الناخبي يشرح جذور القضية الجنوبية وعشال يحذر من إعادة صراعات الماضي

صنعاء: ندوة بعنوان "التنمية في أمانة العاصمة.. آمال وأعمال"

استضاف منتدى الدكتور غالب القرشي في فعالية الأحد 3 مارس 2013 كلاً من العميد عبد الله الناخبي أمين عام الحراك الجنوبي والأستاذ علي عشال عضو مجلس النواب لمناقشة ما وراء تطوّر الأحداث في المحافظات الجنوبية في اليمن وتداعياتها.

وقد بدأ الحديث العميد عبد الله الناخبي بسردٍ مطوّل عن جذور وأبعاد القضية الجنوبية والصراعات القديمة التي أنتجت هذا الوضع المتأزم.

وقال الناخبي لقد برزت القضية الجنوبية إلى السطح بعد حرب 1994 كنتيجة طبيعية للشرخ السياسي والاجتماعي التي أحدثته تداعيات تلك الحرب، كان أهم تلك التداعيات إبعاد موظفي الدولة وخصوصاً العسكريين من مواقعهم، مؤكداً على أن النظام السابق كان يصدر قرارات سرية بإبعاد المسؤولين من مواقعهم.

وأضاف الناخبي أن النظام الاقتصادي للشطرين قبل الوحدة كان مختلفا، وهو الأمر الذي زاد وضع أبناء الجنوب سوءً عقب حرب 1994 حيث كانوا يعتمدون على الوظيفة ودعم الدولة للمواد الأساسية اعتماداً كلياً، وبالتالي فقد تخلت النظام الجديد عن مسؤولياته تجاه المواطنين الجنوبيين في ظل الوضع الاقتصادي الجديد.

وعن كيانات الحراك الجنوبي قال الناخبي لقد بدأ الحراك بتنظيم نفسه في هيئات وجمعيات تنادي باستعادة الحقوق منذ عام 2007 ومن هذه الكيانات المجلس الوطني بقيادة باعوم، وهيئة النجاح بقيادة الشنفرة، وهيئة الاستقلال بزعامة النوبة، وهيئة النضال السلمي برئاسة الدكتور صالح، ولقد حاولنا توحيد هذه الكيانات وتم الاجتماع في 9/5/2009، ولكن دون فائدة فقد تفاجأنا أن هناك أموراً أكبر من حجمنا تدار من داخل اليمن ومن خارجه.

وأكد الناخبي أن ثورة الشباب وحّدت رؤى كثير من فصائل الحراك وإن كان يرى البعض أنها لا تعني الجنوب وهذا مخالف لرؤيتنا، واعتبرناها فاتحة لحل قضايا الوطن بأكملها ومنها القضية الجنوبية،

وعن موقف الحراك من الوحدة قال الناخبي أن اليمن بشماله وجنوبه قد أرهقته الصراعات ونحن نرى أن الوحدة هي صمام الأمان لإنهاء جميع الصراعات القديمة وعدم إشعالها من جديد، وتكاد تُجمع كل التيارات على بقاء الوحدة مع الاتفاق فيما بعد على شكل الدولة، وهناك عدة أطروحات من فيدرالية إلى اندماجية إلى فك الارتباط، والخيار في النهاية لأبناء اليمن.

الأستاذ علي عشال عضو مجلس النواب تحدث في مداخلته عن أهم محطات الصراع التي خاضها الجنوب في الفترات السابقة محذراً أبناء الجنوب من الانجرار إلى إشعال تلك الصراعات القديمة.

وقال عشال أن الوحدة تحققت كمطلب شعبي لكن النظامين السابقين في الشمال والجنوب أخلّيا بكثير من تفاصيلها وكان لكل نظام مشروعه الخاص في الاستحواذ والسيطرة على الآخر، وهو الأمر الذي أدى إلى حرب 94 وما تلاها من تداعيات ومظالم وقعت على أبناء المحافظات الجنوبية.

موضحاً أن النظام بعد 94 كانت لديه الفرصة العملية لإصلاح وتكوين دولة تضمن حقوق الجميع ولكنه أدارها بأساليبه التقليدية المتخلفة وبعقلية التقسيم والمحاصصة، ولم يستوعب النظام نفسية أبناء الجنوب المتعودين على الحضور في صنع القرار، وتحديد المصير.

وعن تطور الأحداث في الجنوب قال عشال ان النظام السابق يحاول خلط الأوراق وإيجاد الصراعات بين المكونات الحراكية وتوجيهها نحو تفاصيل بعيدة عن القضية الأساسية للجنوب.

وفي ختام حديثه أكد أننا على أبواب الحوار الوطني الذي نحتاج من خلاله إلى إيجاد مشروع وطني جامع، يحقق المساواة للجميع تحت أي شكل من أشكال الدولة.

أما الدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى فقد أكد على ضرورة تحديد معالم القضية الجنوبية وألا يبقى مصطلحاً عائماً ، لأن البعض من خلال هذا المصطلح خرج بمبالغات وانحرافات في وصف القضية وصوّرها قضية احتلال واستعمار، وقتل واستلاب على أساس التصنيف الجغرافي، متسائلاً ما موقف القوى الوطنية في الجنوب من كل هذه الأفعال التي أساءت للقضية الجنوبية بمثل هذه الممارسات؟

العديد من المداخلات والاستفسارات أكدت على وقوفها إلى جانب القضية الجنوبية ورد المظالم، والتمسك بالوحدة كخيار أفضل لحل قضايا الوطن الشائكة، وتحديد شكل الدولة ونظام الحكم، تذوب معه كل هذه النتوءات والمشاكل.

حضر الفعالية العديد من السياسيين والإعلاميين والمهتمين.