
لاشك أننا قد تحررنا من الاستبداد الإمامي والاستعمار البريطاني ولكننا لم نتحرر بعد من مخلفاتهما وآثارهما وبقاياهما فها هي القوى الظلامية من امامية وماركسية تتحالف وتتآمر على الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وعلى الوحدة الوطنية وعلى المكاسب والمنجزات الجمهورية والوحدوية.
لقد كانت وما زالت أسس ومنطلقات الثورة اليمنية وطنية وإسلامية، تجاوزت كل المظاهر والامراض الطائفية والمذهبية والسلالية والمناطقية والانفصالية وصحيح أن هناك أوضاعاً اقتصادية صعبة وظروفاً معيشية قاسية واختلالات مالية وإدارية وهذا ما يشعر به كل اليمنيين ويعانون منه، ويسعون لاصلاحه وتغيره، ولا معنى لأحاديث تشطر المعاناة وتغرس الانفصال وتؤسس للتقسيم فهل تقرير المصير سيحل المشكلة وهل الحديث عن قضية جنوبية واضطهاد للزيدية هل مثل هذه الاحاديث تسعى للإصلاح والتغيير أم انها مداخل للفتنة ومعالم للأزمة.. اليست هذه الدعوات الباطلة من مخلفات الاستبداد والاستعمار ومن معالم التشطير والانفصال، اليست القضية اليمنية وعاء يسع الجميع والوحدة الوطنية ميداناً وساحة للمؤتلفين والمختلفين؟!!
لاشك أن المشروع الوطني الجامع والمسار الوحدوي المانع يقلق اصحاب المشاريع الصغيرة والمصالح الشخصية والمواقف الانتهازية، ان التمترس وراء شعارات مناطقية وعناوين طائفية يستهدف واحدية القضية والثورة والوحدة والدولة اليمنية ان كل العقلاء قادرون على التمييز بين معارضة السلطة والحكومة وبين مواجهة الدولة اليمنية الحديثة الجمهورية الوحدوية الديمقراطية.
ان معطيات الحاضر ودروس الماضي تؤكد وتثبت ان القوى المعادية للمشروع الوطني الجمهوري والوحدوي ما تزال تعمل وتأمل لإسقاط النظام الجمهوري وإفشال المسار الوحدوي وها هم اصحاب المشاريع الصغيرة يلتقون في القاهرة ولندن وواشنطن، لقد تشابهت قلوبهم واتفقت أقوالهم وتقاربت مواقفهم، وما تخفي صدورهم أعظم!!
انهم لم ولن يفهموا معنى واحدية الثورة والدولة، وواحدية الأرض والإنسان وواحدية الأفراح والأتراح وواحدية الآمال والآلام، وواحدية الحاضر والمستقبل.
ان واجب الوقت هذه الأيام يتمثل في الوقوف صفاً واحداً ضد الدعوات الطائفية والنعرات المناطقية والانفصالية، والتفريق بين المطالب الحقوقية والقانونية والمعيشية وبين المطالب الانفصالية والدعوات التآمرية التي تستهدف امن واستقرار ووحدة اليمن.
كتبها: عبدالفتاح البتول




