويشعر ان في الرياض الراحة والطمأنينة لقضاء ما تبقى من العمر».