افتقدت الساحة الاعلامية علم من اعلام النضال الوطني الا وهو الاستاذ القدير يحيى علاو الذي غادر اليمن جسداً وروحاً، لكنه بقي ذكرى طيبة لدى اليمنيين داخل الوطن وخارجه، بقي حباً حاضرا في الأذهان مزروعاً في القلوب، عصياً على التجاهل والنسيان بما خلفه من إرث ثقافي وإنساني لدى العامة لا ينساه ملايين اليمنيين.
الشعب اليمني باسره يعتبر رحيله خسارة كبيرة للوطن والأمة، وصل بتواضعه وأخلاقه إلى قلوب الملايين من المشاهدين، واستطاع - رحمه الله - أن يحفر أسمه في سجل العظماء الذين أثروا في مجتمعاتهم،
الفقيد علاو لم يكن يوماً من الأيام بوقا للفساد والمفسدين ولم تتلطخ أياديه بأموالهم ولم يلوث لسانه بالنفاق والمجاملة والمداهنة بل كان يحاول ما استطاع أن يغير في المجتمع إلى الأفضل والأحسن.
إنه برحيل الإعلامي المتألق يحيى علاو تكون اليمن قد فقدت علماً من أعلامها وفارساً إعلامياً عرفه كل اليمنيين من خلال برامجه المتميزة وعلى رأسها برنامج فرسان الميدان والذي من خلاله أستطاع أن يوصل رسالته الإعلامية بتميز وإبداع.
علاو كان عفيفا نحو الوصول إلى أهدافه متميزا في إيصال الفكرة للجمهور في كل قرية ووادي وسهل وجبل، وكان يتعامل - رحمه الله - مع كل الناس كبيرهم وصغيرهم مثقفين وأميين وأنه كان إضافة معلوماتية وإعلامية عرفه الكثير في الداخل والخارج.
ربما لم يعرف الكثير من الناس الحياة الشخصية للفقيد يحي علاو لانه لم يكن يهتم بتعريف الناس بحياته، بسبب انشغاله بنقل حياتهم وابداعتهم ومعاناتهم عبر الشاشة الصغيرة.
ولد يحيى علي علاو في دمنة خدير محافظة تعز عام 1962، وغادر بعدها مع والده إلى محافظة الحديدة وكان اخر منصب لوالده مديرا للواجبات بمحافظة الحديدة حيث كان لهم منزل على البحر لا يعرف أين مكانه ثم انتقل للسكن في الحي التجاري جوار الخدمة المدنية وكان والده رجل دين وفقيه وعالم بالتجويد والفقه والمواريث وبعد تفرق الاولاد ووفاة الوالد تم بيع المنزل وبني بدلا عنه فيلا من ثلاثة ادوار.
درس علاو الثانوية العامة في مدرسة الثورة الثانوية وكان متفوقا وحصل على الترتيب الاول على مستوى الجمهورية عام 1978م وحصل على منحة إلى المملكة العربية السعودية مع زميله عبدالغني الشميري وعارف شمسان القدسي في قسم اعلام تخصص اعداد برامج وعمل مدرسا خدمة إلزامية في محافظة الحديدة في مدرسة عمر بن عبد العزيز الثانوية وتتلمذ على بدية عدد من القادة التربويين.
وإثناء عمله بالتدريس كان يقدم برامج إذاعية في إذاعة الحديدة ثم انتقل إلى العاصمة صنعاء مع زميل دربه عبدالغني الشميري وسكن الجميع مع طلاب الجامعة حينها من ابناء الحديدة ومنهم عبدالله القدسي مدير مدرسة الشعب الاساسية الثانوية حاليا بالحديدة وظل بدون عمل لمدة سنتين وتم توظيفه بعد سنتين من المطالبات وانتج اول عمل له بالتلفزيون بعنوان "مجلة التلفزيون نرجو الله ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة".