
وصف النائب البرلماني محمد عبد الللاه القاضي ما حصل من اقتحام لساحة مجلس النواب في اليمن بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من قبل أتباع ومرافقي بعض الأعضاء، وتحويل ساحة المجلس إلى ثكنات عسكرية، بمشهد لا يكاد أحد أن يتصوره ممن يمثلون السلطة التشريعية للشعب بكل مناحيها". معتبراً أنها مثال حي لـ"مشكلة المشاكل" المتمثلة بغياب الوعي لدى بعض النخبة السياسية.
كما اعتبر انتهاك سيادة الحرم البرلماني من قبل بعض أعضائه من "صغائر الأمور" التي لا ينبغي أن تصدر من أي منتسب لهذه المؤسسة الوطنية العليا". مضيفاً في صفحته على "الفيسبوك": ومهما كانت الوجهات، تبقى أدبيات وأخلاقيات ممثلي الشعب فوق كل احتمالات الخلاف، ويجب أن تذوب كل المكونات والتباينات أمام واحدية الهدف، ومصلحة الوطن".
وقال: القاضي" من العيب أن تكون الثقافة التي ثار الشعب كله ضدها هي التي تحكم تصرفات بعض أعضاء مجلس النواب، والتي قد تعرضه لإلغاء مبدأ مشروعية وجوده، على اعتبار أن دور مجلس النواب هو ضبط إيقاع العلاقة بين الشعب والحكومة، بالعدل والحوار وليس بالقوة والاستئثار".
ورأى القاضي أن غياب الوعي لدى النخبة السلطوية التي تسند إليها مهمة بناء وطن هو مشكلة المشاكل". قائلاً: وحين تفتقد النخبة السياسية للقيم الأخلاقية والوطنية فلا ننتظر أقل من دمار شامل لمنظومة البناء الكوني.. معتبراً أن "مجلس النواب مثال حي لمشكلة المشاكل التي خلفت وراءها خرابا واسعا في بنيوية اليمن أرضا وإنسانا، وما زالت تتفاقم بمرور الأيام المتسارعة".
ودعا النائب البرلماني" إلى عدم إرفاد الصراع في المجلس إلى جانب ضعفه منذ تأسيسه حتى اليوم، في الحد من صنع الأزمات واستفحال الفساد في كل مرافق الدولة، ومؤسساتها، والتسبب في حرمان الشعب من أولويات العيش الكريم وزيادة البطالة ونسبة الجهل والفقر والمرض والتخلف وغيرها ".
وأضاف" ان المجلس ما زال يمسك بقبضة السلطة رغم الحالة التي يعيشها والصلاحيات المنزوعة منه واستمرار غياب الدور الوطني واتخاذ المواقف الحازمة لإحداث الإصلاح والتغيير في هذا المجلس، ابتداء من قيادته وصولا إلى كل مكوناته ولجانه وغيرها، ليضمن عدم زيادة الأزمات والويلات التي وصل إليها البلد".




