
أكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق إيلي فرزلي والسياسي والخبير الأردني الدكتور نصير الحمود أن هناك حربا باردة تدور الآن بين روسيا وأمريكا في الشرق الأوسط من خلال الساحة السورية. وحذرا في ندوة الكترونية أقامها اليوم "الأحد" مركز الدراسات العربي- الأوروبي
ومقره باريس تحت عنوان "هل تكون الأزمة السورية سببا لعودة الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا؟، من أن يكون هناك تبادل في المصالح بين واشنطن وموسكو ليحقق كل منهما مأربه من خلال الأحداث الدائرة الآن في سوريا.قال ايلي فرزلي نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق "إن الأحداث في سوريا ليست غايتها تغيير النظام بنية الاصلاحات بل اصبح واضحا الغاية منها وهو "التغيير الجيوسياسي" وتغييرات في المواقع الاستراتيجية بالمنطقة".وأضاف إن هذه الاهداف أوضحت أن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية لم يكتف بتفتيت الاتحاد السوفيتي بل مصرا ايضا على محاصرة روسيا اليوم ومحاولة نقل الحالة الاسلامية لتكون مدخل داخل روسيا لتفجيرها من الداخل وايضا الغاء أي مواقع لروسيا على البحر المتوسط وبناء شرق اوسط جديد لتكون لتركيا واسرائيل حوضا استخباريا واحدا قابلا لتفجير النظام الإيراني أيضا من الداخل.ورأى فرزلي أن روسيا انتبهت إلى هذه الوقائع وقامت بالتصدي لها من خلال مواقفها السياسية بقوة حتى أعادت لنفسها الحضور على الساحة الدولية " التنفيذية والواقعية " مما جعلهم يعتبرون ان الدفاع عن دمشق كأنها الدفاع عن موسكو وهذا ما حصل في جورجيا ، معربا عن اعتقاده بأن الحرب الباردة تدور الآن بين روسيا وأمريكا في الشرق الأوسط من خلال الساحة السورية . ومن جانبه ، قال السياسي والخبير الأردني الدكتور نصير الحمود إنه من غير المستبعد أن تصر روسيا على عنادها حيال الملف السوري لعلمها بأن دمشق ستكون آخر القلاع التي تحمي جزء من المصالح الإستراتيجية للدولة الحالمة باستعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي. وأضاف إنه على النقيض من ذلك تبدو الولايات المتحدة الأمريكية متحمسة إعلاميا لطي صفحات الملف السوري، غير أنها ليست كذلك على المستويين السياسي والعسكري في ظل تخوفها من صعود نجم نظام سياسي إسلامي قد يفضي لإيقاع الأذى بإسرائيل الحليف الإستراتيجي لواشنطن.وحذر الحمود من أن يكون هناك تبادل في المصالح بين واشنطن وموسكو ليحقق كل منهما مأربه، فكلاهما بشكل أو بآخر لا يريدان التغيير في سوريا لخشية الولايات المتحدة من النظام الحاكم مستقبلا في البلاد، فيما تبدو روسيا مرتابة حيال قدرتها على البقاء بالمنطقة عبر القواعد المتواجدة على الشواطئ الروسية. وقال إن هذا الاحتمال قد يؤدي للعبة تبادل مصالح بين الطرفين يفضي لحل جزئي للمشكلة السورية من خلال دعمهما لقوى سياسية معينة ستكون بديلا عن النظام القائم لكنها في الوقت ذاتها ستحرص على عدم إيقاع الأذى بمصالح الدولتين العظميين.وأعرب الحمود عن اعتقاده بأنه قد يكون هناك توافق أمريكي روسي على أهمية عدم فرض ضغوطات إضافية على النظام الحاكم في سوريا مقابل زيادة روسيا ضغوطها على إيران بشأن الملف النووي فضلا عن تحذيرها من مغبة اتخاذ قرار بشأن مضيق هرمز الذي سيؤدي إقفاله لضرب المصالح الأمريكية الإستراتيجية في المنطقة فضلا عن الآثار الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط في وقت تعد فيه الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم.




