ليومين متتالين تفاعلت قضية الطرود وأصبحت حديث الساعة بين العامة والخاصة وللأسف كان محورها الأساس اليمن فاليمن يمر بمشاكل لا حصر لها ابتداء بمشكلة شمال الشمال وانتهاء بالمشكلة الاقتصادية والتي قصمت ظهر البعير بعدم وجود موازنة لعام 2011 ومرورا بمشكلة الحراك..
وللأسف أصبح اليمن كدوله يحسب بأنه محارب من الداخل والخارج بسبب تعاطي الجيران مع الملفات الساخنة في اليمن وكل دوله خليجيه تريد أن تتعاطى مع الحالة اليمنية وكأنها هي المسير للوضع وبعيدا عن تحملها مسئوليتها تجاه جاره وشقيقه.
كان ينبغي على الإخوة في الخليج عمل قمة خليجيه ودعوة الرئيس اليمنى للقمه ووضع النقاط على الحروف ابتداء بالتعاون الأمني وانتهاء بالسياسة الاقتصادية وكان ينبغي على الدولة النزول لمطالب الشعب لتتوحد مع الدولة في مواجهة الاخطار..
ولكن دروسنا مع العراق لم نستفد منها وسياسة رمى الثعابين أصبحت هي المسيطر على الساحة العربية وارى أن الوضع لو تفجر في اليمن فسيكون له تبعاته التى ستجر المنطقة باجمعها إلى صفيح ساخن تنهي ما بدأت بعمله الازمة العراقية..
لسنا هنا بصدد الخوف من بعض بقدر ما هو مناشده وتحمل مسئوليه وما مقال الراشد الا بداية ولكنه بداية لنتكاتف وليس لتجهيز اليمن حكومة وشعبا لما هو أسوا فان كان المقصود رفع وتيرة التعاون فالأولى بدول المنطقة المساعدة في اسكات ما من شانه جرجرة الجنوب إلى صراعات والمساعدة في عمل مناخ ملائم للقاعدة بعدم وجود الدولة ولعل صداع الانفصال والسعي إلى جر اليمن إلى هذه الهاوية هو ما يساعد على وجود مثل هذه البؤرة الخبيثة..
إن سيادة الحكومة اليمنية قد تراجعت في الآونة الأخيرة وما تناقص سيادتها الإنذار خطر يهدد المنطقة لو علم المتابعون للحالة اليمنية أن ضعف الدولة هو ما يساعد على وجود بؤر توتر لعلموا ان الحل يكمن في قمع كل حركه وقطع الامدادات التمويلية التى تأتى من بعض من في عقله مرض الانفصال أو التغذية المذهبية.
ولاشك أن موقع القاعدة هو في اليمن ولاشك أن أفراده هم من الجنسيات العربية ولكن هل وقفنا مع الحكومة اليمينة في سبيل قطع الامدادات وتهدئة الحالة السياسية ام ساعدنا في اثارتها عبر سكوتنا على اصوات النشاز التى تريد ان تقطع اوصال اليمن من ابناءه.
ان التعاون الامنى لكل بلد لا ينبغى ان يكون على حساب البلدان الاخرى وانما منظومة مترابطة نحمى بها بعضنا البعض.
تخيلوا لو أن اليمن سيصبح العراق وانظروا إلى مدى محاصرة دول الخليج فالدول الكبرى تريد بلدا قويا يفرض لها ما تريد ولعلها وجدت ضالتها في إيران التى ساعدتها على الدخول لأفغانستان والعراق.