
تمثل الطائرات من دون طيار تطورا تقنيا رائعا. وإذا ما قنن إستخدامها بحكمة، قد تمنح الولايات المتحدة أفضلية على أعداء كالقاعدة. للأسف أنه خلال الأربع سنوات الماضية، فإن الطائرات من دون طيار وما تمثله من حل أكثر سهولة وأقل تكلفة لمشكلة الإرهاب المعقدة، عملت على إغراء إدارة أوباما والإعتقاد بأنها الرصاصة الفضية*.
وتحت إدارة جون برينان، المهندس والمؤلف الرئيسي لسياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية الراهنة، أصبحت الولايات المتحدة معتمدة بشكل مفرط على الطائرات من دون طيار. أشرف برينان على الإرتفاع المتزايد في عدد الهجمات بطائرات من دون طيار، التي تشمل تلك الموجهة ضد أهداف عالية القيمة، و الهجمات الأكثر إثارة للجدل "ضربات التوقيع" و التي تسمى أحياناً "قتل الحشد" (قتل التجمعات) لأن الولايات المتحدة لا تعرف غالباً هويات الأشخاص الذين تقوم بقتلهم.
لا عجب أن الإتهامات بسقوط ضحايا مدنيين تتصاعد كلما أرتفعت عدد الهجمات بطائرات من دون طيار. ولطالما تصدى برينان لتلك الإتهامات وللتقارير التي ذكرت أن مجندي القاعدة في ازدياد نتيجة للهجمات التي تقتل رجال تصفهم الولايات المتحدة بالمقاتلين، بينما ينظر إليهم محليا بأنهم مجرد رجال قبائل يحملون سلاحاً.
وخلال حديثه أمام مجلس العلاقات الخارجية في أغسطس 2012، قال برينان أنه وجد "دليل ضعيف على أن تلك الأعمال (الهجمات) تؤدي إلى شعور معادي للولايات المتحدة أو المزيد من المجندين في صفوف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
قد تكون هذه وجهة نظر واشنطن ومجمعها المحصن في العاصمة اليمنية، لكن خارج الأراضي الرسمية الأمريكية (مجمع السفارة الأمريكية) تنهار البيانات (الخطب)، هناك في المناطق النائية للبلاد حيث تنمو القاعدة بشكل متسارع. عندما بدأت إدارة أوباما بحملتها (الجوية) في اليمن، كانت أعداد عناصر فرع القاعدة في اليمن تتراوح بين 200 إلى 300 مقاتل. وبعد ثلاثة أعوام تضاعف عدد عناصر التنظيم إلى ما يزيد عن ثلاثة أضعاف، أي ما يربو بكثير عن 1,000 مقاتل ويبدو التنظيم مصمماً أكثر من أي وقت مضى على مهاجمة الولايات المتحدة.
وبدلاً من تعطيل وتفكيك وهزيمة القاعدة، تعمل خطة برينان في الواقع على تفاقم خطر القاعدة وتوسعها في مناطق مثل اليمن. يجب أن يفتح "ترشيح برينان" الباب لنقاش طال إنتظاره، حول مدى فعالية إستراتيجية الولايات المتحدة الراهنة لمكافحة الإرهاب.
توضيح من المترجم:
* الرصاصة الفضية: مصطلح يقصد به إيجاد حل سهل لمشكلة معقدة. وبحسب ويكيبيديا فإن المصطلح يطلق على أي حل بسيط وواضح يعتقد أن له فعالية قصوى.




