نظام صالح يفجر أزمة مع دول الخليج ويعترض على تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية

جلسة تشاورية لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات الأزمة اليمنية

رفض مندوب اليمن في جامعة الدول العربية طلبا تقدمت به دولة الإمارات نيابة عن مجلس التعاون الخليجي، بتبني قرار بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية, والاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي شكلته المعارضة السورية مؤخرا.

وأكد مصدر دبلوماسي لجريدة "العرب اليوم" الأردنية أن دول الخليج لديها ترتيبات أخرى تقوم بطرحها داخل الإجتماع المغلق, خاصة أنها هي التي طلبت الإجتماع وأصرت على عقده بسرعة كبيرة, وقد عرضت إحدى دول الخليج العربي فتح قنوات الحوار مع المجلس الوطني السوري المعارض, وكما يبحث الاجتماع رفض النظام السوري التعاطي مع المبادرة العربية وتأثير ذلك على تدهور الأوضاع, ولم يتم طرح أية أفكار بشأن التدخل الدولي على غرار موافقة الجامعة العربية على فرض حظر جوي على ليبيا, وأن أربع دول عربية إعترضت على المطالبة " بتوفير الحماية للشعب السوري " وجاء إعتراضها وتحفظها على أن هذه المسألة تقترب من دعوة الجامعة العربية في 13 آذار الماضي إلى حماية المدنيين في ليبيا !! وأن إجتماع وزراء الخارجية العرب قد ينتهي بالتوافق على منح نظام الأسد فرصة أخيرة لقبول المبادرة العربية والتي طرحها أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على الرئيس السوري بشار الأسد, إلى جانب فتح قنوات الحوار مع المجلس الوطني السوري المعارض.

وخيمت الخلافات والتحفظات على اللقاءات الجانبية, قبل الإجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية, لمناقشة بند واحد يتعلق بالأوضاع الراهنة في سورية, وفقا للطلب الذي تقدمت به دولة الإمارات العربية باسم دول مجلس التعاون الخليجي .. وشهدت المناقشات ¯ حسب تأكيد مصدر دبلوماسي مسؤول بالجامعة العربية ¯ جدلا ساخنا في ظل مساندة عدد من الدول العربية, منها الجزائر ولبنان والسودان وموريتانيا واليمن, لنظام الأسد, ورفض المطالب بتبني قرار بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية, والإعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي شكلته المعارضة السورية مؤخرا.

وقال مراقبون إن دول الخليج صدمت بالموقف اليمني في حين كانت تتوقع تحفظ الجزائر والسودان وموريتانيا.

من جهته، قال يوسف الكويليت، نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض السعودية، إن مبررات التجميد موجودة، وهي قتل شعب، وتشريده، وتهجيره، ومصادرة حقوقه.

وحول إنهاء الأزمة السورية، أوضح الكويليت أن هناك حلين: إما تمرد الجيش وتكون هناك معارضة، أو عن طريق قلب النظام، وهذه هي المؤشرات التي يُعوَّل عليها عالمياً وعربياً.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها عن سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 اذار/مارس بحسب الامم المتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع "حرب اهلية". وتتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

على صعيد آخر دان الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربي بشدة وقوع عدد كبير من الضحايا بين المتظاهرين اليمنيين في صنعاء وتعز وغيرهما من المدن اليمنية.

وقال إن الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ مجريات الأحداث المؤسفة في اليمن والتي وقعت خلال اليومين الماضيين ويؤسفها جداً استخدام العنف ضد التظاهرات السلمية الجارية في اليمن.

وأكد العربي مجدداً دعوته إلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للإسراع في التوقيع على مبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكداً دعم الجامعة لهذه المبادرة ومبدياً استعداد الجامعة للمساهمة في آليات تنفيذها.